لاحظ الجميع أحداث الثورة الليبية وبكل ترقب لما سيحصل ومن الذي سوف ينتصر في النهاية والتي جاءت إنطلاقتها كجزء ثالث للربيع العربي الذي ولد في تونس ومنها تصدر إلى الأقطار العربية كونه عربي الأصل والفصل ، حيث كانت مجريات وأحداث إسقاط النظام الليبي أكثر دموية منه في تونس ومصر ما بين تشبث الرئيس معمر القذافي بالسلطة وإصرار الثوار الأحرار من الشعب الليبي على إسقاط نظامه الذي دام 42 عاماً وملاحقة كتائبه التي كانت تقاتل الشعب الليبي من المقربين والمتنفذين والمستفيدين منه ومن الجنود المؤيدين له بالإضافة إلى الذين كان يستخدمهم من المرتزقة لقتال شعبه وردع ثورتهم التي بدأت سلمية مطالبة بالعدالة والحرية والديمقراطية والعديد من الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية
إلا أن كتائب النظام إستخدمت الرصاص الحي في قمع المتظاهرين وقتل وإصابة الكثير من الناشطين السياسيين من أبناء الشعب الليبي إلى أن إتخذت ثورة 17 فبراير كما كانت تسمى منعطفاً آخر وهو المقاومة بإستخدام السلاح نتيجة تعنت النظام وعدم إحترامه لحقوق الإنسان الليبي والذي كان يطمح في موافقة القذافي لتحقيق مطالبه المشروعة سلمياً
فإندلعت الثورة الليبية ضد النظام متخذة الكفاح المسلح لإسقاطه والذي أُستخدم فيها نظام الرئيس معمر القذافي شتى أنواع الأسلحة الفتاكة للنيل من الشعب الليبي الثائر الذي نزف دماً زكياً خلالها من كلا الأطراف إلا أن الإنشقاقات الدبلوماسية وأهمها ممثل ليبيا في الأمم المتحدة والعديد من السفراء عن النظام ووقوف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية في مساعدة الثوار وإمدادهم عسكرياً ومالياً وفرض الحصار الإقتصادي على النظام الليبي
وتدخل حلف الناتو في فرض الحصار الجوي على طائرات النظام ومنعها من التحليق فوق مواقع الثوار المحررة بالإضافة إلى إستخدام الناتو الطائرات الحربية في قصف الأماكن الإستراتيجية لمواقعه وملاحقة كتائبه ساهم كثيراً في تسهيل وتعجيل عملية إسقاط نظام معمر القذافي والذي لاقى حتفه على أيدي الثوار وذلك بعد قتال دام أكثر من 8 أشهر خلاله دمرت الكثير من الإنجازات والمقدرات الوطنية الليبية وأزهقت أوراح الكثيرين من أبناء ليبيا سواء من الثوار أو الجيش الليبي الذي لم يحسن التصرف ولم يعي بأن وجوده كان أصلاً من أجل ليبيا وشعبها لا من أجل فرد متشبث بالكرسي ومستعد لحرق الشعب والأرض معاً لبقائه على الكرسي
فكانت النهاية إنتصار الشعب وهزيمة النظام والنهاية المأساوية للقذافي وبعض أفراد أسرته والإعتقال لمن تبقى من أسرته وأفراد كتائبه ومؤيديه والفرار لمن إستطاع ذلك منهم خارج البلاد ، وجلب بعض الفارين عن طريق إتفاقيات بين الحكومة الليبية الجديدة والدول التي لجأ إليها الهاربين من فلول النظام . لهذا فالربيع العربي الليبي كان عبارة عن كرة ملتهبة في وجه النظام والأكثر دموية ومأساوية نتيجة الإقتتال وما تلاه من قتل وخراب ودمار لليبيا الوطن ولأبناء شعبها طالبي الحرية ، والذي شاهد ما حصل للرئيس معمر القذافي في نهاية سقوطه ووقوعه بين أيدي الثوار ليتأكد بكل يقين دون شك ما هي العاقبة التي ستحل بكل حاكم ظالم مستبد لشعبه وفاسد معتد على حقوقه وثروات وطنهم .