نشر الدكتور نيل كويليام، مقالا بمعهد تشاتام هاوس للأبحاث في العاصمة البريطانية لندن، قال فيه على الرغم من أن إعادة انتخاب دونالد ترامب كان دائماً احتمالاً قوياً، إلا أن نجاحه في الانتخابات لا بدّ أنه أحدث صدمة في المؤسسة السياسية في الأردن.
وقد أدلى معظم قادة العالم بتصريحات إيجابية حول رئاسة ترامب القادمة في محاولة للتحوط من تحركات السياسة الأمريكية غير المتوقعة - والأردن لا يختلف عن ذلك. فالموقف الرسمي للحكومة هو أن العلاقات الأمريكية-الأردنية متعددة الأبعاد، ومتعددة الأوجه، ومؤسسية إلى حد كبير، وبالتالي ستبقى قوية.
واعتبر الكاتب أن عودة ترامب لا تبشر بالخير بالنسبة للأردن نظراً لعدم اكتراثه تجاه المملكة في المرة الأولى. لدى الأردن ثلاثة أسباب رئيسية تدعو للقلق،وسوف تتضاءل أهمية الأردن بالنسبة للولايات المتحدة لمدة أربع سنوات أخرى على الأقل ــ وسوف تكون العواقب أبعد مدى هذه المرة.
أولاً، سيتجاهل ترامب مرة أخرى أهمية الأردن بالنسبة للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. فلطالما اعتبرت الولايات المتحدة والدول الغربية المملكة الأردنية الهاشمية شريكاً أمنياً يمكن الاعتماد عليه ومعتدلاً في المنطقة بسبب علاقاتها التاريخية وعلاقتها الدائمة مع إسرائيل.
وحتى توقيع اتفاقية ابراهام في عام 2020، كان الأردن إحدى الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين وقعتا معاهدة سلام مع إسرائيل. ولم يمنح ذلك الأردن وضعًا خاصًا في محادثات السلام في الشرق الأوسط فحسب، بل جعله أيضًا مستفيدًا من الدعم المالي الأمريكي الكبير.
غير أن ظهور اتفاقات أبراهام التي رعاها ترامب، والتي شهدت إقامة إسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة مع الإمارات والبحرين (ولاحقاً المغرب والسودان) قوضت قيمة الأردن بالنسبة للولايات المتحدة. ولم يعد الأردن لاعبًا فريدًا في المنطقة.
على الرغم من أن الرئيس بايدن أعاد العلاقات بين الولايات المتحدة والأردن بسرعة عندما تولى منصبه في عام 2021، إلا أن ترامب سيكون حريصًا على بث حياة جديدة في اتفاقية ابراهام، على الرغم من التغييرات العميقة في البيئة الأمنية الإقليمية منذ آخر مرة تولى فيها منصبه، وهذا يعني أن أهمية الأردن بالنسبة للولايات المتحدة سوف تتضاءل لمدة أربع سنوات أخرى على الأقل - وستكون العواقب أكثر مدى هذه المرة.
* د. نيل كويليام متخصص في السياسة وباحث ببرنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاثام هاوس.