حتى تبقى على المسرح السياسي في الداخل أو الخارج عليك ألا تسقط سقوط يقضي على كل الآمال بالنهوض من جديد ومواصلة العمل للوصول لأهدافك ومحاولة البقاء على الزخم المؤيد لك في جميع المسارح السياسية وخاصة الحفاظ على زخم الشارع الذي يؤيد أفكارك الحزبية و السياسية معا.
الإخوان المسلمين في الأردن في تكتيكهم السياسي كانوا أذكى من الإخوان المسلمين في مصر الذين لعبوا لعبة سياسية أجهزت على سمعتهم السياسية وزخمهم في الشارع المصري ,حيث إنهم تراكضوا بسرعة خياليه للانقضاض على جميع مفاصل السلطات في النظام المصري ولم يتبقى أمامهم سوى القضاء الذين يعملون على السيطرة عليه, لإتمام حلقة السيطرة على مفاصل النظام المصري كاملا على أمل أن يحاولوا إعادة ما فقدوه من شعبية في الشارع المصري وحتى المحافظة على مكانتهم أمام الجماعات الاخوانية في الدول الأخرى على أمل أن يكونوا القدوة لهم.
لذلك كانوا قد ضغطوا بقوة على جماعة الإخوان المسلمين في الأردن لدخولهم الانتخابات بقوة على أمل أن يكون لديهم اكبر عدد ممكن من المقاعد في المجلس السابع عشر للنواب وحثهم على تشكيل الحكومة القادمة في الأردن والسيطرة على بعض من مفاصل الدولة الأردنية والعمل على تحسين الصورة للإخوان أمام المواطن الأردني الذي ابتعد كثيرا عن جماعة الإخوان وفقد جزء كبير من الثقة بهذه الجماعة التي ستقود الأردن إلى ما يحدث في مصر
وغير ذلك فان هناك نقطة مهمة في السياسة الخارجية حيث أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ألقت بنفسها بأحضان الإدارة الأمريكية وأصبحت لأمريكية القدرة على تطويع إخوان مصر حسب سياسة أمريكيا الخارجية والمحافظة على حدود إسرائيل أمنه والبقاء على معاهدة السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل,وهنا استطاعت أمريكيا تطويع إخوان مصر كما تريد وبنفس الوقت السيطرة على هذا المعارض الذي كان يوما من الأيام من اكبر المعارضين للسياسة الأمريكية في المنطقة.
وعند وصول إخوان مصر إلى دفة الحكم في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر الاقتصادية والسياسية وتأزم المحيط العربي الكامل ففي هذه الظروف لا يمكن لأي نظام حكم أن يحل مشاكل مصر الكبيرة والكثيرة منها البطالة والفقر والفساد والترهل المالي والإداري والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر وغيرها من الدول العربية والعالمية
فقد حكموا مصر في أسوء الأوقات والظروف والتي سوف تقضي على جماعتهم وحزبهم وسيكون سقوطهم مدوي ولن يستطيعوا عمل أي شي لمصر وغير مصر,ولا شك أن هناك أمور كثيرة لا يمكن لأي حاكم في العالم العربي السيطرة عليها هناك لعبة الأمم التي ليس لنا بها دور نحن العرب فنحن ليس أكثر من متلقي للأوامر فقط وعلينا التنفيذ ليس أكثر ولا ننسى سيطرة ما يسمى صندوق النقد الدولي الذي يقدم القروض بشروط وشروط صعبة.
مما تمر به جمهورية مصر العربية وما يمر به جماعة الإخوان المسلمين في مصر كان لا بد من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن اخذ العبرة والتفكير جيدا قبل الخوض بأي قرار سياسي يؤدي إلى القضاء عليهم أمام الشارع الأردني الذي كان وما زال يترقب ماذا سيفعلون لو دخلوا الانتخابات وشكلوا حكومة برلمانية وكيف سيحلون المشاكل الاقتصادية في الأردن وكيف يقضون على الفقر والبطالة وأيضا يترقب المواطن الأردني كيف ستعاملون مع عملية السلام وكيف سيتعاملون مع صندوق النقد الدولي والكثير الكثير من العقبات.
وأيضا لا ننسى أن هناك رغبة كبيرة من المواطن الأردني بان تشكل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الحكومة حتى يروا ماذا ستفعل الجماعة والكل على قناعة بان الإخوان سيفشلون بهذه الظروف الصعبة وستكون هذه الطامة الكبرى على الجماعة وسيكون سقوطهم كبير بحيث لن تقوم لهم قائمة بعد ذلك ولن يعودوا إلى الحياة السياسية بعد سقوطهم.
لذلك كان قرار جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أذكى من قرار جماعة إخوان المسلمين في مصر فقد ابتعدت جماعة الإخوان في الأردن ابتعاد كامل عن المسرح السياسي والقيادي وتركت الكرة في ملعب الأحزاب الأخرى إن وجدت وملعب مجلس النواب وأعضائه الجدد الذين لغاية هذه اللحظة لا يعرفون من أين ستكون البداية لحل الصعوبات التي تواجه الدولة الأردنية والمواطن الأردني
وستبقى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تراقب فقط من بعيد ما سيحدث مع مجلس النواب السابع عشر والحكومة التي ستشكل وماذا تفعل لإيجاد حلول لما يواجه الأردن من مشاكل اقتصادية وأمنية والبطالة والفقر والكثير الكثير مما هو متواجد على الساحة الأردنية والساحة الإقليمية والساحة الدولية.
جماعة الإخوان بالأردن وقفت موقف بعيد عن خوض الانتخابات النيابية وعدم التدخل في اتخاذ القرار حتى لا تتحمل المسؤولية عند فشل متخذي القرار وأيضا حتى تحافظ على الدعم المتوفر لها في الشارع الأردني وابتعادها عن المسرح السياسي حتى لا يكون سقوطها مدويا.
إخوان الأردن هم فقط يعارضون ويعارضون كل شي ولكنهم يبتعدون عن تحمل المسؤولية وهم دائما يبتعدون عن اتخاذ أي قرار يجعلهم الواجهة الأمامية لتحمل المسؤولية.
هم يعلمون تماما ما يمر به الأردن من وضع اقتصادي صعب وظروف إقليمية محيطة سيئة والمثل الأعلى لهم إخوان مصر الذين لم ينجحوا في إدارة مصر وإخراجها من أزمتها لذلك لم يتبقى لإخوان الأردن من يدعمهم سوى الشارع الأردني أو ما تبقى منه ليدعمهم.
وهنا يطرح السؤال لمصلحة من هذه اللعبة السياسية هل هي لمصلحة الوطن والمواطن أم لمصلحة جماعة الإخوان في الأردن للمحافظة على مكانتهم , أم هي لمصلحة جماعة الإخوان العالمية وسمعتها والتي أوعزت لإخوان المسلمين في الأردن بالابتعاد عن الواجهة السياسية حتى يروا نتائج إخوان مصر.
من يريد مصلحة الأردن والمواطن الأردني يبتعد عن المصالح الشخصية ويبتعد عن السياسات الخارجية ويضحي بكل شيء من اجل الحفاظ على الوطن والمواطن.
الكثير الكثير يهربون من تحمل المسؤولية خوفا على سمعتهم في الشارع الأردني ويبتعدون عن إغضاب الشارع الأردني علما أن قراراتهم تكون بصالح الوطن والمواطن,وبنفس الوقت هناك من يضحي بكل شيء من اجل أن يبقى الوطن والمواطن في أمان اقتصادي وسياسي ويتخذ القرار دون النظر إلى الشعبية التي سيفقدها وهؤلاء الرجال هم من يبحث عنهم الوطن في هذه الظروف الصعبة.....هذا ليس أكثر من تحليل للواقع الذي نعيشه ويعيشه العالم العربي.
[email protected]