لم ينظر لها بحب كأول مرة ,أشعرها إنها تقف مع شخص آخر يختلف تماما في الأسلوب واللهجة والإشارات وحتى الملامح تختلف. " لماذا لا أراك كأي محب لماذا اختلفت معالم وجهك حتى إني كدت اعتقد انك لم تكن أنت, لم تعد تحبني؟؟؟
" نظر لها بندم شديد وكأنه يقول ارحلي. وهي تشبثت بالأرض أكثر أصبحت كجذور شجرة جرداء صعب اقتلاعها من الأرض, كرامتها تقول ابتعدي وقلبها ينادي ابقي فهو يستحق المحاولة.
ما أصعب أن تكوني عاشقه !! فأنتي يا حواء تعلني الحرب بين كرامتك وقلبك خاصةً أن آدم لا يأبه لذلك،ينظر إليها ويقول " لا تجبريني أنا لا امتلك جوابا ", عروق يديه منتفخة ,عيناه تذبل ,والعرق من جبهته ينصبب, وجهه شاحب, لم يعد شاب في منتصف العمر وبدا وكأنه عجوزا لحظتها , ولكنها تشعر بعاصفة بداخلها تشعر بإعصار يدمر ما تبقى من جوارحها
كل هذا وهي تتنفس بخوف شديد سقطت دمعه من عينها ومسحت خوفها بلحظة تمسكت به قامت بهزه ويداها ترتجفان صرخت " انتبه على نفسك" , غادرت المكان بسرعة رهيبة وكأنها لم تكن موجودة من البداية اختارت الرحيل فهو لم يسمعها إجابة على سؤالها ذهبت وبقي هو ينظر حوله وسرعان ما ذهب أيضا .
بقيت أيام وهي تدّعي نسيانه , أحرقت رسائله, مزقت صوره ,اخفت عطره, وهو حتى لم يحاول الاتصال بها وكانت كل ليله تمر عليها وكأنها فصل بأكمله.
في لحظة قالت"سأكمل حياتي" نهضت وبدلت ملابسها وغادرت المنزل جلست بالمقهى وطلبت فنجان قهوتها كالمعتاد خالي من السكر , تنظر من النافذة أشخاص ذاهبون وأشخاص قادمون ازدحام شديد, برأسها تدور آلف فكرة وفكرة, شهقت بحزن , إذ به قادم من بعيد تنظر له بشوق وتعجب ها هو يتقدم ولكن ليس باتجاهها جلس على طاولتهما المعتادة وقام بطلب كوب من القهوة ولكنه لم يكن حبيبها فإذا به تعب وإرهاق كبير , شعره متساقط , حتى ذقنه , يداها ترتجفان وقفت الساعة وكأن الوقت استطاع التمكن من الوقوف أرادت أن تجري عليه ولكن كبرياء أنثى وصمت رجل
بقيت صامته تراقبه من بعيد وعند قرارها بمغادرة المكان,,, كانت لا تريد إعلامه بوجودها لكن سرعان ما سقط عن الكرسي هلعت لتنقذه جاءوا الموظفين لمساعدتها قامت بنقله على العيادة كانت تبكي بحرقه تصرخ " انجدوني" وكأنها المصابة فهي بكل هذه الفترة لم تنساه مع كل المحاولات بقيت تحبه ولكنها أعلنت صمتها واستسلامها نظرت بوجه الطبيب اذ به يشعر بالخوف قلق قال لها " لما جعلتموه يخرج من المنزل سبق وحدثت والدتك بأنه لا يصلح للتنزه بالوقت الحالي وانه عليه بالراحة " كان معتقدا أنها شقيقته !!
صرخت " ما به؟؟؟ " ولكنه لم يسمعها فهو تسارع على نقله لغرفه الطوارئ وسرعان ما اختفى بقيت تنتظر بالخارج خائفة ,تنتظر إجابة من آدم كما أبقاها أول مرة تنتظر أجابه أتحبني ؟؟؟ قامت الأيام بالدوران الخوف نفسه والصمت الصراخ من الداخل ما أقسى آدم وما أقوى جبروتك يا حواء!!!
خرج الطبيب وهو منهك مصفر قال لها " الحمد لله استطعنا مساعدته ولكن عليكم بإقناعه بعدم إجهاد نفسه فهو يتراجع " صدمت وكأنها تسمع خبر إجهاضها!!
لم تستطع التوازن نظرت إلى الطبيب بعتب واستغراب وأكمل الطبيب حديثه وهي لا تسمع فقد دخلت بحاله صدمه لا تستطيع سماع شيء غير صوت دقات قلبها المشوشة وعند آخر حديثه قال " أخبرناكم من قبل أن هذا المرض يطلب الراحة وعدم الانفعال قلت لكم لا تزعجوه واجعلوه يعيش ما تبقى له بسعادة لا ينبغي الجهد أو الحزن "
وكأن بهذه الجملة صعقها كأنها وقفت الحياة ولم تعد تمشي لم تستطع التحرك, بداخلها تناقض كبير صدمه وحزن على الرجل التي أحبته ,,وكبرياء لأنه لم يتركها وانه ما زال يحبها ولكنه ابتعد لأجل أن يبعد عنها المعاناة مع مرضه, لم تعرف ماذا تفعل,, وقفت بجانبه وأمسكت بيده تلقي نظرة لوم وعتاب عليه نظرة جارحه مليئة بالحب وقالت " احبك" !!