قبل أن أخوض فيما أريد توضيحه سأقوم بسرد بعض الشواهد والأحداث التي حصلت خلال الاسبوع المنصرم في قطاع غزة...طفلٌ أبصر النور بعد العدوان على غزة في أواخر عام (2008) ليُسمى بإسم أخيه الذي أستشهد في ذلك العدوان
ولكن ما لبث أن لحق به في عدوان (2012)..طبيبٌ تم استدعاءه للإشراف على أحد المصابين فإذا به أبنه وقد أستُشهد طفلٌ يجلس على حافة السرير في أحد المستشفيات ينتظر ان تستيقظ أمه ظناً منه أنها على قيد الحياة أطفالاٌ يلعبون في الشارع فإذا بقذيفةٍ تبعثرهم أشلاءاً, عائلةٌ سويَ منزلها بالأرض وأستشهد أفرادها،هذه فقط بعض الوقائع التي حدثت خلال فترة العدوان ناهيك عن المصابين وحالاتهم التي قد تجعل منهم العاجز والمُقعد, والصور لقطات الفيديو التي وثقت العدوان قد تكون أبلغ من السطور.
عودةً إلى ما أود توضيحه إن من السذاجة أن يظن أحدٌ بإن غزة كانت ستسقط أو ان المقاومة كانت ستصمت فمن أعتقد ذلك فهو يفكر بذات الطريقة التي يفكر بها نتنياهو الذي أوقع نفسه في أزمة داخلية ستعصف به في مهب الريح, أنتصرت غزة وعلينا أن ننظر إلى الأمام فالنصر ليس مفاجئاً
والأن وبعد توقيع التهدئة يجب توخي الحذر وعدم تكرار أخطاء الماضي التي جعلت اسرائيل تفرض أمراً واقعاً وهذا الأمر الواقع يظهر جلياً في الضفة والقدس والتي أصبحت تعجُ بالمستوطنات رغم وجود الأتفاقيات والخطأ الجسيم الذي وقعت به تلك الاتاقيات هو بند التأجيل والذي يُصاغ في الاتفاقيات بعبارة ( يتم الاتفاق على ألية التنفيذ والتفاصيل لاحقاً أو خلال المفاوضات) وهذه العبارة هي من تجعل إسرائيل تتملص من تعهداتها،وبالعودة إلى إتفاق الهدنة والذي نص على الأتي
تقوم إسرائيل بوقف كل الأعمال العدائية في قطاع غزة برا وجرا ...تقوم الفصائل الفسلطينة بوقف كل الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاة إسرائيل بما في ذلك اطلاق الصواريخ والهجمات عبر الحدود ...فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة
يتم تناول القضايا الأخرى إذا ما تم طلب ذلك.
آلية التنفيذ:
- حصول مصر على ضمانات من كل طرف بالالتزام
- التزام كل طرف بعدم القيام بأي افعال من شأنها الخروج عن هذه التفاهمات، وفي حال وجود أي ملاحظات يتم الرجوع لمصر باعتبارها راعية للتفاهم
إن الناظر إلى بنود إتفاق التهدئة يرى وبصورةٍ واضحة بإن المقاومة قد فرضت حضورها ولكن فيما يتعلق بضانات التنفيذ إلى أي درجة ستلتزم إسرائيل بها؟ وما هو المقصود بالقضايا الأخرى؟, من المعروف أن الجانب الإسرائيلي لا يلتزم بإتفاقاته وسيلجأ بالأيام القادمة إلى ذرائع تهريب الأسلحة والأنفاق وسيتكرر عدوان إسرائيل على القطاع ولكن لا أحد يعلم متى وستقوم المقاومة أيضاً بالرد فما تم توقيعه بالأمس هو هدنة تحدثت بالخطوط العريضة لا التفاصيل.
في المرحلة القادمة ستغلق إسرائيل أبوابها وستنكفأُ على نفسها لتدرس كيفية الخروج من عنق الوجاجة لذلك يجب على الجانب الفلطسيني والعربي أن يدرس هو الأخر كيف يمنع الكيان الإسرائيلي من تكرار عدوانه فعائلات الشهداء والمصابين هم فقط من دفع الثمن ومن المؤكد أن أهالي القطاع لا يريدون فقط درء العدوان عنهم بل يسعون للعيش آمنين وغير مهددين بفقدان أعزائهم في يومٍ من الأيام بسبب أعتداءات إسرائيل, بالتالي فإن ما يجب فعله الأن هو تفعيل تقارير لجان التحقيق الدولية وعلى رأسها تقرير غولدستون الذي لو تم الضغط به منذ البداية لما قامت إسرائيل بعدوانها,إضافةً إلى ذلك لابد من وضع حدٍ للأنقسام الداخلي الفلسطيني الذي يزيد القضية الفلسطينية تعقيداً.
خلاصة القول هي أن أنتصار غزة ليس بالمفاجأة وأن ما يجب فعله الأن هو الحيلولة دون تِكرار العدوان وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب في غزة فأهالي الشهداء الذين هم الأكثر ألما الأن على فِراق أعزائهمً لا يكفيهم إتفاق التهدئة الذي قد تنسفه إسرائيل في أي لحظة.