......وثيقة من هو الحراكي؟؟.....
إن للفساد في الأردن مهمة مزدوجة: الأولى إضعاف الدولة والشعب وتبديد الموارد وحرماننا من شروط التقدم والاستقلال، لبقاء الأردن تحت الهيمنة الصهيونية، والثانية مكافئة أذرع الهيمنة وأدواتها. وإحدى أهم وسائل إدامة الهيمنة وجود إرادة تعلو فوق إرادة الشعب، تدعي الوصاية علينا وتعمل على إخضاعنا، وتأخذ أجرها لقاء خدمة المشروع الصهيوني بإطلاق يدها في نهب ثروات البلاد وتبديدها.
لماذا الحراك:
جاء الحراك الشعبي المبارك ليتمكن شعبنا من استرداد دولته سلطة وموارداً، وينهي هيمنة تحالف الفساد والاستبداد على الدولة.وينهي الأداة المركزية للهيمنة الصهيوينة على الدولة شعباً وأرضاً عبر إنهاء وجود إرادة تعلو فوق إرادة الشعب وتغيبها. لم يخرج الحراك للمطالبة بتجميل الوجه القبيح للفساد والاستبداد، وإنما لتخليص الأردن منهما، وبناء دولة حقيقية ترد للوطن بهائه، وتحافظ على كبرياء المواطن، وتصون مصالحه.
الحراك بداية الطريق وليس نهايته:
تبدت نوايا المجموعة الحاكمة تجاه الحراك بخطة إعلامية وسياسية بدأت منذ أشهر تتألف من: تجاهل كل مطالب الحراك الإصلاحية وكأنها لم تكن. محاولة تحويل الاعتقالات لعملية مساومة لتحويل الحراك من رافعة إصلاح إلى مجرد حركة تطالب بالإفراج عن المعتقلين. تشويه صورة الحراك بعد أن عجزوا عن تصفيته على الأرض. وأخيراً ما تبدى بعد هبة تشرين من محاولات الاستيلاء على الحراك عبر تقديم بعض رموز النظام بصفتهم حراكيين، ليمنحوا الشرعية لعملية سياسية بائسة خالية من المضمون تدعم الإعلان المتكرر بأن الربيع الأردني انتهى، وأن ترقيعات الدستور والانتخابات هي نهاية المطاف.
الرد على كل هذه المحاولات بأن نتمسك بموقفنا الحاسم بأن الحراك هو البداية، والبداية فقط، ونحن قبلنا المسير مهما طال، سنبقى متمسكين بالهدف، ساعين له بكل الوسائل السلمية.
كيف نحمي الحراك ونطوره:
ليس هناك من يحتكر الحراك. الحراك ليس تنظيماً، هو مجموعة قواعد وقيم يعبر عنها الحراكيون أفراداً ومجموعات. والمشاركة بالحراك مفتوحة لكل مواطن شريف أبي، ولكل مواطنة تعلو همتها وكبريائها فوق غبار الهزيمة الملتصق بأسمائنا وألوان عيوننا ويخنق صوت ضحكات أطفالنا، ويصادر منا صفاء الفرح، ونبل دموعنا وعظمة أحزاننا. الحراك لا ينحصر في كونه مسيرات واعتصامات، هو عمل يومي في كل جوانب الحياة، هدفه تمكين شعبنا من استرداد دولته سلطة وموارداً.
وحتى يبقى الحراك نقياً، وخياراً شعبياً سلمياً عصياً على التلويث والإفساد، ورافعة للدفاع عن حقوق شعبنا بكل الوسائل السلمية، فإننا نعلن بأن:
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن شعبنا عظيم، وقادر على حكم نفسه بنفسه فوراً، ويرفضون كل أشكال التسويف والمماطلة لتأخير الإصلاح
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن لا شرعية إلا الشرعية الشعبية
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن الدولة يجب أن تكون تعبيراً عن قيم عليا ومبادئ سامية
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن الدولة تكون فيها إرادة واحدة هي إرادة الشعب ولا إرادة تعلو فوق إرادة الشعب: لا سلطة إلا للشعب... ولا إرادة تعلو فوق إرادته.
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن شعبنا واحد، وخطوط صراعه مع الفساد والاستبداد واضحة
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن تنوع شعبنا مصدراً للثراء وليس عبئاً ولا عائقاً يمنع بناء الدولة الحقيقية
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن الشعب هو الأقوى، وهو الذي سينتصر.
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن الإصلاح للجميع. والمصلحون ليسوا طائفة
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن الحق كاملاً التنازل عن أي جزء منه ضياع له كله. والمساومة على الحق تمنح الفاسدين فرصة لا يستحقونها، وتفوت على شعبنا فرصة استرداد كل حقوقه.
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن من لديه قوة ومعرفة ومهارة ملزم بمساعدة من يفتقر للقوة والمعرفة والمهارة. لا نسعى لخلاصنا الفردي فقط. بل نسعى لتطوير حياتنا عبر تطوير حياة شعبنا.
• الحراكيون هم من يؤمنون بأن أرضنا مهد الرسالات، ونحن، مسلمون ومسيحيون الأولى بالأنبياء الذين تلقوا رسالة السماء على أرضنا. فنحن ورثة الصحابة والحواريين، ونحن الأولى بصيانة القيم العظيمة كما تجلت في سيرهم.
• الحراكيون هم من يؤمنون بأننا نخوض الصراع على الدولة ضد الفاسدين وليس ضد الدولة
الحراكيون يميزون أنفسهم عن المدعين والساعين لاستنزاف الحراك بمعارك جانبية بأنهم يرفضون:
• جر شعبنا لصراعات هامشية تبدد الطاقات وتمكن من ديمومة هيمنة الفاسدين والمستبدين
• الاستسلام لخطوط الانقسام الوهمية التي زرعها النظام بين مكونات شعبنا، ويتصدى لها
• التنازل عن كامل الحق لقاء بعضه.
• استبدال الحق بالمكارم. وربط تمتعنا بحقوقنا بموافقة أي كان.
• الوصاية على شعبنا، من أي جهة كانت، ومهما كانت المبررات والمسوغات.
• كل محاولات حصر الحراك وتأطيره بصيغة حزبية أو فئوية.
الحراكيون ملتزمون بتحدي من يدعون الوصاية على شعبنا، وفضح نوايا مدعيها.
الحركيون مبدعون، يصونون الهدف ويطورون الوسائل الكفيلة بتحقيقه.
ويؤمن الحراكيون بأنه
• ليس من الحراك من يقبل مبررات تأخير الإصلاح أو يتواطأ مع هذه المبررات أو يقبل أي حجة لتأخير الإصلاح
• ليس من الحراك من يروج لفتنة أو عصبية. ولا يتصدى لخطاب الفتنة.
• ليس من الحراك من يعادي المؤسسات الوطنية العسكرية منها والمدنية.
• ليس من الحراك من يفرق بين مكونات شعبنا تحت أي حجة او ذريعة كانت
• ليس من الحراك من لا يرى الأدرنيون كلهم أخوة. وليس من الحراك من يفرق بين أردني وأردني.
• ليس من الحراك من يساهم في أي صفقة سياسية مع الفاسدين والمستبدين.
• ليس من الحراك من يقلل من قيمة شعبنا، أو يرى أن هناك مبررات للفاسدين والمستبدين بفرض وصايتهم على شعبنا.
• ليس من الحراك كل من يسمح لليأس أن يتسلل لنفسه، وليس حراكياً من يسمح لنفسه أن يكون بوقاً لليأس.
• ليس من الحراك كل من يساوم عى الأهداف ويقبل بأن يكون ثمن أي مكسب التنازل عن الرسالة الكبيرة لحركتنا، أو التفريط بها أو التوقف عن المطالبة بها.
• ليس من الحراك كل من يروج للعنف او يسعى لاستعماله. ويرى انحطاط التعليم في الجامعات وانتشار العنف فيها، ويقف متفرجاً.
عهد الحراكيين:
• نعيش قناعاتنا وأفكارنا بنبل وعلنية ونرفض ذل إخفائها. لا نفرض رأينا على شعبنا ولكننا نعلن رأينا ونعتز به. إخفاء قناعاتنا وآرائنا (خوفاً او طمعاً) شكل من أشكال التواطؤ على شرعيتنا.
• نناضل من أجل النصر ونضحي في سبيله، ولكننا نبجل الحياة ولا نبجل الموت. نضحي نعم، ولكننا نحب الحياة، ونصر على حقنا أن نعيشها ونورثها لأبنائنا بهية كاملة تستحق العيش.
• نتمسك بالوضوح وكبرياء الصدق وشموخه، لا نخدع ولا نستعمل الخديعة والوهم حتى ضد أعدائنا. فالصراع من أجل الشرعية وصيانتها يتطلب التمسك بالوضوح الكامل.
• نعلن الحق ونستزيده لنكون به الطاقة التي تمكن شعبنا من التحرر وبناء مستقبله. لا نستجدي، ولا نتقدم بعرائض نطلب فيها تحقيق مطالبنا.
• نناضل من أجل الأفكار والقيم العليا ونرفض التبعية للأشخاص. نحب رفاقنا ونصونهم ونسندهم ونضحي بأنفسنا لحمايتهم، ولكننا نؤمن بأن الوطن أكبر من أي كان، فرداً أم جماعة.
• ننتصر للحق وندافع عنه في كل العالم. فلا عدالة لشعب يصمت على الظلم ويتواطأ مع الظالمين. ولكننا نبدأ برحلة تحرير البشرية من تحرير شعبنا. ونقلل مساحة الظلم بالتصدي للظالمين الفاسدين المستبدين على أرضنا.
• نؤازر بعضنا، ونجعل من تضامننا نموذجاً. الاعتداء على أي مواطن، هو اعتداء على كل الشعب الأردني. لن نسمح للأيدي الآثمة بأن تروع شعبنا او أن تستفرد بأي فرد أو مجموعة