آخر الأخبار
  الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة   الملك يطلع على خطة تطوير "عمرة" .. وهذا ما شدد عليه   بعد هجوم سيدني .. "الخارجية الاردنية" تصدر بياناً وهذا ما جاء فيه!   ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات   قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن   الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال   مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط   عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة   فيتش سوليوشنز: توقعات بتواصل خفض الفائدة في الأردن خلال 2026   أبو غلوس إخوان يطلقون حملة عروض خاصة بمناسبة نهاية العام في جميع الفروع   النائب أبوهنية المحاسبة ستطال أي جهة كانت في حادثة المدافئ   السلامي: المنتخب السعودي خصم قوي ومكتمل الصفوف   أجواء باردة وأمطار في مناطق عديدة من الأردن منتصف الأسبوع

عندما يتعري النظام

{clean_title}


(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء: 70

عن عبدالله بن عمر قال "رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يطوف الكعبة و يقول ما أطيبك و أطيب ريحك ما أعظمك و أعظم حرمتك و الذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله و دمه و أن نظن به إلا خيرا" هكذا كرم رب السموات بني أدم

 وهكذا تحدث رسولنا _ صلي الله عليه وسلم_ عن حرمة الإنسان , لكن عذرا رسول الله فنحن في زمن المتأسلمين لا المسلمين, نحن في زمن المتاجرين بالدم و الدين من أجل المناصب و الكراسي , نحن في زمن يسمح بإهدار الكرامة و إنتهاك الآدمية و دهسها أسفل بيادة الآلة الأمنية حفاظا علي السلطة, عذرا رسولنا الكريم فهكذا يقدم النظام في بلد الأزهر صورة مشوهة عن الإسلام إلي العالم

فكم شعرت بالحزن عندما أعتذر المذيع الأمريكي علي الـ CNN للمشاهدين عن بث مشهد سحل الشرطة المصرية لمواطن أعزل ثم أسترد قائلا بنبرة تهكم و سخرية : أنظروا كيف تتعامل النظم الإسلامية مع شعوبها, حقا لو دفع أعداء الإسلام كل ما يملكون لتشويهه لما تفتق ذهنهم و ما وصل خيالهم إلي صورة أسواء مما نفعله بأيدينا.

إن الفعل المشين المخزي المخجل الملطخ بالعار الذي بثته الفضائيات و تداولته كل وسائل الإعلام العالمية و كافة مواقع التواصل الإجتماعي من سحل و ضرب و تعرية مواطن مصري و الكشف عن عورته _علي يد أفراد شرطة تجردوا من المشاعر و نزعت من قلوبهم الرحمة _ يتنافي مع كل الأعراف و القيم الإنسانية و القوانين الدولية و الرسالات السماوية. أكاد أجزم إن هذه الواقعة لن تكون الأخيرة طالما ظلت العقيدة القمعية هي التي تحكم فكر أفراد الشرطة, نعم لن تكون الأخيرة في ظل نظام حاكم يستسهل الحلول الأمنية و يتخذ منها وسيلة لمعالجة الأمور متحصن بجهازه الشرطي لقهر الشعب و تكميم صوته و إجباره علي الخضوع و الخنوع.

ما حدث وصمة عار بكل المقايس و نقطة سوداء في تاريخ مصر لن تجدي معها بيانات شجب و إستنكار الرئاسة و لا هرتله رجال الجماعة و لا هزلهم لتبرير ما حدث و تسويق الإشاعات و المعلومات المغلوطة و إتهام الموطن المسحول بالبلطجة حتي و لو إفترضنا جدلا إن هذا المواطن مجرم بلطجي فلا يحق معاملته بهذه الوحشية فمهمة الشرطة القبض علي المجرمين وفق القانون و تقديمهم للعدالة لا ضربهم و سحلهم .

أما عن إنكار الداخلية و تهديد المواطن المسحول و ابتزازه فحدث ولا حرج عن الكوميديا السوداء التي جعلتهم يجبرون "حمادة صابر" علي الظهور في التليفزيون المصري و كأنه يهذى ليتحدث عن واقعة غير تلك التي بثت علي الهواء مباشرة علي مرأى ومسمع العالم في محاولة يائسة بائسة لاستعماء الشعب بشكل ساذج , لذلك يجب محاكمة الداخلية ثلاث مرات مرة علي قيام بعضا من أفرادها سحل المواطن و مرة علي ابتزازهم له و تهديده و مرة ثالثة لمحاولتهم استغباء الشعب.
مخطئ من يظن ان هذه الفعلة الشنعاء هي مجرد سحل و تعرية لمواطن لا والله بل هي تعرية للإنسانية, تعرية للرجولة, تعرية للوطن,تعرية للنظام و عندما يتعري النظام تنكشف سوءة عوراته و وجهه القبيح مما يفقده شرعيتة و يمهد لسقوطه! و احقاقا للحق النظام الحالي لم يرث كل مساوئ النظام السابق فحسب بل زاد عليه و تفوق في الغباء السياسي!

و بعد كل هذه الأحداث الجسام خلال الأيام القليلة الماضية و الدماء التي سالت هنا و هناك و الإنتهاكات الإجرامية التي تم ممارستها ضد المتظاهرين دعونا نتساءل هل سيرضى المواطن المصري علي نفسه المهانة و الاذلال أم سينتفض و يثور لكرامتة؟ هل سيرضخ و يستسلم للأمر الواقع تحت ذريعة البحث عن الإستقرار الوهمي و أكذوبة العجلة التي روج لها التيار اليميني أم سيستمر في السعي لتحقيق أهداف الثورة؟ تلك الأهداف التي فهم النظام شعاراتها بشكل فريد و متفرد حيث ترجم كلمة "عيش" علي أنها توفير ثلاث أرغفة عيش للمواطن !

 أما " الحرية" لخصوها في عمل حزب يحمل اسم الحرية و إن " العدالة الإجتماعية" تكمن في نظام الكوبونات!!! أما الكرامة الإنسانية مصطلح غير موجود من الأساس في قاموسهم...العنف و الضرب و السحل جرائم يجب عدم السكوت عليها و إلا سيكون هناك 90 مليون حمادة صابر كل منهم سيحصل علي نصيبه من النهضة و الإستقرار بنفس الطريقة التي شاهدناها يوم الجمعة الماضي عزيزي المواطن أبحث عن كرامتك ليحترمك باقي الشعوب فمن فرط في كرامته لا ينتظر إحترام الأخرين له.
د. اوعاد الدسوقي
رئيس اتحاد حرائر مصر
المستشار الإعلامي لرابطة
المبدعين و المثقفين الدولية بامريكا
[email protected]