تعيين معالي حسين باشا المجالي وزير للداخلية ووزير للبلديات كان له دلالاته ، فالحكمة كانت في حسن الاختيار والنظرة الثاقبة التي تمثلت في سرعة التكليف. حسين باشا المجالي قائد اجتمعت في خصاله منابع الحكمة والبصيرة الثاقبة، والقدرة الفائقة على وضع الأمور في نصابها الصحيح، وذاك الهدوء الذي يظهر على محياه إنما يخفي خلفه فراسة المؤمن المتأمل فيما حوله ومن هم حوله.
فالكل متفق على أن هذا المنصب ليس له إلا صقر الأمن والأمان، ورجل الدولة خاصةً في هذا الوقت العصيب، الذي تتلاطم فيه الأحداث من حولنا، والتي تتطلب من يصنع القرار ويتبناه بعزم ليس من الهين تحمله وأنت أهل له، وتشريف يحمل بين طياته أبعادًا من الحكمة في القرار والتكليف.
اروع مكافأة تكون عندما ينصف الوزير وزراته و رعيته إذ يشعرهم بأهمية ما يقومون به ويزيد من تشجيعهم ويبارك لهم عملهم ويدب في نفوسهم الحماس والتصميم على المزيد من العطاء .
وأروع مكافأة للوزير العادل عندما يتلمس مدى حرص رعيته على وطنهم ومصالح أمتهم فيمسون بالنسبة إليه العين الساهرة التي يرى من خلالها مسيرة الوطن بأكمله ، ويستشعر من خلال أدائهم انهم السند والعضد له لأنهم يقومون مقامه في كل ما يطمح اليه ، وينفذون نيابة عنه كل رغبة ، ويتساوون معه في الغيرة على حسن سير العمل لتتحقق بفضله وبفضلهم أعلى درجات التقدم والرقي والتطور والرخاء والازدهارجاء إلى العمل يحمل شهادته. حماسته تسبق خطواته.
معلوماته العامة أغزر من أقرانه. أخلاقه عالية. شديد التهذيب. مقنع. ذكي. ذو ملامح محبوبة. وكثير من الصفات الحميدة.
الباشا فَخْر الصديق، لرجاحةِ عقْلِه، ودَهَاءِ فكرِه، ورشادِ رأيه، وسلامةِ عبقريته، وهو فَخْرُ كل اردني، لأنه مفكِّرٌ عبقري، ووزير حكيم، كل التوفيق حسين باشا المجالي .