ليس كل من مارس مهنة يعني بأنه يتقنها 100 % فهذا غير وارد من الناحية العملية. هناك دائما تطورات وتحديثات ومفاجآت. بالطبع فإن مالك السيارة يقود سيارته كل يوم أو كل أسبوع ولكن ذلك لا يعني بأنه يعرف كل شيء عن قيادة السيارة وعن أجزاء السيارة.
فهو عندما يقود السيارة فإنه يتعامل مع أجزاء قليلة من المركبة مثل الدواسات والفرامل وعملية القيادة وتشغيل المكيف والتحكم بسرعة السيارة ولكنه لا يستطيع أن يعرف حالة العجلات أو ما يدور خارج السيارة وهو على مقعد القيادة. فهو لن يرى حالة العجلات أن كانت سليمة أم لا في لحظتها إلا إذا حدث شيء واختل توازن السيارة.
الممارسة تختلف عن المعرفة التخصصية:
ممارسة نشاط من النشاطات لا يعني بأنك تعرف كل شيء عن هذا النشاط. فربما يعمل سائق قطار عشرين سنة أو أكثر في قيادة القطار ولكنه يجهل الآليات التي تجعل هذا القطار يتحرك أو متى ممكن أن يتعطل أو تتعطل العجلات الحديدية الصلبة. فالسائق هنا يضغط على الأزرار فقط. نفس الشيء ينطبق على قيادة السيارات.
فربما يقود إنسان سيارته عشرين سنة أو ثلاثين سنة ولكنه لا يعرف سوى القليل عن الأمور الميكانيكية لأن ذلك ليس من اختصاصه. وهو ربما لا يعلم ما هو سلامة الإطارات بشكل جيد. قد تكون لديه فكرة عامة عن إطارات السيارات ولكن ليس بشكل متعمق.
استطلاعات رأي:
أجرت شركات عالمية لصناعة الإطارات استطلاعات للرأي على السائقين في دول كثيرة في أوربا والشرق الأوسط لقياس مدى معرفتهم بقواعد سلامة إطارات مركباتهم. وأظهرت نتائج الاستطلاع بأن ما يقارب 40 % أو أكثر قليلا من المشاركين لا يفحصون إطارات مركباتهم بصورة دورية. الأمر لا يختلف كثيرا بين النسبة في أوربا أو في الشرق الأوسط.
وكشفت الاستطلاعات، التي نظمت مؤخرا ضمن حملة سلامة الإطارات والحفاظ على البيئة بأن العديد من السائقين يتجاهلون التأكد من سلامة الإطارات ويتنقلون في مركبات قد لا تكون آمنة بما فيه الكفاية.
واحد وثلاثون بالمائة من السائقين لا يفحصون إطارات مركباتهم بصورة دورية، لعدم توفر الوقت الكافي، و25 % لعدم معرفتهم كيفية القيام بهذه العملية، في حين 16 % من المشاركين لا يعتبرونها ذات أهمية.
وأظهر الاستطلاع بأن 43 % من المشاركين لا يعرفون ضغط الهواء المناسب لإطارات مركباتهم، علما بأن هذه المعلومات تتوفر في الهيكل الداخلي لباب السائق أو ضمن الكتيب الخاص بالمالك.
ولم تعرف نسبة تزيد عن 59 % بوجود صلة بين سلامة الإطارات وتوفير الوقود، إذ يساعد قيادة سيارة ذات إطارات معبأة بمستوى ضغط هواء مناسب في تقليل استهلاك الوقود، وبالتالي خفض انبعاثات ثان اكسيد الكربون والمساهمة في الحفاظ على البيئة.
وبين الاستطلاع بأن نصف المشاركين لا يعرفون بوجود مؤشر عمق قاعدة الإطار، وهي عبارة عن خطوط ناتئة صغيرة موجودة في تجويف الإطارات. ولا بد من استبدال الإطارات عندما يصبح هذا المؤشر على مستوى سطح الإطار نفسه.
تظهر نتائج الاستطلاع أيضا بأن العديد من السائقين لا يعرفون كيفية إجراء الاختبارات الضرورية للتحقق من سلامة الإطارات، علما بأن التحقق من مستوى ضغط الهواء عملية بسيطة جدا ويجب القيام بها مرة واحدة في الشهر على الأقل.
كما يجب فحص الإطارات بحثا عن أي شقوق، انتفاخات أو أجسام غريبة. فيما تساعد الصيانة الدورية أيضا في تقليل الحوادث وزيادة عمر الإطار.