كان يزم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي يوما مؤرخا في القضية الفلسطينية ، إذ حصلت فيه فلسطين على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة ،وقد جاء هذا القرار المنقوص للفلسطينيين و قضيتهمبمثابة نورا يضيئ لهم طريقهم نحو تحقيق حلمهم بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، والأقتصاص من مغتصبيهم أرضهم وتسبب في تهجيرهم قصرا عن أرضهم ، ومعاقبة المجرمين على جرائمهم التي ارتكبوها بحقهم من مذابح وقتل وتهجير طيلة 65 عاما ، ذلك عبر وسائل كثيرة من أهمها اللجوء الى محكمة الجنايات الدولية ،
فقد مرت كل جرائم الكيان الصهيوني المحتل بلا حساب ولا عقاب لعدم ةجود من يقوم بهذا الدور من اخوانهم العرب نيابة عنهم ، وهذا يعود لأسباب كثيرة ربما أهمها الخوف من أمريكا العاهره أو الخنوع إليها وهي الحامي والمحتضن لهذا الكيان ، أما وقد حصل الشعب الفلسطيني على هذا الحق بموافقة أممية فلماذا لا تقوم رئاسته باستخدام هذا الحق واللجوء لمحكمة الجنايات الدولية وفي جعبتها المئات من القضايا بل الآلاف
ومن أهمها قرارات الأمم المتحدة الصادرة لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته سواء قراري 181و 194 وقرارات هامة اخرى مثل قرار بطلان ضم القدس الشرقية و قرار عدم شرعية الجدار العنصري الفاصل و القرارات الخاصة بالأسبيطان مرورا بجرائم الحروب والمجازر والحروب والقتل والتدمير والأبادة الجماعية والتهجير القصري والحفريات وتهويد أماكن العبادة وتدنيسها وهدم المساجد وانتهاك حرمة المقابر الأسلامية ، وجرائم لا حصر لها
لو بدأت القيادة الفلسطينية بأول قضية فلن تهدأ إسرائيل وسيسلب النوم من جفون قادتها المتغطرسين بل وربما وضعوا أنفسهم تحت الأقامة الجبرية في كيانهم بإرادتهم خوفا من الملاحقة الدولية ،لكن ما هو مؤسف ومخجل حقا وما هو إجحاف بحق الشعب الفلسطيني ما جاء على لسان قيادته وبلسان محمود عباس في تصريحه الذي طمأن فيه أمريكا عاهرة العصر الحديث وإسرائيل الكيان المحتل لأرض شعبه مستبقا صدور القرار بقوله ( ان الفلسطينيين لن يتوجهوا الى محكمة الجنايات الدولية بعد حصولهم على وضع دولة مراقب في الأمم المتحدة إلا في حال الأعتداء الأسرائيلي عليهم )
وأكد عباس قوله وعلى تصميمه إعطاء صك البراءة لأسرائيل عما إرتكبت من جرائم فيقول ( إن التوجه لمحكمة الجنايات الدولية من حقنا الآن ولكن لا نريد أن نتوجه إليها الآن ، ولن نتوجه لها إلا إذا إضطررنا وأعتدي علينا )....؟؟؟؟
أليست هذه قمة البطولة التي يمثلها عباس .؟ أليس هذا هو قمة الوفاء لشعبه الذي منحه ثقته والذي يعيش تحت بطش وجبروت المحتل الغاصب .؟ والسؤال الذي يلح في أذهان المتابعين و الملمين ببعض جرائم إسرائيل ، ما هو الأعتداء من وجهة نظر سيادة الرئيس الأفخم محمود عباس ميرزا ؟
لقد كان رد النتن ياهو رئيس وزراء إسرائيل مباشرا وبكل غطرسة اليهود الصهاينة على تصريحات عباس وقرار الأمم المتحده بقرار فوري بإنشاء 3000 وحدة إستيطانية ، فهل هناك ما هو أكثر إعتداء بحق الأرض الفلسطينية وأهلها وقد جاء هذا القرار متحديا للأمم المتحدة فور صدور قرارها بحصول فلسطين على العضوية المنقوصه
ألم تقوم إسرائيل يوميا وبعد صدور القرار بالأعتداء على البيوت الفلسطينية وهدمها ، ألم تقوم إسرائيل يوميا وبعد صدور القرار بالأستيلاء على أراضي الفلسطيبيين بالقوة وكذلك بالمداهمات والأعتقللات ، وهل هناك أكثر إعتداء و وحشية و دموية و عنصرية مما ترتكبه أسرائيل يوميا في الضفة الغربية وغزة هاشم من توغل بدباباتها وجرافاتها وجنودها داخل الأراضي الفلسطينية
وهل هناك إعتداء أكثر وضوحا من عملية تهويد القدس التي تسابق الزمن وعلى مدار الساعة مع الأصرار الأسرائيلي على إلغاء وطمس وشطب كل ما هو عربي وإسلامي في المدينة المقدسة بداية من تغيير الأسماء العربية حتى تغيير ملامح المدينة ، فإذا كانت هذه الأعمال كلها من وجهة نظر محمود عباس لا تمثل إعتداء .
إذا ما معنى الأعتداء من وجهة نظر رجل يتربع على زعامة شعب محتل مقهور محاصر ويعيش تحت قمع الأحتلال وجبروته .
Email;[email protected]