تجدر الإشارة إبتداءا إلى أنه ذُكر في القران آيات وإشارات واضحة وجلية تُلزم الفرد المسلم بإطاعة الله ورسوله وأولي الأمر , وولي الأمر كما هو متعارف عليه عند مذهب أهل البيت هم الأئمة المعصومين عليهم السلام أجمعين وبعدهم من يقوم مقامهم من علماء دين الذين يمثلون الامتداد الطبيعي لهم مثلما كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو الحاكم والرئيس أيضا كان هو الفقيه ولم يصبح حاكما أو رئيسا لو لم يكن هو الفقيه الأول أو صاحب العلمية الفائقة ..
لذا نحن كمؤمنين بمذهب التشيع لأهل البيت أصبح لزاما علينا أن نُطيع من هو الأفقه والأعلم لأنه يمثل الخط الإلهي ويقوم مقام الإمام المعصوم والرسول وهذا ما ذكره الشيخ العلامة المظفر في كتابه عقائد الأمامية في باب عقيدتنا في المجتهد
الذي أوضح فيه أن المجتهد الأعلم الجامع للشرائط له ما للإمام المعصوم في الفتيا والفصل والقضاء والتعزير وتكون نيابته نيابة عامة أي ليس خاصة كما هو الحال عند السفراء الأربعة ( عقائد الأمامية كتاب يدرس في جميع الحوزات لعلمية الشيعية )
ونحن اليوم نعيش أيام فتن وأيام نحتاج فيها إلى فقيه أعلم جامع للشرائط نجد هناك مرجعيات قد تهرّبت بل أنكرت هذا الأمر وجحدت أمر ولاية الفقيه ودعت إلى فصل الدين عن السياسة مثل المرجعيات الأعجمية كمرجعية السيستاني والفياض وبشير الباكستاني وكذا الحكيم والذين عرفوا بالمواقف المتناقضة فمرة لا يؤمنون مطلقا بولاية الفقيه وأخرى نجدهم
ومع كل هذا النكران وعدم الايمان يتدخلون – بعد ان يأمنوا بعدم الضرر - في الأمور السياسية الصغيرة والكبيرة ويدعون إلى انتخاب الطائفيين والسراق والعملاء...
وقبال هذا الامر نجد ان من المرجعيات من يؤمن بولاية الفقيه ويسعى للتغير الواقعي كالمرجعية العراقية العربية والمتمثلة بالسيد الصرخي الحسني ...
فبعد الإطلاع على كتبه ومؤلفاته وكل ما صدر منه من بيانات وخطابات ومواقف تجاه كل مجريات الأحداث في العراق وخارج العراق نجده المرجع والمجتهد الأعلم الجامع للشرائط الذي تحققت في كل الشروط الخاصة بولاية الفقيه وانه قد طبقها خير تطبيق فهو من دعاة عدم فصل الدين عن السياسة وأن الدين هو أساس السياسة وهذا ما أكده بالفعل في بيان رقم (77) " الحركة الإصلاحية بين الإيثار والانتهازية "
حيث يقول : (... ما يسمى بالحوزة الساكتة والحوزة الناطقة أو ما يسمى بالحوزة الصادقة والحوزة الإنتهازية الكاذبة أو ما يسمى بالحوزة الكلاسيكية والحوزة الحركية المتفاعلة الفاعلة أو ما يسمى بالحوزة الحسبية حوزة الولاية المالية الحسبية وحوزة الولاية العامة ..
وغيرها من تسميات تصنف فيها الحوزة إلى صنفين ، ومدى تأثيرها على المجتمع النجفي بل في المجتمع الكوفي العراقي وكل المجتمع العراقي وكل المجتمعات الإنسانية ..ومدى تأثر المجتمع بها وانقياده لها وإتباعها .... فيرد في بالي العديد من الأمور أذكر بعضها ...
لنسأل أنفسنا أين منهج الانزواء و التقوقع و الراحة والمهادنة و الانكفاء و الولاية الحسبية المالية فقط و فقط .. من منهج صحيح صالح لولاية عامة وولاية فقيه نافعة مصلحة و تفاعلها مع المجتمع و حمل همومه و إيجاد الحلول و تحمل المسؤولية و تحمل تبعاتها من معاداة الأنظمة المستبدة المؤدية إلى التهديد و الترهيب و الإعتقال و الإعدام فأين هذه من تلك......
و لكن من مفارقات الزمان أن ذاك المنهج الحوزوي الصامت الساكت يتحول فجأة و بدون سابق إنذار وبدون أي مقدمات ينقلب ويتحول إلى حوزة ناطقة عاملة متفاعلة مع المجتمع مهتمة لأموره حسب ظاهر الإعلام المرتزق المسيس ؟؟
و لكن كيف ومتى حصل ويحصل ذلك ؟ إنه في زمن الإحتلال المؤسس والداعم والمبارك لذلك النهج المستجد و المستحدث المقارن للراحة و الترف والواجهة و السمعة و المديح .. فكيف حصل و يحصل مثل هذا الموقف النفاقي الماكر و ما هي عناصره و أساساته ؟....
باختصار أقول إن كلام المصلح ومنهجه و نظريته دائما يكون لها السمو و العلو و المثالية و الأحقية و القبول الفكري عند الجميع حتى عند المستكبرين و الفراعنة فيكون إقرار هؤلاء الفراعنة و تسليمهم (بأحقية المصلح و ما صدر عنه) يدخل تحت عنوان (فبهت الذي كفر) فما فعله و قدمه الشهيد الصدر الأول (قدس سره) من سلوك و منهج و تضحية جعل الجميع يقرّ و يعترف ويسلم بصحة ذلك و تماميته و أرجحيته على باقي المناهج والنظريات
إذن فالمجتمع ارتبط فكريا و نفسيا مع منهج و نظريات الصدر الأول و عندما توفرت الظروف السهلة السلسة المريحة للقطب الانتهازي الصامت الساكت الحوزوي وبدعم من الحكومة المتسلطة وقوى احتلال فإن هذا الخط الانتهازي النفعي استغل الظروف فركب الموج فوظف تضحيات المصلح الصدر الأول و منهجه لصالحه فأظهر سلوكا ظاهريا نفاقيا من أجل خداع المجتمع وجعله يصدق أن هذا الخط المرجعي الساكت يمثل نفس الخط و المنهج الصدري الرسالي أو هو امتداد له .....
و مما سبق يمكن أن تقول و باختصار (أن المرجع القائد المصلح يكون قائدا للمجتمع بينما المرجع الساكت الصامت يكون منقادا للمجتمع و للهوى و النفس و السمعة و الواجهة)..
و مما يدخل في التحليل السابق و يؤثر فيه أن المرجعية الصالحة المصلحة تكون متصفة بنكران الذات و الإيثار و شعارها دائما و أبدا أن الغاية لا تبرر الوسيلة ..أما المرجعية الأخرى ومؤسستها فتكون متصفة بالنفاق و الانتهازية و شعارها دائما و أبدا أن الغاية تبرر الوسيلة ..
و هذا هو الثابت عبر العصور من كبراء الأمة و أغنيائها و ذوي الطول و الواجهات كأحبار اليهود و أبي سفيان و معاوية و يزيد مرورا بطواغيت بني العباس حتى طواغيت هذه الأمة و علماء النفاق و يبقى والمكر والنفاق والإنتهازية فيها....))