آخر الأخبار
  الافتاء تدعو الأردنيين للمشاركة بصلاة الاستسقاء   الأردن .. الدفاع المدني يتعامل مع 51 حادث اطفاء   الأردن على موعد مع موجة برد سيبيرية مبكرة: برودة شديدة وصقيع منتظر الأسبوع المقبل   أجواء لطيفة في معظم المناطق اليوم وكتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن الأحد   الخيرية الهاشمية”: إرسال أكثر من 57 ألف طن من المساعدات إلى غزة منذ بدء العدوان   نحو 6200 لاجئ غادروا الأردن منذ مطلع العام لإعادة توطينهم في بلد ثالث   وزير الدفاع الإيطالي: سنضطر لاعتقال نتنياهو إذا وصل إلى إيطاليا تنفيذًا لمذكرة الجنائية الدولية   هل تتضمن موازنة 2025 رفعاً للضرائب؟ الوزير المومني يجيب ويوضح ..   البنك الأردني الكويتي يبارك لـ مصرف بغداد بعد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق   الإدارة المحلية: 75% من موازنة البلديات رواتب للموظفين   توجيه صادر عن وزير الاشغال العامة والاسكان المهندس ماهر ابو السمن   تعليق رسمي أردني على مذكرة اعتقال نتنياهو   تركيب 170 طرفا صناعيا عبر مبادرة (استعادة الأمل) الأردنية في غزة   الصفدي: تطهير عرقي لتهجير سكان غزة   هل ستلتزم دول الاتحاد الأوروبي بقرار اعتقال نتنياهو وغالانت؟ جوزيف بوريل يجيب ..   الملك يؤكد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء اللبنانيين   هام لطلبة الصف الـ11 وذويهم في الاردن .. تفاصيل   السفير البطاينة يقدم أوراقه لحلف الناتو   100 شاحنة جديدة تعبر من الأردن لغزة   القضاة يؤكد دعم الأردن لفلسطين اقتصادياً

انقلاب في نقابة المناجم والتعدين

{clean_title}



منذ انضمام عمال شركة البوتاس العربية ، الى نقابة العاملين في المناجم والتعدين عام 2003 ، وهم يعيشون معاناة مستمرة ، مع من يفترض بهم ان يرفعوا المعاناة عن العمال ، انه قدرنا نحن الشعب العربي ، ان نعيش خيبة الامل ، مع كل من نضع ثقتنا به في العمل العام ، ونختاره بملء ارادتنا لرعاية مصالحنا ، والمحافظة على حقوقنا ، وانتزاع حقوقنا المنقوصة

 فسرعان ما يتسابق هولاء الفائزون بثقتنا ، لتحقيق مصالحهم الخاصة مع ارباب العمل ، الذين بدورهم يعرفون كيف يسدون افواه هولاء الجائعين ، بمختلف المغريات المادية على وجه الخصوص ، وهي اغراءات مدروسة حسابيا ، فبدل ان تمنح العاملين حقوقا بالملايين ، يستطيع ارباب العمل هولاء ، وبعشرات الالوف ، ان يسدوا الافواه الجائعة ، لكنهم لن يخرسوا السنتهم ، بل تنطلق هذه الالسنة ثناءا وعرفانا لارباب العمل

 والانجازات الفتات التي تحققت ، وتبدأ حملات التضليل والتحريف للحقائق ، بشتى الاشكال ، لا اقلها الحرص على المصلحة الوطنية ، والاقتصاد الوطني ، ويجد هولاء النقابيون مع الاسف ، فئة كبيرة من العمال ، اما ان يكونوا من ضعاف النفوس ، فيرضون بفتات الفتات كي ينقلبوا ضد المصلحة الجمعية للعمال ، او يصبحوا ضحية للتضليل ، بافتراض حسن النية لديهم ، فينبهرون بمقولات القوة والقدرة لدى هولاء النقابيين ، الذين يمتلكون بلا شك ، مواهب عديدة في التضليل والتبجح ، واحيانا في المسكنة ، وخاصة عند الانتخابات .

انه قدرنا في الاردن ، ان نعيش بيئة حاضنة لمثل هذه الاوبئة الاجتماعية ، عشناها منذ عقود مع مجالس النواب ، نبيع اصواتنا بالمال القليل ، ونتعصب للاقارب ، فتخرج الينا مجالس من المنتفعين ، نبدأ بذمهم حتى تنتهي دوراتهم ، او يحل مجلسهم ، ثم نعود وننتخبهم او من على شاكلتهم ، انه فساد الشعب ، الذي نعاني منه اكثر من فساد الحكام ، لا بل ان فساد الشعب ، هو الحاضنة التي تفرخ فساد المسؤولين ، هذا هو شعبنا ، لا نستطيع استبداله ، او استيراد شعب اخر غيره ، وليس امامنا الا الصبر ، والاستمرار في فضح مثل هذه الممارسات ، عسى ان تكون مراهنتنا على الاجيال القادمة ، تحقق احلامنا في الممارسة الديمقراطية الواعية ، فمصيبتنا الكبرى ، اننا لا نحسن ممارسة الديمقراطية ، هذه حالنا مع ممثلي الشعب المنتخبين ، نوابا ونقابات ، ومختلف مؤسسات المجتمع المدني .

لنعد الى نقابة المناجم والتعدين ، التي تمثل عمال البوتاس والفوسفات بشكل رئيسي ، لقد انتفض عمال الفوسفات قبل عامين ضد هذه النقابة ، وتداعوا لتشكيل نقابات مستقلة ، ما زالت تصارع اصحاب المصالح الضيقة ، في سبيل تحقيق مصالح الفئة الاكبر من عمال المناجم والتعدين ، ولم يتفق عمال البوتاس حتى الان على السير بهذا النهج الاصلاحي ، رغم انهم سابقا كانوا اكثر تضررا من عمال الفوسفات ، لكنهم ومنذ بداية العام الحالي ، شاءت ارادة الله ، ان تيسر لهم من النقابيين الصادقين ، كي يقود مسيرتهم ، ويحقق الانجازات لهم، فكان دور نائب رئيس نقابة المناجم والتعدين ماجد العضايلة ، خير تعويض عن رئيس نقابة ، اصبحت حقوق العمال اخر اهتماماته ، لا بل تنكر لهذه الحقوق ، ووقف ضد مصالحهم في منعطفات عديدة

 ولعل اخر هذه المنعطفات ، ما جرى في الاضراب الاخير لعمال البوتاس ، الذي استمر 24 يوما خلال شهر ايار الماضي ، فلم يجد العمال من يقف معهم سوى نائب رئيس النقابة ، الزميل ماجد العضايلة ، الذي قاد الاضراب بكل هدوء وتعقل ، وباصرار على تحقيق الحقوق العمالية ، رغم المحاولات المستميتة للالتفاف على مطالبهم

 وكان ان يسر الله لعمال البوتاس ، قيادة وطنية صادقة وامينة على حقوقهم ، تمثلت بتعيين رئيس مجلس الادارة الجديد للشركة ، المهندس جمال الصرايرة ، الذي اكتسب منذ البداية ثقة العمال ، وزرع الاطمئنان في قلوبهم ، وكان خير عون لنقابة العاملين ، وللحاضرين منهم ، وعلى راسهم نائب رئيس النقابة ، بعد ان غاب الرئيس الاصلي عنهم ، وانغمس في عمله النيابي ، ولم يستغل موقعه الجديد لدعم العمال ، بل لنفس الدور الذي مارسه معظم النواب ، في تبرير الفساد وتبرئة الفاسدين .


لقد عاش عمال البوتاس منذ شهر ايار الماضي ، بعد نجاح اضرابهم التاريخي ، وبعد تولي ادارة شركة البوتاس الجديد زمام الامور ، عصرا جديدا من النجاحات والامل والتفاؤل ، فتوالت الانجازات ، فكان القرار الانجاز لرئيس مجلس الادارة ، باعادة دراسة الهيكلة الظالمة ، التي اقرت عام 2008 ، والتي طال ظلمها مئات العاملين ، فلم يحرك رئيس النقابة ساكنا لرفع الظلم عن العمال ، بل كانت السنوات الاربع التي تلت الهيكلة ، سنوات عجاف ، عاش خلالها العمال معاناة المماطلة والتسويف والافتقار الى ارادة حل المشاكل ، وكان ذلك سببا في فقدان ثقتنا بالنقابة واعضائها جميعا ، الى ان اتضح لنا

 ان الخير ما زال في شعبنا ، فجاء دور نائب رئيس النقابة خلال الاضراب الاخير، في ظل غياب الرئيس الاصلي ، لا بل في ظل موقفه الواضح الذي اعلنه ضد العمال ، وتشكيكه بقانونية اضرابهم ، ليعيد ذلك لنا الثقة بدور جديد للنقابة ، جاء متزامنا مع علاقات صحية مع ادارة البوتاس ، فلم يرق ذلك لرئيس النقابة ، ان يظهر هناك من يكسب ثقة العمال ، ويهدد موقعه ، وجاء حل مجلس النواب السادس عشر ، وعدم الثقة بنجاحه في الانتخابات القادمة ، كي يعود الى عمال البوتاس والفوسفات ، فينقلب على نائب الرئيس ماجد العضايلة ، ويزيحه بالاتفاق مع اعوانه ، عن موقع نائب الرئيس ، لانه اصبح يشكل تهديدا حقيقيا لمكانته النقابية ، والتي اصبحت اخر حصونه .

ان ما جرى بالامس في نقابة المناجم والتعدين ، هي مؤامرة على عمال البوتاس بشكل رئيسي ، من خلال الانقلاب على نائب رئيس النقابة ، وازاحته من منصبه ، لنخسر نقابيا اثبت جدارته ، وتمتع بكل المزايا الاخلاقية التي اكسبته ثقة زملائه ، وثقة ادارة شركة البوتاس العربية ، اننا ندعو زملائنا في شركتي البوتاس والفوسفات ، الى ادانة هذا الاجراء الذي جاء ضد مصلحة العمال ، ونطالب زملائنا العمال ، بممارسة كل الوسائل النقابية والقانونية المتاحة ، لاعادة الزميل العضايلة الى موقعه ، ان مصلحتكم يا عمال البوتاس ، ان لا تعود الليالي الكالحة التي عشناها سابقا ، وان نضع حدا للمتاجرة بمصالحنا والتآمر علينا ، وان لا نمنح المتامرين فرصة اخرى للانقضاض على حقوقنا .