تعاقب جميع قوانين العالم كل من يقترف حادث اختطاف بحق مواطن من أي دولة كانت ، وتلك من البديهيات ، ولكن أن تخطف جماعة أو حزب وطن بأكمله فتلك مشكلة أخرى لا يجدي معها نفعا تطبيق أياً من القوانين !
فمن يراقب سلوك جماعة الإخوان المسلمين في أرجاء البلدان التي وقع فيها ما اتفق على تسميته بالربيع العربي ، سيلاحظ وبدون عناء بحثي ، أنهم يخطفون النظام الإداري للدولة مستغلين في خطوتهم تلك ، حالة الفوضى والهذيان السياسي وقلة الخبرة لبعض أحزاب المعارضة ، بل وحتى أنهم عملوا على تحريض الشعوب وبسبل عديدة على المعارضين سواء كانوا أحزاب أو أفراد ، ليضمنوا بذلك خلو الساحة من المنافسين أنه نعم اختطاف ذكي وخبيث في نفس الوقت ويعد تفكيك ممنهج لدولة النظام والقانون القائمة وإحلال دولة محلها تتناسب وفكر وعقيدة الإخوان البالية ، نعم بالية لأنهم أرادوا أن يطبقوا قوانين جامدة وسلوك متأخر لم يعد يناسب حاضرنا ، فهم قوم لم يفهموا معنى الحرية والديمقراطية ، رغم كل تلك السنوات التي قبعوا فيها تحت الأرض طواعية أو قصرا في بعض الأحيان !
لقد عملوا ومنذ توليهم للحكم على تفكيك أدق أركان الدولة وفي مقدمتها القضاء وابتداع قضاء موازي ، يلاءم انفرادهم بالحكم ، فلا عجب أيضا ان منحوا الصلاحيات المطلقة لجهات ومجالس جاءت للحكم بفضل عمليات التزوير بالغة التعقيد ، دخل فيها السمن والزيت والأرز أحيانا !
ان الإخوان المسلمين وفي طريقهم للتمكين قد يغيرون كل شئ قائم وصالح ، حتى قيادات الجيش والشرطة والأمن ، فمعهم جميع الخيارات مفتوحة وبلا حساب وكل شئ يصبح جائز وحلال زلال في سبيل الهدف الأخير وهو أخونة الدولة !
فالمتتبع جيداً وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، لحالة الحكم الاخواني في مصر سيجد ان شواهد كثيرة جدا على ما نقوله صحيحة ، ومنها صدور الإعلان الدستور المكمل كثير العوار ، ثم الدستور الجديد الذي شكك الكثيرين في نتائج الاستفتاء عليه ، ثم أخيرا وليس أخرا منح مجلس الشورى صلاحيات إصدار قوانين تتلاءم وحكم الإخوان ويمهد الأرض نحو التمكين !
لقد وضع الإخوان أنفسهم في كارثة كبرى حين أصبحت كفتي الميزان لا تحمل إلا إياهم وبالتالي دخلوا في صدام حتمي مع عامة الشعب ، حيث لا يمكن ابتلاع أخطائهم ، فهم يتخذون من القرارات والإجراءات ما من شأنه زيادة الفقراء فقراً وإدخال النظام المالي في دوامة القروض وفوائدها الربوية والتي سبحان من جعلهم يشرعونها !
أنهم وبمنتهى الحيادية كاذبون ومنافقون ، لا يؤمنون ، لا بدولة المؤسسات ولا بالديمقراطية ومن لا يسير في ركبهم هو كافر وفاسد وبالتالي فمن البديهي ان تخضع جميع المؤسسات لقبضتهم ، وواهم كذلك من أعتقد ان مصر في عهد الإخوان سيحكمها نظام مؤسسات أو رئيس ، بل ان مكتب الإرشاد هو الحاكم الفعلي والتنفيذي ، وهو من يصدر القرارات ليلاً حيث يكرهون صدورها نهاراً !
كذلك ما يزيد فرصهم في التمكين المنشودة وخطف الدولة نحو الاخونة الكاملة ، ان كثيراً من الأحزاب المعارضة تعيش حالة الفوضى السياسية ويبحث بعضها عن دور ثانوي في حكم البلاد حتى ولو من تحت عباءة الإخوان !
وختاماً ، علينا ان نعيد التدقيق جيداً في مقترح كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ، حين أوصت ، حول الشأن العربي وبعد فشلهم بالعراق ، ان تكون الفوضى الخلاقة من داخل هذه البلدان وليس من خارجها وهذا ما نراه اليوم في الساحة المصرية والتونسية والليبية ،،، فوضى لا حدود لها والمستفيد الأول والأخير حركة الإخوان المسلمين ، فهل يتنبه المعارضون