طالما كان العرب يحبون أرضهم و هويتهم بفطرة سليمة و نقية ،وطالما يحبون تمجيد قادتهم ، و لا يحبون التدخل في شؤون الآخرين أبداً ،والى اليوم تجدهم يتغنون بقاداتهم التاريخيين ، و يتمنون ان يكونوا بين ظهرانيهم ،وفي الحقيقة أنهم دائماً يتمنون قياداتهم الحاليين افضل قادة العالم ، ويحبون التغني بهم و بإنجازاتهم ،وهذه فطرة بشرية لكنها عند العرب أكثر تجلي ، و لغتهم العربية بمعانيها و مفرداتها و بلاغتها تعطيهم هذا الزخم في التعبير .
نحن في سوريا أيها الأحبة مراراتنا كثيرة وليست فجيعتنا في تدمير بلدنا و تشريد شعبنا فحسب ،بل هناك فجيعة تحز في نفوسنا دائماً ، فجيعة مرة كالعلقم تقض مضاجعنا و تزرع في نفوسنا القلق على وطننا الحليب سوريا ، فقد خُدعنا عندما ظننا أن حزبنا القائد في سوريا كان شعاره الذي ربانا عليه في مدارسنا على الأقل ( أمة عربية واحدة -ذات رسالة خالدة - وحدة حرية اشتراكية ...)
علينا ان نناقش هذه الأهداف أولاً فمتى تمتع الشعب السوري بالحرية وهل ما عشناه في سوريا فيه أي سمة من سمات الحرية ، بل على العكس عشنا في ظل دولة بوليسية قمعية ، زرعوا في رؤوسنا مخافر زرعت فينا الرعب ومنها شبح ( أمن الدولة و الأمن العسكري والأمن السياسي و المخابرات الجوية وفرع فلسطين والفرع الخارجي و ...)
وقد رأينا على شاشات التلفزة ما يؤكد كلامي هذا كيف يضطهد المواطن السوري و يذلونهُ ويقولون لهُ : بدك حرية يا ابن ... ، وهذا ما كنا نعيشه منذ عقود ...أما اشتراكيتهم فا أنتجت لنا عصابات مافيوية و عائلية و تشبيح و إنتهازيين من البرجوازية نهبت خيرات الوطن ..اما الوحدة ما الإنجازات الوحدوية التي أنجزها.
و الطامة الكبرى أرض الأمة العربية ذات الرسالة الخالدة تحولت بقدرة قادر إلى انبعاث إيراني بدلاً من البعث العربي و تحولت سوريا إلى جوهرة التاج الإيراني مع الأسف و قُدمت اليهم على طبق من ذهب ، أنها المرارة الكبرى و الخديعة العظمى التي عاشها شعبنا المكبود و وطننا الحبيب سوريا فقد تحول السفير الإيراني أيها الاخوة منذ عقود وليس اليوم إلى حاكم بأمر الله في بلدنا و إلى مندوب سامي يصول و يجول بلا حسيبٍ ولا رقيب متجاوزاً كل أصول الضيافة و الدبلوماسية
وفوق هذه المرارة تجرأ النظام صاحب ( البعث العربي ) بأن يستقوي على شعبه بعلوج الفرس ( حراس البؤرة ) و بكل ثقل ايران لتحاربنا على أرضنا و في بيوتنا ، أي خديعة عشناها وأي حرمانٍ عشناه في سوريا و أي غربة في وطننا نعيشها و الحرمان في الوطن غربة وأي غربة ...لو كان النظام فيه ذرة من الوطنية و القومية لما جاء بأعداء العرب التاريخيين على وطننا الحبيب سوريا وعلى ارض الشام .
والله لو كان فيهم ذرة عروبة لما استئمنوا ايران على ( بقرة ) يملكها مواطن عربي أو سوري وليست أي ( بقرة ) و إنما بقرة مصابة بتشوة ولادي و حمى قلاعية وحمى مالطية وحمى متوسطة وثولاء و مصابة بالعرن و الرمد و جنون البقر و هشاشة العظام و الجرب و القراد والله لما كنتُ أنا لا استئمن خامنئي عليها ، فما أبا لكم بمن يستأمنهم على وطن وشعب و أمة .
ألا تذكرون عندما استئمنهم العراق في حرب الخليج أمانة و وديعة مئة وعشرون طائرة حربية إبان حرب الخليج ليجنبها الدمار ، فخانوا الأمانة ولم يردوها للعراق إلى اليوم ، وألا تذكرون عندما بين لنا نبينا الكريم ( محمّد ) عليه الصلاة والسلام صفات المنافق ( وإذا حدث كذب و إذا وعد اخلف و إذا اؤتمن خان و إذا خاصم فجر ) .
هذه تذكرة نذكر بها من ألقى السمع وهو شهيد و نذكر بها المؤمنين الصادقين بأن الذكرى تنفع المؤمنين وان المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين و في هذا المقام نذكر إخواننا أبناء جلدتنا العرب و السوريين من البعثيين و أحزاب الجبهة و لكل صادق أمين .
ولا بد لنا ان نوجه نداءاً بل استغاثة إلى جامعة الدول العربية ( بيت العرب ) ان تخصص اجتماعاً خاصاً تناقش فيه موقف عربي موحد من هذا التغول الإيراني الأخطبوطي في جسد امتنا العربية و تطلب من ايران علاقات حسن جوار من دون تدخل في شؤون أي دولة عربية وان لا تركب حصان التشيع علينا ، فإن التشيع عربي والعرب هم من أوصلوا الإسلام إلى ايران نقياً من دون خزعبلات و هرطقات ، عندما كانوا أجدادهم يعبدون النار المجوسية ، وتريد ايران اليوم ان تردهُ إلينا مشوهاً مطوعاً لتحقيق أهدافها القومية على حساب العرب و بسط نفوذها عليهم .
وفي حال لم تلتزم ايران فعلى جامعة الدول العربية و الدول العربية الأعضاء في الجامعة كلهم مجتمعين ان يقطعوا علاقاتهم الدبلوماسية و التجارية و الثقافية ، وتفرض عليهم قطيعة شاملة حتى ترعوي و تحترم دولنا و أمننا القومي ، وإيران تستطيع العيش من دون العرب فالدول على كوكب الأرض قرابة مئتي دولة فلماذا تركت العالم كلهُ وتصب جام حقدها و مكرها و عدوانها على العرب ، اغربي يا ايران عن أرضنا و شمسنا و دعينا نعيشُ بسلام .
نحن العرب أيها الاخوة أبتلينا بعدوين ، من الغرب الصهاينة ومن حالفهم ، ومن الشرق ايران ومن والاها ، فلا بد من موقفٍ حازم يعيد الأمور إلى نصابها و يحمي دولنا العربية و امتنا العربية من الشرور و الأخطار.
فلا ينطبقنا عليكم أيها العرب قول الشاعر( امرتهم أمري بمنعرج اللوى - فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد).