آخر الأخبار
  ترامب يصف الوضع في غزة بالمأساوي ويتعهد بحل نهائي   الأردن وسوريا يتفقان على تقاسم عادل للمياه ويبحثان ملف الآبار المخالفة   البلبيسي: لا علاقة للبطيخ بالمرض المنتشر .. والعدوى "تلامسية" وليست هوائية   العيسوي يرعى احتفاء منتدى جبل عوف للثقافة بالمناسبات الوطنية في عجلون   مجلس الأعيان يتبرع بـ 50 ألف دينار لمنتخب كرة القدم   قرار مفاجئ لعباس يُشعل الغضب في لبنان وتهديد بالعصيان .. من هو أشرف دبور؟ ولماذا أُثيرت الضجة حول إقالته؟   مشروع "ذاكرة المكان وجمالياته".. نقلة نوعية في برامج مهرجان جرش الثقافية   الحكومة تكشف عن تفاصيل جديدة حول قطع أراضي إسكانات المعلمين   إجتماع بين وزير المياه والري أبو السعود بـ معاون وزير الطاقة السوري .. وهذا ما دار بينهما   اللواء فايز الدويري يعلق على كمين بيت حانون   "عبق اللون" مبادرة إبداعية تتألق في مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025   إطلاق مشروع "الذاكرة الثقافية للمخيم" ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025   أرقام قياسية للأمطار والمخزون المائي في المملكة   انسكاب مادة "الديزل" يتسبب بإغلاق مؤقت للمسرب الأيسر أعلى جسر سحاب   تنويه حول موعد دوام المدارس   تفاصيل جديدة من الضريبة حول الإعفاء من الغرامات وصرف الرديات   المشروع الوطني للنقل يعزز ثقة المواطنين كخيار رئيسي للتنقل   التربية: إنهاء تصحيح العربي والإنجليزي   ما حكم التداوي بالنجاسة وأجزاء الآدمي الميت؟ .. الإفتاء الأردني يجيب   إعلان نتائج الفرز الأولي لوظيفة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية

الاتكالية والمسؤولية

{clean_title}
الاتكالية والمسؤولية
    الاعتماد على الآخرين ضعف، والاعتماد على النفس قوة، والاعتماد المتبادل هو قمة القوة، أما الاعتماد على الله فهو انتصار وقوة، قال تعالى (قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ). [سورة التوبة، آية: 51]. 
      لِمَ كل هذه العواطف الجياشة تجاه أبنائنا؟ سؤال يصول ويجول في خاطري، حتى بعثر مشاعري وذكريات طفولتي، فأمسكت بقلمي لألملم ما تبعثر وتطاير، وأدونه هنا في مقالتي هذه، عدت للوراء قليلًا، لا، بل كثيرًا، عندما كنت طفلًا صغيرًا، أتذكر كيف تربينا على الخلق الحميد، وكيف صُقلت شخصياتنا في الاعتماد على النفس، هذا لم يأتِ من دلال، أو رفاهية، بل أتى من شدة وحزم، حتى وصلنا لما نحن عليه الآن من قوة وصلابة واعتماد على النفس وعدم اتكالية، صحيح أن هذه التربية كانت قاسية نوعًا ما، لكنها صنعت رجالًا يحتذى بهم، ونساءً صالحات، نعم كانت قاسية، ولكن تذكَّر أن الحديد لا يتشكل إلا بعد تسخينه والطرق عليه.  
      وها نحن اليوم في تربيتنا لأبنائنا ننسى كل ذلك، وأصبحنا نخشى عليهم من القسوة، وبتنا نخشى عليهم حتى من العوارض الطبيعية كالجوع والعطش، فنطعمهم إلى أن تمتلئ بطونهم وتفيض، ونتركهم كسالى نائمين، ولا نحملهم من المسؤولية شيئًا؛ شفقة وخوفًا عليهم، ونقوم بكل الواجبات والأعمال عنهم، إننا نجهز لوازمهم وبرامجهم الدراسية، ألم نكن نقدم عنهم الاختبارات في أزمة الكورونا!، ونهيئ لهم كل سبل الراحة، ألم نحرم أنفسنا من الأساسيات لنوفر لهم الكماليات!.
     لكن، ألسنا بشر مثلهم! وكانت لنا قدرات محدودة مثلهم، إننا نعلم أبناءنا الاتكال علينا، فترى الأم اليوم تقوم بكل الواجبات والأبناء نيام، يخافون تحمل المسؤولية، ألا يوجد بعض من الأمهات تقوم بتحضير أكثر من وجبة مختلفة من الطعام حتى ترضي شهوات بطونهم المتعددة والمتنوعة.
     الله جعل الأبناء سند لآبائهم، وأمرهم بالإحسان إليهم، فقد قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا). [ الأحقاف: 15]، فعكسنا نحن الآية، وصرنا نبرهم ونستعطفهم ليرضوا هم علينا، حتى أننا نقلب الدنيا رأسًا على عقب في سبيل إرضائهم، وتلبية كل ما يطلبون ويتمنون، فنحن بهذه الأفعال نصنع منهم أبناءً اتكاليين، ممهدين لهم الطرق، وبالورود فارشينها، هنا من الطبيعي والصحي أن الدلال الزائد نتيجته الحتمية الأنانية
لا يقدّرون نعمة، ويطلبون المزيد، وإني أتساءل أين تكمن المشكلة لو تحمل الابن بعض من المسؤولية؟ ماذا لو عمل وأنجز وشعر ببعض المعاناة؟ كل الإجابات والحلول نعرفها، ونغفل حتى عن التفكير فيها، ما لكم كيف تحكمون؟.