يومين فقط ويخرج الاردنيون احادا وزرافات لانتخاب اعضاء المجلس النيابي السابع عشر فسينتخبون الجمل والحصان والغزال والطائرة والافيل والحمار وغيرها من الرموز المستخدمة للدلالة على القائمة العامّة كما سينتخب الاردنيون الوسيم والاقرع والاصلع والشعور والاملس والسمين والمحجّبة والفايعة وغيرهم فسيختار الناخبون مائة وخمسون نائبا رجلا او سيدّة ليملئوا مقاعد قاعة المجلس التي كثيرا ما شهدت نزاعات ومهاوشات وقرط آذان والكثير من الاذى والشتائم من تحت الزنّار للعديد من النوّاب .
وسيبتهج المائة وخمسون وسيغضب اذ يسقط المئات الكثيرة من المرشّحين وبعضهم بل الكثير منهم يدرك من الان ان ليس له نصيب او فرصة ليكون نائبا تحت القبّة وما عليه إلاّ ان يرفع الشرايط التي رفعها لتعانق السماء فعانقتها الرياح والثلوج وداستها في الارض .
فكم نائبا رفع راية الجهاد نحو فلسطين ليعيد الاقصى لنا وبالكاد هو يستطيع ان يُعيد اعتباره امام زوجته وابنائه وجيرانه وقد كان ينام ليله وهو يعتقد ان الارض اهتزّت تحت اقدام اسرائيل خوفا من تصريحاته متناسيا المثل القائل على بال مين يللّي بترقص بالعتمة .
وكما سمعنا من يريد ان نبتعد عن صندوق النقد الدولي وان يعتمد الاردن على ابنائه في دعم موازنته وهو يتهرّب من دفع الضرائب ورسوم اليافطات وغرامات ازالتها بعد النصر الكبير لغيره من المرشّحين .
لا شكّ بان صناديق الانتخاب عادة ما تكون هي الفيصل في كثير من الامور الشعبيّة وهي الاقدر على ان تكون الفيصل بشرط ان تكون نزيهة شفّافة لا تتحايل فيها الحكومة او دائرة المخابرات على الشعب وتكون قد جهزّت قوائم الناجحين قبل مباشرة الاقتراع وكأنّ الشعب قطيع من الغنم يذهب ليرعى في قاعات الاقتراع الا تخجل الحكومات السابقة ورؤسائها ومدراء المخابرات الذين مارسوا تلك السفالات في حقّ مواطنيهم
هل يقبل اولئك المسؤولون ان يكونوا غنما يُقتادون للرعي الا يخجل اولئك من فعلتهم ولو كانوا في الدول المتحضّرة كانوا انتحروا قبل ان يُحاكموا الم يفهموا كلام الملك قبل كل انتخابات وفي كل كتاب تكليف ملكي اولم يعرفوا معنى النزاهة التي يقصد .
ويجب ان لا يقبل النواب ان ينجحوا إلاّ من خلال حب جماهيرهم وانتخابهم لهم فعلا وان لا يكونوا لجأوا لشراء الاصوات او تعاملوا بالمال السياسي ام ان يكونوا شكّلوا قوائم وهميّة ودفعوا لبعض اعضاء القائمة ثمنا للاصوات التي سيجلبونها وان لا يكون انتخابهم خوفا او نفاقا او من باب القرابة والعشيرة والزمالة والصداقة والمصالح ورفاق السهر والسفر بل يجب ان يكون انتخابا حرّا واقتناعا بقدرة المرشّح على العمل والانجاز للاردن ومواطنيه ومصالحهم ......
وعدد المرشحين الاجمالي للانتخابات 1528 مرشحا بينهم 215 سيدة، والقوائم العامة 61 قائمة يتنافس فيها 829 مترشحاً، بينهم 86 سيدة، في حين ترشح عن الدوائر الفرعية 699 مترشحاً بينهم 129 سيدة
وتتنافس القوائم العامّة على سبعة وعشرون مقعدا اي بمعدّل اقل من شخص لكل قائمتين وقد يكون شخصا بلا لسان او بلا ضمير اما الدوائر الفرعية فهناك سبعة بالمعدّل يتنافسون على كل مقعد ،وإذا اخذنا عدد المسجلين اكثر من مليونين بقليل وطرحنا منهم المغتربين وغير الراغبين بالانتخاب وغير المهتمّين بكل الموضوع والبطاقات التي تم حرقها او إحتجازها إضافة الى الجو العام المعارض والحملة التي قد يقودها البعض لتحريض الناخبين على مقاطعة الانتخابات يجعل من المنطقي الاعتقاد بان نسبة الاقتراع ستكون منخفضة والله اعلم ........
ان موجة المطالبة بالتغيير تجتاح العالم وحيث اننا شعب يحب التقليد اكثر من حبّه للتغيير فكثير من مرشّحينا يُطالبون بالتغيير ولكن المقصود تغيير اليافطات وطريقة الدعاية والملابس وطريقة تضييف الناخبين وغيرها من قشور ومظاهر بينما نؤمن نحن والحكومة بل ونعمل على توريث الوزراء وكبار المسؤلين والنواب والاعيان
وهذا ضد التغيير لاننا قد نغيّر الوجوه فقط والحقيقة ان الخلّ اخو الخردل كما ان وزرائنا لا يعملون على تثبيت الاستراتيجيات والعمل عليها بالاستمرارية لانها تبقى موضوعة على الرفوف لا تستخدم فمن جهة الوزير لا يجلس على الكرسي طويلا
ويبقى يفكر متى الرحيل ومن جهة اخرى يجب ان يثبت الوزير انه ازلم وافهم من الذي رحل ويبدأ بالتفكير بتغيير الاستراتيجية والاهداف ولا يهمّه الاستمرار من حيث انتهى سلفه اي اننا وخاصّة مسؤولينا يفهمون معنى التغيير بالمقلوب ولا يأخذون كلام الله ان الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بانفسهم صدق الله العظيم .
ينتهي هذا الاسبوع بمائة وخمسون رجلا وسيّدة اعضاء في المجلس النيابي وقريبا يُقسمون ولا نريد ان يكون قسمهم كقسم بعض الوزراء الذي يتخيّل لبعض مسيئي الظن انهم يحرّكون السنتهم ويضمرون في قلوبهم أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للملك وأن أحافظ على الدستور وأن أخدع الأمة واعبّدها العجل وأقوم بملئ جيوبي من الواجبات الموكولة لي متجاهلا الامانة بأمانة.
وإذا صدقت الحكومة والهيئة المستقلّة للانتخابات ونفّذت توجيهات الملك وخرج المجلس السابع عشر دون تزوير وهذا يتطلّب وعي الناخب وامانته في الاختيار ويتطلب عدم ولدنة المرّشحين وتطاولهم على القانون
ويجب ان نرى حزم الشرطة والقضاء في التعامل مع مرتكبي جرائم الانتخابات عندها سيكون المجلس ممثلا حقيقيا لمعظم الاردنيين ويكون الاردنيون بدأوا التنقيل كلاطفال الصغار وسيتعلّمون الحبو ومن ثمّ السير نحو الديموقراطيّة والحياة الافضل
وستمارس الاجيال الجديدة التي ما زالت في ارحام امهاتهم بعد اعوام ليست طويلة الحياة التي حلمنا بها ولم نستطع تحقيقها عندها سيغنّي الاطفال للنوّاب باعتبارهم صانع الحب بين الناس اهلا بالحب اهلا اهلا بالنائب اهلا اهلا .
ولنا بعد يومين موعد هام بل هو الاهم في شتائنا هذا وربيعنا القادم حيث يذوب الثلج وتظهر النتيجة هل نحن بقدر التحدّيات والحدث ام ما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت لننضج اكثر ويتعلّم الفاسدون والصامتون والناشطون المزيد الميد من الحياة .......