آخر الأخبار
  بنك الإسكان يقيم جلسة حوارية للموظفات المؤهلات لتولي مناصب قيادية   إصابة 5 أشخاص في حوادث مرورية متنوعة إحداهم حالته حرجة   البطاينة يكشف تفاصيل الأردني المفقود بالسجون السورية   البلقاء تزدان لاستقبال الملك اليوم الثلاثاء   أجواء لطيفة في اغلب مناطق المملكة اليوم وغدًا وانخفاض الخميس   ما مصير الطلبة السوريين في المدراس الاردنية؟   كواليس لجوء الأسد .. بوتين تدخل بنفسه لأسباب إنسانية   بعد انهيار نظام الأسد .. صدور عفو عام عن جنود الجيش السوري   الفراية: معبر جابر آمن ونسهل حركة السوريين العائدين لبلدهم   أبو هنطش مديرا للاستثمار وتطوير الأعمال في الديوان الملكي   الجيش يحبط تهريب مخدرات الى الاردن بطائرة مسيرة   الكشف عن حقيقة وجود سجون سرية تحت الأرض في سوريا   تقرير يتحدث عن "نهاية الأسد" .. إيران اعتبرته عبئا   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الخميس   العيسوي: الأردن بقيادة الملك سيبقى المدافع الأول للأشقاء العرب   الملك يبحث التطورات الإقليمية مع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس قبرص   مطالبة للحكومة الاردنية بالتحرك العاجل لأعادة وفاء العبيدات وشقيقها المتعقلين في سوريا منذ أكثر من 35 عاماً   بمشاركة 6 دول .. "المقدرين العقاريين الاردنيين" يقيمون مؤتمراً بعنوان "مستقبل التقييم العقاري"   بعد جملة "زيحه يا عبد الحليم" .. الصفدي يعتذر من النائب ناصر النواصرة   العرموطي يدعو الحكومة للاعتراف بالثورة السورية

الاتكالية والمسؤولية

{clean_title}
الاتكالية والمسؤولية
    الاعتماد على الآخرين ضعف، والاعتماد على النفس قوة، والاعتماد المتبادل هو قمة القوة، أما الاعتماد على الله فهو انتصار وقوة، قال تعالى (قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ). [سورة التوبة، آية: 51]. 
      لِمَ كل هذه العواطف الجياشة تجاه أبنائنا؟ سؤال يصول ويجول في خاطري، حتى بعثر مشاعري وذكريات طفولتي، فأمسكت بقلمي لألملم ما تبعثر وتطاير، وأدونه هنا في مقالتي هذه، عدت للوراء قليلًا، لا، بل كثيرًا، عندما كنت طفلًا صغيرًا، أتذكر كيف تربينا على الخلق الحميد، وكيف صُقلت شخصياتنا في الاعتماد على النفس، هذا لم يأتِ من دلال، أو رفاهية، بل أتى من شدة وحزم، حتى وصلنا لما نحن عليه الآن من قوة وصلابة واعتماد على النفس وعدم اتكالية، صحيح أن هذه التربية كانت قاسية نوعًا ما، لكنها صنعت رجالًا يحتذى بهم، ونساءً صالحات، نعم كانت قاسية، ولكن تذكَّر أن الحديد لا يتشكل إلا بعد تسخينه والطرق عليه.  
      وها نحن اليوم في تربيتنا لأبنائنا ننسى كل ذلك، وأصبحنا نخشى عليهم من القسوة، وبتنا نخشى عليهم حتى من العوارض الطبيعية كالجوع والعطش، فنطعمهم إلى أن تمتلئ بطونهم وتفيض، ونتركهم كسالى نائمين، ولا نحملهم من المسؤولية شيئًا؛ شفقة وخوفًا عليهم، ونقوم بكل الواجبات والأعمال عنهم، إننا نجهز لوازمهم وبرامجهم الدراسية، ألم نكن نقدم عنهم الاختبارات في أزمة الكورونا!، ونهيئ لهم كل سبل الراحة، ألم نحرم أنفسنا من الأساسيات لنوفر لهم الكماليات!.
     لكن، ألسنا بشر مثلهم! وكانت لنا قدرات محدودة مثلهم، إننا نعلم أبناءنا الاتكال علينا، فترى الأم اليوم تقوم بكل الواجبات والأبناء نيام، يخافون تحمل المسؤولية، ألا يوجد بعض من الأمهات تقوم بتحضير أكثر من وجبة مختلفة من الطعام حتى ترضي شهوات بطونهم المتعددة والمتنوعة.
     الله جعل الأبناء سند لآبائهم، وأمرهم بالإحسان إليهم، فقد قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا). [ الأحقاف: 15]، فعكسنا نحن الآية، وصرنا نبرهم ونستعطفهم ليرضوا هم علينا، حتى أننا نقلب الدنيا رأسًا على عقب في سبيل إرضائهم، وتلبية كل ما يطلبون ويتمنون، فنحن بهذه الأفعال نصنع منهم أبناءً اتكاليين، ممهدين لهم الطرق، وبالورود فارشينها، هنا من الطبيعي والصحي أن الدلال الزائد نتيجته الحتمية الأنانية
لا يقدّرون نعمة، ويطلبون المزيد، وإني أتساءل أين تكمن المشكلة لو تحمل الابن بعض من المسؤولية؟ ماذا لو عمل وأنجز وشعر ببعض المعاناة؟ كل الإجابات والحلول نعرفها، ونغفل حتى عن التفكير فيها، ما لكم كيف تحكمون؟.