ترأس وزير المياه والري رائد أبو السعود وفدا رفيع المستوى، للمشاركة في أعمال الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر UNCCD COP16 والمنعقد في الرياض خلال الفترة من 2-13 كانون الأول 2024 تحت شعار (أرضنا مستقبلنا) ويجمع الأطراف من 196 دولة والاتحاد الأوروبي لمواجهة تحديات التصحر والجفاف بهدف دعم البلدان في تحقيق مواجهة التحديات المائية والمناخية.
واستعرض وزير المياه والري الجهود المبذولة من قبل الحكومة للحد من تحديات نقص المياه في الأردن وتنفيذ مشاريع مائية استراتيجية وطنية مهمة مثل مشروع الناقل الوطني الذي سيعمل على الطاقة البديلة لمواجهة آثار التغير المناخي مؤكدا أن الأردن ماض في تنفيذه لتأمين 300 مليون متر مكعب من المياه المحلاة من البحر الأحمر في العقبة ونقلها إلى معظم المدن الأردنية.
وأكد الوزير أبو السعود أهمية المؤتمر في حشد الدعم الدولي والإقليمي لمواجهة آثار التصحر والجفاف والتغيرات المناخية مشيرا إلى التحديات المائية غير المسبوقة التي يواجهها الأردن والتي أفضت إلى تراجع حصة الفرد في الأردن إلى الأقل عالميا لتصل إلى 61 مترا مكعبا سنويا لالاستخدامات كافة، مشيرا إلى الجهود المبذولة في ضمان استدامة مصادر المياه المتاحة من خلال رفع كفاءة التزويد المائي والتوسع في معالجة المياه العادمة وفق أعلى المواصفات العالمية للاستفادة منها في زراعة الأعلاف للمواشي والزراعات المقيدة وتوفير نفس الكميات للشرب.
واستعرض وزير المياه والري الشراكة مع القطاع الخاص ونجاح قطاع المياه الأردني في إنجاز نموذج متميز على مستوى المنطقة في تحسين خدمات المياه والصرف الصحي بالرغم من محدودية الموارد المائية المتاحة وجهود خفض الفاقد من خلال التوسع بإعادة تأهيل شبكات المياه مشيرا إلى أن نسبة المخدومين بخدمات المياه في الأردن هي من أفضل النسب عالميا مسجلة 94% وخدمات الصرف الصحي 68%.
ودعا أبو السعود إلى تعزيز الجهود الدولية والعالمية لمواجهة خطر التصحر خاصة وأن المنطقة العربية تواجه تحديات تزداد عاما بعد عام فأكثر من 82% من أراضي المنطقة العربية مهددة بالتدهور و20% منها معرضة لخطر التصحر نتيجة التغيرات المناخية وتذبذب هطول الأمطار مشيرا إلى أن 3 من كل 4 أشخاص سيواجهون تحديات ندرة المياه بحلول العام 2050 مما يتطلب زيادة الاستثمارات في مشاريع المياه المشتركة وتعزيز التعاون الفاعل والبناء لمواجهة هذه التحديات.
وشدد أبو السعود على أهمية إعطاء القطاع الخاص الدور الأبرز للمشاركة بشكل فاعل في إيجاد حلول خلاقة لهذه التحديات من خلال التوسع في استخدام التقنيات الحديثة في الري وتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاستثمارات في الزراعات الذكية وتوفير التمويل اللازم لها ونقل الخبرات الحديثة بين الدول وتعزيز التعاون في مجالات الإنذار المبكر لتخفيف آثار الجفاف والتصحر مشيرا إلى أن الأردن من الدول السباقة في استحداث وحدة متخصصة من الخبراء في قطاع المياه لإدارة ملف الجفاف والإنذار المبكر والتغيرات المناخية.