في زيارة الملك والرؤساء لواشنطن .. ما هي المهام والأدوار؟ محمد سليمان الخوالده الأسابيع القادمة سوف تكون واشنطن محل أنظار الجميع ، فقادة الدول الحليفة للولايات المتحدة تركيا والأردن وقطر والإمارات سوف يلتقون بالرئيس الأمريكي اوباما
بداية اللقاءات مع الرئيس أوباما سوف تكون مع العرّاب الاممي بان كي مون (الامين العام للامم المتحدة في 11 نيسان (ابريل) ، يليها لقاء ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان في 16 نيسان (ابريل) وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني في 23 نيسان (ابريل)، والملك عبد الله الثاني في 26 نيسان (ابريل) ، لكنّ اللقاء الأبرزوالأهم سوف يكون لقاء أوباما مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب ارودغان في 16 ايار (مايو).
والهدف المعلن من هذه اللقاءات كما صرّح البيت الأبيض هو مناقشة الملف السوري ، ومعالجة عدد من القضايا العالمية والاقليمية الحساسة"، ذات الاهتمام المشترك .
هذه اللقاءات المبرمجة لقادة الدول الاقليميه مع الرئيس أوباما خلال الاسابيع القادمة وضمن تواريخ متسلسله لايمكن قراءتها بمعزل عن النتائج التي حققتها زيارة أوباما للمنطقة خلال الشهر الماضي لربطها بترتيب أوراق المنطقة وإنهاء الأزمة السورية وتوطين اللاجئين في المناطق المعينة، عنوان زيارة أوباما للمنطقة خلال الشهر الماضي كان تفكيك الخلافات بين الدول المحيطة بسوريا لتكون منسجمة في ذات التوجه وانخراطها في تنفيذ المهمة
فحصول المصالحة التركية –الاسرائيليه والاتفاق التاريخي بين حزب العمال الكردستاني والاستخبارات التركية والذي كان مضمونه "وقف إطلاق نار" و"الانسحاب من الأراضي التركية"، أعطى تركيا فرصة تاريخيه بتخلصها من أكبر أزمة داخلية في تاريخها ،فحصّن جبهتها الداخلية من الناحية الأمنية والسياسية ، هذه الخطوات ألاستراتجيه المهمة تزامنت مع زيارة أوباما للمنطقة ، مما يدل على أنها تمت برعاية ومباركة أمريكية .
عودة تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب من جديد ، يعطي تركيا مساحة كبيرة لأن تلعب دورا مهما في ترتيب الملف السوري وعملية السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين و سيفتح أبواب ونوافذ دولية، وإقليمية لتركيا حتى تسهل تحركها في المنطقة. وحتى تكتمل حلقة التناغم بين الدول المحيطة بسوريا
كان لابد من تغيير شكل الحكومة اللبنانية ، بحيث تكون متناغمة مع توجهات الحلف الأمريكي –التركي –الإسرائيلي –الأردني –السعودي- الإماراتي، ومن هنا كان التدخل الأمريكي بتحريك الرياض لتشكيل حكومة لبنانية يرأسها شخص محسوب على النظام السعودي ، فجاءت استقالة ميقاتي "رئيس الحكومة اللبنانية السابقة "مفاجئة ومتزامنة مع مطالبة أوباما بإدراج "حزب الله" على قائمة المنظمات الإرهابية، والتي اعتبرها البعض بمثابة "سقوط حكومة حزب الله" في لبنان
وهكذا تم تكليف تمام سلام من قبل الرئيس اللبناني ميشال سليمان لتشكيل حكومة لبنانية جديدة ، بعد ضمان حصوله على أكثرية نيابية ، وكذلك ضمان اصطفاف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى جانب "14 آذار ، الذي انقلب على حلفائه السابقين ،مما يعطي دلالة واضحة الى أن هناك انقلاب سياسي في الحالة اللبنانية لتتناغم مع ترتيبات المرحلة القادمة للمنطقة بأسرها .
أما بالنسبة للدور الأردني فأصبح واضحا من خلال التصريحات والتقارير المنشورة ، فالأردن يدرب مقاتلين سوريين داخل أراضيه بإشراف الولايات المتحدة ودولا غربية ، وتسليحها لاحقا لكسر التفوق العسكري لجبهة النصرة ، لتكون للقوة السورية الجديدة اليد الطولى على أرض الميدان ، فالمعلوم أن جميع دول التحالف التي أشرت اليها سابقا لاترغب بسيطرة الإسلاميين المتشددين على سوريا خوفا من امتداد تأثيرها الى الدول المجاورة ووصولها إلى دول الخليج لاحقا
ومن هنا كان الخوف الامريكي والإسرائيلي وحتى الأردني حاضرا ، حتى لاتتكرر تجربة وصول الإسلاميين إلى السلطة كما حدث في ليبيا ومصر ، وبالتأكيد ملف توطين اللاجئين الفلسطينيين سوف يكون حاضرا ضمن ملف الكنفيدراليه الذي عاد للحياة مجددا .
إقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري أصبح في حكم الواقع حتى لو تأخر تنفيذه لمرحلة لاحقه ، فإعادة ترتيب المنطقة يتطلب مساحة لاستيعاب القادمين الجدد ولتأمين اسقاط النظام السوري جزئيا عن مناطق الجنوب والشمال السوري ، تمهيدا الى تفكيك سوريا لعدة دول
ومن هنا تراجع الدور القطري المساند للقوى الإسلامية المسلحة في سوريا ، لتحل محلها الإمارات والتي سوف تأخذ جانبا مهما في تمويل مؤسسات الإغاثة بإنشاء مزيدا من مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا وإدامتها بتوفير الغذاء والدواء والمرافق العامة وغيرها ، إضافة الى تشديد الرقابة على الحوالات المالية للمؤسسات الاغاثية التي تتعاطف مع جبهة النصرة والقوى المسلحة المحسوبة عليها وربما يكون لها دور في الدعم اللوجستي للتحالف في حال دخول إيران على خط المواجهة .
ومن هنا نقول أن قراءتنا لهذه التطورات والتي سوف تتوج باللقاءات الرئاسية لدول المنطقة مع أوباما خلال الأسابيع القادمة ، تعطي مؤشرات واضحة على ان المنطقة مقبلة على عملية نوعيه فيها الكثير من الشد والقص والمدّ ، ،فهذا المجهود الكبير والضخم من التحركات السياسية والعسكرية لن يكون هدفه توجيه رسائل سياسيه، بل إعادة ترتيب أوراق المنطقة بأكملها والتكلفة سوف تكون باهضة وعلى الدول المعنية التنفيذ حسب البرامج المعدّة داخل المطبخ الأمريكي . كاتب وقانوني [email protected]