جراءة نيوز-اخبار الاردن-احمد محمود سعيد:
تزداد التصريحات الغربية حول قرب نهاية حكم الاسد لسوريا في نفس الوقت الذي علت فيه تصريحات روسية ان روسيا تخشى على الشعب السوري وليس على بقاء او رحيل الاسد وهذا دليل وان كان ضعيفا وانما مؤشّر على قرب انتصار الغرب وبعض القوى العربية ممثّلة بالمعارضة على النظام السوري ممثلا بقيادة الاسد والعلويين وما هي الاّ مدّة ليست بالطويلة حتى يرحل الاسد عن دمشق خارج سوريا او ينشأ له غابة علويّة في مناطق اللاذقية وجبلة الساحليّة وحتّى ذلك الحين يبقى شمال الاردن ملتهبا سخونة رغم برودة الجو.
اما غرب الاردن ونهره المقدّس فذلك الموضوع القديم الجديد والحاضر الغائب وما دامت اسرائيل هي اللاعب الرئيس فيه فلن يهدأ للاردن بالا ولن يُحدّد له مستقبلا واضحا بالرغم ان الاردن شارف على المائة عام من نشأته ولن الكيان الاسرائيلي لم يصل من العمرخمسة وستّون عاما من البهتان وقلب الحقائق.
ولكن الاسرائيليّون على ابواب انتخابات للكنيست من المتوقّع ان يحصد اليمينيون والمتطرّفين نسبة كبيرة يستطيع منها نتانياهو اعادة تشكيل الحكومة بشكل مريح له وعلى الطرف لاخر حماس تعيد تشكيل مكتبها السياسي من خلال انتخابات قريبة لاختيار قيادة تكون اكثر ميلا للسلام لتشكيل دولة فلسطينية في غزّة بقيادة حكومة حماسية امّا في كنتونات الضفّة الغربيّة فها هي اسرائيل محمومة وماضية في بناء المستوطنات لفصل القدس عن اشلاء الضفّة الغربية تمهيدا لضمّ الضفّة للاردن ضمن نظام حكم ذاتي فيدرالي كما يُشاع.
لذلك فان الجناح لغربي للاردن هو جناح غير مستقر وينتظر المجهول من مخططات اسرائيل وظلم امريكا فكلاهما يريدان فرض الحل الاسرائيلي المليئ بالظلم على الفلسطينيين واراضيهم وممتلكاتهم خاصّة بعد الاعتراف بدولة فلسطين دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة وبالرغم من تصريحات امريكا المضلّلة بانتقادها لاسرائيل على خططها لبناء الاف الشقق في القدس الشرقيّة لتلغي واقعيا فكرة اقامة الدولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس الشرقيّة ونرى ان رام الله والعرب جميعا لا يُحرّكون ساكنا إزاء ذلك وكأنّ الجميع موافق على ما تقوم به اسرائيل حتّى وان وصل ذلك الى حد هدم المسجد الاقصى في المستقبل القريب لا سمح الله .
وامّا على الجانب الشرقي فهناك دولة العراق المهزوزة برئيس حكومة شيعي متسلّط على السنّة والاكراد يستمدّ قوّته من ايران وامريكا في العلن ومن اسرائيل وتركيا في الخفاء فهو مستمر بالحكم بالرغم من ان العراق قد يكون الاوّل في الفساد في العالم فمنذ بريمر الذي حكم العراق في 2003 وما زال النهب والسلب مستمر حتّى الان من المالكي وزبانيته وغيرهم لذلك الواجهة الشرقيّة غير مأمونة الجانب بالرغم من تبرّع العراق بمائة الف برميل كمنحة هديّة للشعب الاردني.
واما على الجبهة الجنوبيّة حيث الشقيقة الكبرى السعوديّة واخواتها دول الخليج العربي وما يبدونه مرارا من كرم العربي ونخوته لمساعدته في محنته فهناك بعض الاصوات الشاذّة كتلك التي ظهرت في الكويت تُظهر العداء للاردن وقيادته ولا تتمنّى له الخير مما يجعل الامور لا تسير احيانا بشكل سلس بالرغم من تعاطف معظم قادة دول الخليج مع الاردن في الظروف الماليّة الصعبة التي يمر بها .
ومنذ ما يقارب العامين والشعب الاردني في حال حراك شعبي مستمر مطالبا بإصلاحات حقيقية بدءا من محاربة الفاسدين ومحاكمتهم واسترداد المبالغ المسروقة من الدولة والشعب الاردني وكذلك اصلاحات مالية واقتصادية واجتماعية وقد قاد حركة الاصلاح جلالة الملك بنفسه بل تدخّل مرارا لإصلاح ما افسدته الحكومة بقراراتها وغيّر خمس حكومات في اقل من عامين وبالرغم من استمرار الحراك إلاّ ان الحكومة خرجت بقانون انتخاب غير توافقي بل ويكرّس القانون السابق الصوت الواحد المرفوض شعبيا .
وكما لم تفعل اي شيئ عملي لاجتثاث الفساد ومحاربة الفاسدين وحافظت على المحسوبية في التعيينات وفروق الرواتب غير المنطقية بين الموظفين اي ان اصلاحات الحكومة لم تُرضي نسبة كبيرة من الشعب واستمرّ الاحتقان حتّى ان بعض النواب والمرشّحين السابقين عزفوا عن الترشيح لمدّة ثلاثة ايام خوفا من بعضهم ان المجلس السابع عشر القادم سوف يُجبر على الموافقة على قرارات سياديّة صعبة على الاردن وشعبه .
وكأنّ الانتخابات القادمة تجلس على صفيح ساخن والنيران تشتعل من حولها من كل الاتجاهات بينما هي تشعر ببرد اربعينيّة الشتاء في انتظار سعد الذابح.