آخر الأخبار
  وزير البيئة: مخالفة الإلقاء العشوائي للنفايات قد تصل إلى 500 دينار   سمر نصار: جلالة الملك عبدالله الثاني كرم جمال السلامي بمنحة الجنسية الأردنية تكريماً لجهوده مع المنتخب ومهنيته حيث أصبح جزءا من عائلة كرة القدم الأردنية   عرض إيطالي ثقيل لنجم في منتخب النشامى   93٪ من مواطني إقليم الوسط يرون مشروع مدينة عمرة فرصة لتوفير وظائف واستثمارات   جمعية الرعاية التنفسية : تخفيض الضريبة على السجائر الإلكترونية طعنة في خاصرة الجهود الوطنية لمكافحة التبغ   الأمانة توضح ملابسات إنهاء خدمات عدد من موظفيها   18.4 مليار دينار موجودات صندوق استثمار الضمان حتى الشهر الماضي   ولي العهد يترأس اجتماعا للاطلاع على البرنامج التنفيذي لاستراتيجية النظافة   قرار حكومي جديد بخصوص أجهزة تسخين التبغ والسجائر الالكترونية   إجراءات حازمة بحق كل من ينتحل شخصية عمال الوطن   إرادة ملكية بقانون الموازنة .. وصدوره في الجريدة الرسمية   بتوجيهات ملكية .. رعاية فورية لأسرة من "ذوي الإعاقة"   منتخبا إسبانيا وإنجلترا يقدمان عرضين لمواجهة النشامى "وديًا"   استطلاع: 80% من الأردنيين يرون مشروع مدينة عمرة مهما   الأردن الرابع عربيًا و21 عالميا في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية   التربية تنهي استعدادها لبدء تكميلية التوجيهي السبت المقبل   تحذير أمني لمالكي المركبات منتهية الترخيص في الاردن   الدفاع المدني ينقذ فتاة ابتلعت قطعة ثوم في الزرقاء   "المياه" تدعو المواطنين للتحوط بسبب وقف ضخ مياه الديسي لـ4 أيام   الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري الأمم الآسيوية

وادي السلام

{clean_title}

وادي السلام في البداية ذلك هو اسم دارج لاماكن في بقاع مختلفة كمطاعم في قطيف السعودية او مقبرة في النجف الاشرف في العراق او غيرها ولكن ما اتحدّث عنه هو مستنقع السلام السياسي الذي تمرّ به منطقتنا الشرق اوسطيّة ما بين تلهّف عربي منفعل ومستعجل وتعنّت اسرائيلي بارد الإحساس. والذي جعلني اتطرّق لذلك هواسم شركة لمقاول فرعي بنغالي لاعمال الكهرباء من الباطن ولا يعرف ذلك المقاول التحدّث باللغة العربيّة حيث المقاول الرئيسي عربي كما لا يعرف التحدّث باللغة الانكليزيّة حيث الاستشاري والمالك كذلك ومع ذلك فإنّ هذا المقاول الفرعي يستطيع ان يتدبّر امره ليبقى حيّا يعمل ويعيش ويكسب القليل .

وما اردت قوله هنا انّه حتّى وإن اختلفت اللغة فإنّ سبل العيش لا تنقطع ولكن إذا دخلنا في عالم السياسة فإنّ الموضوع يختلف تماما فبينما ان لغة الحب ممكن فهمها من خلال لمسة او نظرة او غمزة او وردة فإنّ المطالب والحقوق لا تكون بالتلميح وانما بالتصريح والتفاوض وتحضير المطالبات وتحليلها مُسبقا وللأسف مفاوضات العرب مع اسرائيل لم تكن كذلك حيث بدأت بالتغرير بالشعب العربي ووعده بالمن والسلوى وآلت الى الاف الشهداء اللذين لم تنتهي جحافلهم بعد .....

لا شكّ انّ أيّ مفاوضات يجب ان تقوم على محاور واضحة منها قابليّة الاستماع للآخر بل والإستفادة ممّا يطرحه في صياغة المطالب التي يجب ان تكون بلغة واضحة ومقرونة بالوثائق والمستندات المدعّمة لها وكذلك وضع حدود لنقاط التفاوض ونهايات للتنازلات التي لا يمكن تجاوزها .

وقد نجحت اسرائيل من سبعينات القرن الماضي من تفتيت الموقف العربي بدأ بابعاد مصر في عهد السادات وتكبيله بكامب ديفد وبعد عدّة سنوات او يزيد استطاعت تفتيت الوفود الفلسطينية والاردنية والسوريّة لتنفرد بكل منها على حدة فكانت أوسلو ووادي عربة .

وهذه الايام تتحدّث وسائل أعلام مختلفة عن عودة التاريخ الى الوراء اكثر من ست واربعون عاما عندما كانت الضفّة الغربيّة مندمجة في الاردن وقطاع غزّة يتبع مصر وكأن هذه السنون لا تساوي شيئا في عمر الشعوب العربية والدلائل والاشارات على تلك الحلول الإسرائيليّة كثيرة منها ما يتم على الحدود المصريّة الغزّيّة ومنها ما يتم بين الاردن وما يُسمّى السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة وإذا كان هذا ما يُخطّطه الزعماء العرب والحكومة الإسرائيليّة

فلمَ كان هذا العدد من الشهداء والمعاناة والجرحى والتشريد؟ هل هي نوع من التحضير والتهيئة وخلق الظروف المناسبة والتخلّص من العقبات والزعماء المعاندين والثوّار الحقيقيّين والعرب البسطاء.

السلام بدل ان يكون راية على قمم الجبال وفي نظرات الاطفال البريئة وضعناها في مستنقعات الوديان تنهشها البعوض والذباب والفاسدون والمؤامرات وغارات إسرائيل اللعينة .

الشعوب العربيّة ضعيفة لإسترداد حقوقها بل وحتّى ضعيفة او عاجزة عن المطالبة بها وهذه الشعوب مشغولة بتحرير لقمة عيشها والمحافظة على بيوتها واعراضها .

فمتى يكون للسلام قمّة يصعد له العرب ولا يكون السلام في مستنقعات الوديان والذل والهوان ينزل العرب لها إستجداء وبذل ومهانة .