آخر الأخبار
  بسبب حالة عدم الاستقرار الجوية .. أمانة عمان تعلن الطوارئ المتوسطة   تحذير امني بخصوص الحالة الجوية المتوقعة خلال الساعات القادمة   بعد الهجوم على قوات اليونيفيل .. الاردن يدين الهجوم ويعبر عن تضامنه وتعاطفه مع حكومة وشعب النمسا   الحكومة تقر 3 أنظمة للمحامين: التدريب وصندوق التكافل والمساعدة القانونية   الملك: ضرورة ترويج الصادرات الغذائية في الأسواق العالمية   اعمال قشط وتعبيد وترقيعات لـ23 طريقاً في الكرك بقيمة 1.3 مليون دينار - تعرف على هذه الطرق   57% من وفيات الأردن العام الماضي من الذكور   24 اردنيا أعمارهم فوق 85 عاما تزوجوا العام الماضي   بسبب الحالة الجوية المتوقعة خلال الفترة القادمة .. قرار صادر عن "وزارة التربية" ساري المفعول من يوم غداً   تفاصيل حالة الطقس حتى الجمعة .. وتحذيرات هامة للأردنيين!   الاردن: دعم حكومي نقدي لمواطنيين سيتم إختيارهم عشوائياً   ما سبب ارتفاع فواتير المياه على الأردنيين؟   نقيب الباصات: لجنة مشتركة لبحث تعديل أجور النقل   "الانجليزية والرشادية".. تعرف على سعر ليرة الذهب في الأردن   تحذير من التوجه نحو إقرار إغلاق المحال التجارية في تمام التاسعة   منصّة زين تعقد برنامجاً تدريبياً لتصميم واجهة المستخدم باستخدام “Figma”   المعونة توضح حول موعد صرف مستحقات المنتفعين للشهر الحالي   الداخلية: الإفراج عن 382 موقوفا إداريا   بيان صادر عن وزارة المياه   تحذير صادر عن البنك المركزي الأردني

هجوم غير مبرر ضد البوتاس

{clean_title}

حرية الكلمة التي نعيشها في الاردن ، فريدة من نوعها ، ولا شك ان سقفها قد ارتفع الى ابعد الحدود ، ومن ينكر ذلك هو كمن ينكر الشمس في وضح النهار ، وان يكن البعض يعتبر الديمقراطية في الاردن غير مكتملة ، فان حرية الكلمة هذه ، هي المقدمة الاولى للديمقراطية ، وهنا لا بد ان نشير الى ان هذه المقدمة الاولى ، قد عرت لنا سلبيات ابناء شعبنا ، الذين يفهمون الحرية ، حرية للتجريح والاساءة والشتائم ، وحرية لنفث الاحقاد الشخصية .

رغم عشقي للديمقراطية والحرية وما يلف لفهما ، فانني اود القول ، انني كنت احد الذين اسعدهم التعديل على قانون المطبوعات الاخير ، والذي عبرت معظم المواقع الالكترونية عن احتجاجها عليه ، بحجب التعليقات ، وكم كنت اتمنى ان تحتج جميع المواقع بنفس الطريقة ، لان ما شهدناه من مئات الالوف من التعليقات ، في مختلف المواقع الالكترونية في السنوات الاخيرة ، وحول جميع المواضيع التي نشرت عليها ، خلا من كل المعايير الاخلاقية

 فحتى المصائب والنكبات وحالات الوفاة ، لم تسلم من انحطاطهم الاخلاقي ، فكشفت هذه التعليقات ، كم هي هيمنة ذلك التيار الشعبي الغوغائي على مسيرة الاعلام الالكتروني ، وهنا اود التاكيد على عدم التعميم ، فهناك فئة من شعبنا ، التي بؤرقها فعلا المصلحة الوطنية ، تشارك بتعليقات جادة ، لكن الاغلبية الغوغائية هي التي تطغى .

في بداية ممارستنا لحرية الكلمة ، خطر ببالي فكرة ، وهي انه لو جاء احد الباحثين ، لدراسة المزاج الشعبي الاردني ، من خلال دراسة وتحليل تعليقات الاردنيين في المواقع الالكترونية ، فانه لن يكتشف الكثير مما يفيد ممارستنا للديمقراطية ، بل سيكتشف حجم البذاءة عند البعض ، ومدى هيمنته على الاعلام الالكتروني ، واود هنا ان اشير ، الى ان كثرة التعليقات ، لا تؤشر الى كثرة المعلقين ، فان احدهم يستطيع ان ينشر عشرات التعليقات باسماء مستعارة .

لقد كانت فضائية الجزيرة ، هي السباقة الى ابراز هيمنة هذه الفئة ، عندما قرر خبراء الحرب النفسية ، انشاء تلك الفضائية ، كي تدس السم في الدسم ، فكانت برامجها في البداية ، ارواءا لعطشى الحرية ، فاستقطب برنامج صراع الديوك ، المسمى الاتجاه المعاكس ، عشرات الملايين من المشاهدين العرب ، الذين رأوا في هذا البرنامج ، تجسيدا للحرية التي ينشدون، لكننا لم ننتبه الى السم الذي دس بالدسم الا متاخرين ...

وعودة الى العنوان اعلاه ، فهناك مثال حي امامنا ، وهو ان احد المواقع الالكترونية ، يشن منذ اسابيع ، حملة هجومية على رئيس مجلس ادارة شركة البوتاس العربية ، مغلفة بشعار الحرب على فساد مزعوم ، لكن الذين يعرفون حقيقة الاوضاع في تلك الشركة ، ويعرفون خصال رئيس مجلس الادارة ، الذي لم يمضي على تعيينه في منصبه الثمانية اشهر ، وقد بدأت الحملة عليه مبكرا ، يدرك ان هذه الحملة ابعد ما تكون ، عن الغيرة على المصلحة الوطنية .

لقد عاش العاملون في البوتاس ، سنوات عجاف سبقت مجيء الادارة العليا الحالية ، وبالاخص بعد هيكلة الرواتب والوظائف عام 2008 ، والتي اصبحت صفحة سوداء في تاريخ العاملين ، لما خلقته من مظالم يندى لها الجبين ، مورست فيها ابشع اشكال المحسوبية والفساد ، ان من ناحية غياب العدالة في زيادة الرواتب ، او في توزيع المناصب والامتيازات

 وما زالت معاناتنا مستمرة منذ حوالي الخمس سنوات ، لم نجد احدا يكتب او يعلق على هذه المعاناة وما كتب عنها ، بنفس الحماس الذي يكتب وينشر في ذاك الموقع الالكتروني ، وبعد ان استلم رئيس مجلس الادارة الجديد جمال الصرايرة موقعه ، كانت اولى قرارته ، اعادة دراسة الهيكلة ، واحالة عطائها على شركة متخصصة ، وقد بدات عملها فعليا

 ورغم ذلك ، انطلق الحاقدون يبثون سموم حقدهم ، ويمارسون تضليلا للراي العام ، على مبدأ " الطلق اللي ما بصيب بدوش" ، فتناسوا هذا الانجاز ، وتناسوا اكبر انجاز معنوي تحقق لهم ، رئيس متواضع ، يستمع للجميع ، ويتفهم قضايا الجميع ، ويتمتع بالسمعة الحسنة ، لم توجه له اي ذرة اتهام ، في معمعة الحرب على الفساد ، التي نشهدها منذ سنوات ، والتي لم توفر احدا .

لقد وصل بهم الحقد ، ان اخذوا يحملون جمال الصرايرة ، مسؤولية ما يقال عن قضايا فساد قديمة ، لا صلة له بها ، وقبل ذلك كانت الحملة عليه ، فيما يخص الشركة الامنية الجديدة ، التي تولت مسؤولية الامن في الشركة منذ شهرين ، اي بعد تعيين الرئيس الجديد بستة اشهر ، وهم يعلمون ان عطائها اقر قبل قدومه ، وان مسؤوليتها ربما لا تقع عليه ، بل على ادارات ادنى

 اما القضية الجديدة في سلسلة هذه الحملة المبرمجة ، فهي قضية احد العاملين ، الذي تم فصله اخيرا ، بسبب حصولة على عجز طبي بنسبة 80% ، وهذا الامر كما سمعنا لا يجوز حاليا ، الا بعد ان تقره المحكمة ، والخطأ القانوني ان ثبت ، فلا يتحمل مسؤوليته رئيس المجلس ، بل الادارة التنفيذية والدائرة القانونية في الشركة ، فلماذا استهداف الرئيس في كل صغيرة وكبيرة ، وفيما هو من صلاحياته ، وفيما هو غير ذلك ؟

اما قضية التبرعات للمجتمع المحلي ، والاتهام بالاقليمية ، فاود ان اوضح ، ان دعم المجتمع المحلي ، هو سياسة قديمة لشركة البوتاس العربية ، توقفت لسنوات بعد الخصخصة ، وامام الشكاوي ضد وقفها ، وهو ما طرح في مجلس النواب السابق ، فاعتقد انه تم الايعاز باستئنافها ، فهي ليست بدعة جديدة من رئيس المجلس ، بل سياسة قديمة تباركها الحكومة ، لان فيها عونا لها ، فدعم المستشفيات الحكومية ، والجمعيات الخيرية والاندية الرياضية ، فيه مصلحة جمعية

 ومن الطبيعي ان يكون المجتمع المحلي ، المحيط بموقع الشركة ، وخاصة في الاغوار الجنوبية والكرك ، هو الاكثر تاثرا بهذا الدعم ، حسب ما يزعمون ، وان صح زعمهم ، فهو المجتمع الذي يتعرض للتلوث ، ولاستنزاف موارده المائية ، وعلى ارض ابنائه اقيمت المصانع ، ورغم ذلك ، فلقد شمل الدعم ، كل الاردن ، وكل بؤر الفقر فيه ، وهو ليس دعما شخصيا ، بل دعما لتجمعات سكانية محرومة

 واتحدى من يقود هذه الحملة الكاذبة ، ان يعلن عن دعم ارسل لغير مستحقيه . لقد كان لي ملاحظات ذات مغزى كبير ، على هذه الحملة الاعلامية ضد رئيس المجلس ، لقد كانت الحملة تبدأ ، بنشر خبر ما ، وبسرعة البرق تنهال التعليقات خلال ساعات ، فتتجاوز منذ اليوم الاول المئة تعليق ، وكأني بمن دس الخبر ، وهم على ما اعتقد قلة قليلة ، قد لا يتجاوز عددها ، عدد اصابع اليد الواحدة ، هم انفسم من يتولون مهمة القصف العشوائي بالتعليقات ، حتى اذا نفثوا كل احقادهم ، تباطأ وتوقف سيل التعليقات

 كما نلاحظ اختفاء التعليقات المضادة لهم، واخيرا اود ان اقول كلمة ، لمن قد يتهمني بالتملق ، انني اكثر من عانى في البوتاس ، وما زلت اعاني نتيجة كتابة مقالات سابقة ، انتقدت فيها مظالم الهيكلة ، وجلبت لي الغضب ، وما كنت لاغير رايي ، لو لم المس هذا التحول الايجابي ، مع قدوم الادارة الجديدة

 لقد اغضبتني تلك المواضيع والتعليقات ، لانني لم اجد من هولا ء المعلقين عندما كنت اكتب ، اي مساندة معنوية ، بل الهجوم الشخصي ، وها هم اليوم يشهرون سيوفا ضد الادارة الجديدة ، صدئت في غمدها سنوات طويلة ، رغم الفساد القديم الذي يتحدثون عنه ، ويحاولون تحميل مسؤوليته لمن هم منه براء .

مالك نصراوين [email protected] 28/3/2013