لا شكّ ان الاردنيّون يغنّوا من قلوبهم فرحين ( بكرة الجمعة بكرة بكرة الجمعة ) في انتظار يوم جمعة اسود على شعبنا يحلّ فيه زعيم اكبر دولة في العالم دولة مستعدّة ان تبيد العالم العربي من اجل حذاء شاليط إسرائيلي زعيم كذب على العرب من على منبر جامعة القاهرة وكذب علينا يوم ان بعث وسيطه جورج ميتشيل لحل مشكلة الشرق الاوسط وكذب علينا عندما اعلن رفضه للإستيطان الاسرائيلي وكذب على العالم عندما ركّز على موضوع الدولتين كأساس لحل القضيّة الفلسطينيّة وكذب على الفلسطينيّن والامريكيّين عندما وقف متفرّجا بل ومادّا إسرائيل بالقنابل الفتّاكة لتلقيها على اهل غزّة بحجّة انّه لم يستلم الحكم رسميّا بعد
بل كذب على نفسه عندما وقف ذليلا امام بهدلة نتنياهو له جهارا امام الإعلام اجمع،فمن هو هذا الرئيس الأسوأ من بين الكثير من رؤساء امريكا ممن سبقوه وقد كان وما زال حلو اللسان قليل الإحسان بل انّ لسانه ابيضا يقطر حلاوة وقلبه اسودا ينفث سمّا .
وما المتوقّع ان يجلب معه الينا غير مزيد من الأسى والشر وهو لن يحمل معه غير الأحلام الإسرائيليّة بدءا من الوطن البديل في الاردن بحيث قد يطلب من الاردن الإسراع في الكونفدراليّة مع الضفّة الغربيّة وزيادة التمثيل الفلسطيني في المؤسّسات الاردنيّة الحاكمة شيئا فشيئا مقابل دعما ماليّا سخيّا قد لا يكون من امريكا مباشرة لأنّ الزعيم من بلاد العم سام ما زال يظنّ ان الأوطان تُباع وتُشترى كسوق الرقيق في امريكا قبل ان يأتي الرئيس ابراهام لنكولن ويحرر العبيد في الجنوب قبل مائة وخمسون عاما .
ذلك هو الرئيس الذي قيل انّه في فترة رئاسته الثانية سيقف مع الحق وهو لن يخشى اللوبي الصهيوني بعد الآن ولكن حتّى الان يظهر ان حقده على العرب والمسلمين مبيّت في قلبه منذ زمن بعيد .
ماذا ننتظر من ذاك الرئيس غير انّه سيذهب للرئيس الفلسطيني معاتبا لأنّه ذهب للامم المتّحدة عكس رغبته وانّه لم يقبل حتّى الان بالرجوع الى المفاوضات العبثيّة دون شروط والإعتراف بيهوديّة الدولة وكافّة استحقاقاتها وثمّ سيتشرّف بان يدخل المسجد الاقصى لكي يُلقي عليه النظرة الاخيرة قبل ان يُبارك لليهود المتطرِّفين والخطط الإسرائيليّة بهدمه وثمّ يتشرّف بمقابلة نتنياهو لأخذ الرضا ويترجّاه ان يُسامحه على اي هفوة بدرت منه في الماضي ويترجّاه ان ينتهي من الخطط الإستيطانيّة بالسرعة الممكنة ليخفّف من إحراجه امام حلفائه الاوروبيّين .
مالذي سنستفيده من اوباما غير مزيد من الضغط على الزعماء العرب واوّلهم الرئيس المصري لتحقيق المخطّطات الإسرائيليّة واوّلها المزيد من إبتلاع اراضينا في الضفّة وضمّها الى الدولة العبرية وليس آخرها إعطاء الضوء الأخضر لتلك الدولة المارقة لقتل المزيد من الفلسطينيّين واللبنانيّين تحت ذرائع الأمن الإسرائيلي وحماية شعبها فهل هذا زعيم يستحقُّ منّا التهليل والتأهيل والترحيب بل إنّنا نتمنّى وننتظر منتظر زيدي اخر يعصف بوجه اوباما وافعاله المنكرة تجاهنا كأمّة تريد الستر فقط .
الا يكفي ان هذا الزعيم هو الذي وقف لجانب إسرائيل في التصويت بالجمعيّة العامّة للامم المتّحدة برفض الإعتراف بفلسطين دولة مراقب غير عضو في الامم المتّحدة عكس دول العالم اجمع ونتيجة ذلك هدّد الفلسطينيّين بمعاقبتهم وكأنّه رئيس لفريق اولاد يلعبون بالحارة فهل هو احقُّ بأن يكون زعيم اكبر دولة في العالم ؟؟؟؟
انصدّق من وعد في حملته الإنتخابيّة الاولى بل وحتّى بعد انتخابه انه سيغلق معتقل غوانتنامو وسيحوّل المعتقلين فيه الى محاكم مدنيّة امريكيّة وحتّى الان لم يفعل شيئا بل ان الاحوال سائت في المعتقل . هل هذا الزعيم قادم لإعلان الإنتقال الفعلي للسفارة الامريكيّة للقدس ذلك القرار الذي احجم عنه كافّة الرؤساء الامريكان حتّى الان .
نعم الشعوب العربيّة والاسلاميّة وحسب ديننا الحنيف لا تفرّق بين ابيض واسود إلاّ بالتقوى ولكنّها تقف الى جانب الشعوب ذوي البشرة السمراء لانها تدرك ان هذه الشعوب ظُلمت اكثر من غيرها من شعوب الارض وفي الغالب اكثر هذه الشعوب تميل لتكون مع الحق واهل الحق وليس مع الظلم واهله كما يفعل هذا الزعيم الذي ننتظر زيارته بفارغ الامل .
وستكون جمعتنا حزينة بإستقبالنا زعيم تفرض علينا البروتوكولات الدبلوماسيّة والعلاقات الدوليّة ان نكون في استقباله منافقين لأكبر دولة في العالم او آملين ان يُغيّر الشعب الأمريكي من مواقف إدارته الظالمة او ان يهدي الله هذا الزعيم الى سبل الرشاد انه سميع مُجيب . حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنه كل الشرور والظالمين .