الحياة هبة الله لخلقه وعباده على ظهر البسيطة وقد يكون في اماكن اخرى لا نعلمها ويعلمها الله سبحانه وقد ميّز الله حياتنا عن غيرنا من المخلوقات بان وهبنا عقلا نفكّر به وحواسّا اخرى نميّز بين الصالح والطالح وبين الغثّْ والسمين وبين الحقّْ والباطل وارشدنا الى سبيل الخير وسبيل الشيطان ومنحنا اعين واطراف نتلمّس فيها مواطن الجمال ووهبنا من الغرائز ما نستطيع بادراكها ان تستمرّ الحياة لاجيال واجيال وجعل الهداية من عنده عزّ وجلْ وترك لنا الخيار لنتبع الخير ونهنأ بجنّاته او نسلك طريق الشرْ ونستقرّ في ويلاته والعياذ بالله ........
وتخيلت نفسي مراوغا في إعطاء الحقّ لاصحابه وعشت على ذلك سنينا وانا على ذاك الحال آكل حقّ فلان وانصب على علاّن وحتى يصل بي الحال ان آكل حق من هم الاقرب لي في صلة القرابة وانا اعرف حال من اكل حقوقهم بل ويصيبهم منّي الاذى لدرجة القهر والموت احيانا وذاك لم يحرّك فيّ ساكنا الى يوم كنت نائما
وحلمت ان جائني ثعبان ضخم يلبس الابيض بالكامل ويسألني عن فلان ان كنت ادري ما حلّ به فقلت انّه مات فقال وهل تعرف السبب فقلت انتهى عمره فقال وانت ما دورك فيه عندما كان لم يزل عنده عمر فتذكّرت ظلمي له ونصبي عليه واكل حقوقه حتّى بات معدما ومات من القهر والغيظ واستدرك الثعبان وسأل وهل كنت تدرك يوما ان عمرك قد ينتهي في جوفي وعندما فتح فاه تخيّلت انه سيبلع الارض بما فيها ومن هول خوفي فزعت من نومي وقلت ليتني متّ قبل ذلك ولكن العمر فيه بقيّة ...
وفي يوم تخيلت انني كنت مسؤولا كبيرا في الدولة وانني وصلت لذلك المنصب بالتحايل وتزوير الاوراق والشهادات وانني كنت العب بمصائر الموظّفين وارزاقهم لدرجة انني كنت ارفع فلانا على حساب ظلم وتنزيل رتبة علاّن واتلذّذ ان ارى علاّنا ذاك يموت في غيظه بعد ان تتحطّم نفسيته وتضيق به الدنيا بما رحبت
وتصبح حياته جحيما لا يُطاق في داخل بيته ومع اهله بينما انا امام الناس نزيها لا تشوبني شائبة بل واديت الحجّ الى بيت الله اكثر من مرّة على حساب الدولة وسلبت منها الكثير من المال مما لا استحقّه ولكن كنت اسمعهم يقولون المال السايب يُشجّع السرقة بل كنت اسمع المديح عنّي بانّي شاطر وفهلوي وانه اذا لم تستفد انت فغيرك سوف يسبقك اليه فكنت اسارع للفساد لاطعم اولادي حراما يتنعمون به واحرم اولاد غيري ليموتوا بقهرهم الى ان حلمت يوما بان جائني في المنام رجلا على شكل ملاك ادركت انّه علاّنا الذي ظلمته كثيرا وقال
اتعرفني فقلت اليس انت علاّنا الذي كنت تعمل عندي في الوزارة فاجاب نعم وانا من ظلمته كثيرا حتّى بت لم اطق العيش واثّرت على اهل بيتي ومات ابني الصغير لضيق الحال وتشتّت عائلتي وقلت هل عملت فيك كل ذلك فاجاب نعم واكثر ولكنك لم تكن تدرك الظلم او تعرف معناه وتاثيره على الشخص وعائلته ولكن قد تعرف معنى ان يفقد الاب ابنه من ظلم وقع عليه عندما تلتفت الى يمينك وترى ابنائك يقعون من على جبل يصرخون طلب المساعدة ولا مغيث لهم إلاّ الله والتفتُّ يمينا وصرخت فزعا من نومي وكنت اتمنّى لو انّي متُّ قبل ذلك ولكن في العمر بقيّة ...
وتخيلت لا سمح الله انني لم اكن ابرُّ والدي كما يفعل العاقّين ويصرخون بوجه والديهم بل يضربونهم ويشتمونهم ويُسبّبون الحرج لهم ولا يبدون اي طاعة واحترام لهم وتخيلت انني اسحب احد والدي لدائرة الاراضي لتسجيل ارض او اجباره على ذلك تحت اي اعتبار واثناء نومي في احدى الليالي جائني في المنام شاب يلبس الابيض كانه ملاك مرسال من الله فقال اتعرفني فقلت وهل لي ان لا اعرف ابني الذي ربيت وتعبت على نشأته لكي يُعينني في كبري وها قد اتى اليوم الذي احتاجك فيه بعد ان وهنت صحتي واصبحت لا اتمالك نفسي لكي اقوم على العناية بجسمي فقال انّك كابي لك الحقّ علي ولكن هل نسيت كيف كنت تُعامل اجدادي وانت في شبابك وهم في كبرهم هل اديت حقوقهم كما تطلب مني الان فخزيت من نفسي ومن غضب ربّي وتمنيت الموت قيل ان افعل ذلك ولكن بقي في العمر بقيّة .......
تخيلت اني اكل حق يتيم او حق اخت في ميراث او دين لفقير او حق لبائع او تاجر او امانة لمسافر واكون قد تسبّبت يمشكلة لاي منهم فقد ينشأ اليتيم بلا مال يبدأ فيه حياته وقد تحتاج الاخت بما يعيلها وحدها او مغ اطفالها او ان تصل الحالة مع الفقير الى العدم او يتوه في عالم الرذيلة او قد يصل الحال بالبائع والتاجر الى الافلاس اكون سببا فيه او في بعضه كما قد اكون سببا في مشاكل يتغرّض لها الغائب او المسافر نتيجة عدم ردْ الامانة له وفي ليلة حلمت ان فتى في لباس ابيض امامي يسألني هل عرفتني واجيب اظن انك ابن صديقي فلان الذي توفي وانت صغير وترك ماله لك عندي وقال الفتى ومنعته عنّي وجعلتني اعيش معوزا اعارك الحياة بمصاعبها لولا رحمة الله ورضى والدي ولكن المال الذي كنزته حراما تجده الان يحترق بالكامل لو نظرت يمينك لن ترى إلاّ رمادا ونظرت وصُدمت من هول ما رايت لاني عدت معدما من المال ومن رضى رب العالمين وتمنيت لو اني كنت ميتا ولكن في العمر كان هناك بقيّة ......
في هذا العالم كثيرون هم من يتمنّون لو كانوا قد ماتوا قبل ان يرتكبوا الكثير من المعاصي والذنوب في حقْ الخالق والمخلوق وكم سببوا ضررا للمجتمع والمواطنين والبيئة وباتوا وفي قلوبهم الرعب من العقاب في الدنيا قبل العذاب الربّاني يوم الحساب .
وفي هذا اليوم الثاني عشر من الشهر الثاني عشر من العام الفين واثنى عشر ميلاديّة الذي بعض المنجّمين انّه قد يكون هو اليوم الاخير لنا على هذه البسيطة والله وحده هو العالم بنهايتنا ولكنّه نداء لمن ارتكب المعاصي ان يتوب الى الله ويعيد الحقوق لاصحابها لان ذلك اليوم هو ات لا ريب فيه وحينها لن يُفيد الندم والله اعلم
وهي دعوة لكل فاسد وعاصي وآثم ومارق وسارق ان يعود لله فمغفرته كبيرة .....
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)صدق الله العظيم