سلمت يا حراك وسلم أبناؤك وسلمت هتافاتك التي سبقتم بها دول الربيع العربي أجمع، منذ عامان ونَيّف والحراك يجوب ميادين الأردن ومحافظاته ومدنه وقراه سالماً هاتفاً بحناجرهم الإصلاح ماحيينا .
تتغير وتتبدل الحكومات بأشخاصها لا بتغير أجندتها فالمسعى واحد والهدف ذاته هو المواطن وإجهاده بإثقال كاهله مادياً، والحراك سالماً هاتفاً مطالباً باسترداد سلطة شعبه ومؤسساته والتي سلبت منه عنوةً منذ فترة خلت
يتحرك أبناء شعبي ويتجمهر كل جمعة بكل سلميةٍ ، ويتلقى أبناؤه من عبارات التنكيل والخيانة والعمالة مايتلقاه ،وأخوف ما أخاف عليه هو النظر إلى هذا الحراك كسوق شعبي مسموحٌ به تداول الكلمة والهتاف والتجمهر
وغاب عن ذهن المسؤولين فرصة احتمالية تطور أساليب الحراك وتطور مطالبه ، إلى الاعتصام المفتوح والتخييم بالميادين والعصيان المدني وغيرها أسوةً بحراك دول أخرى ، ولا أذيع سراً عند القول بأن الحراك يكتنز ويحتفظ ويبتعد عن هذه الممارسات كلها مع العلم بقدرته على تنفيذها حفاظاً على سلامة أبناءه.
ففي دول العالم كلها هنالك نخب سياسية واقتصادية وأخرى عسكرية تكون هي البوصلة الرئيسية الموجهة لإستراتيجيات الدولة وأجندتها في المناحي كلها، إلّا في وطننا نخبة أو كتلة برلمانية ذات صناعة حكومية تفلح كثيراً في تمرير أزلام و ملفات المفسدين في وطني ،و يقابلها بالتضاد نخبةٌ إن صح وصفها بالنخبة الحراكية والتي ترعب بتجمهرها وبهتافها وبسلميتها فاسدين ومفسدين كثر.
وأخيراً ثمة فرق بل وكل الفرق بين من يجهد المواطن ويجاهد عنه، حفظ الله وطننا وحراكنا وأبقاه سليماً هاتفا.