الدولة الفلسطينية
بلورة المشروع
يظهر ان العالم كلّه اتخذ توجّها بإنهاء القضيّة الفلسطينية بحل توافقي يرضي غالبية المعنيين يالقضية على ان تكون اهم عناصره انشاء دولة فلسطينية وحل مشكلة اللاجئين وتدويل القدس القديمة وتهويد دولة اسرائيل وتنظيم العلاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية في منطقة الشرق الاوسط الكبير .
واهم المراحل العملية لذلك الحل هو الحرب على العراق وتدميره ارضا ومقدّراتا وإنسانا نتيجة تلك الحرب واعدام الرئيس صدام حسين وثانيها التأثير على القاعدة ومقتل الشيخ اسامه بن لادن وثالثها الحرب على لبنان عام 2006 وبعدها الحرب على غزّة عام 2008 وكلا الحربين لم تكن كما قّدّر لهما بل اثبتتا عدم القدرة لدى اسرائيل بفرض حل في المنطقة بالقوّة ورابع تلك الخطوات هي الربيع العربي واستغلال نتائجها قدر الامكان لبلورة ذلك الحل ولعل التوافد على غزّة قيل واثناء الحرب الحالية على غزّة من امير قطر وثم رئيس وزراء مصر وبعدها وزير خارجيّة تونس وخلال يومين سيزور وفد عربي كبير برئاسة نبيل العربي امين الجامعة العربية لغزّة .
وتعتبر هذه الزيارات بمثابة اعتراف بقيادة حماس وتكريسا لها كزعيم للدولة الفلسطينيّة في غزّة العزّة وتعتبر حماس ان كلّ الشهداء هم بنيان الدولة العتيدة القادمة كما ان هذه الزيارات رسالة للرئيس مجمود عبّاس بان زعامته تنتهي فعليا بعد تقديمه طلب اعتماد الدولة الفلسطينيّة كمراقب قي الامم المتحدة على ان يتم ضم الضفّة الغربية للاردن لتستوعب من يريد من اللاجئين الفلسطينيين مع وجود شروط وتحفّظات اردنية لكي لا يؤثّر عدد سكان الضفّة الغربيّة على ديموغرافيّة المملكة الاردنية الهاشميّة مع اعطاء الفرصة لمن يريد ان يسكن في غزّة ويحصل على الجنسية الفلسطينيّة .
وحيث ان كل حل له معارضون فمن المتوقّع ان تكون لاسرائيل تحفّظات منها حق بناء الهيكل في احد اطراف المسجد الاقصى او ان تقوم بهدم المسجد وكذلك ان يكون لها حق في استغلال المياه الجوفية في الضفة الغربية او نتفيذ قناة الابيض الميّت وتحلية المياه وقوات مراقبة اسرائيلية على الحدود مع الاردن وكذلك الحق بمراقبة اي اسلحة تدخل فلسطين عبر ميناء غزّة وحيث من المعروف عن اليهود عدم التزامهم بعهود او مواثيق وان المقاومة التي ابدتها حماس وصواريخها التي وصلت القدس وتل ابيب هي رسالة موجّهة للمجتمع الاسرائيلي مفادها ان القبّة الفولاذيّة لم تقي جميع الاسرائيليين من الصواريخ الفلسطينية بشكل مطلق.
ولكن الذي يبعث على الخوف تصريح نتنياهو ان حماس ليست مسلمة لانها ضربت القدس يالصواريخ على حدّ زعمه وهل في ذلك تلميح ان اسرائيل سندمر الاقصى بحجّة ان صواريخ حماس سقطت بالخطأ على المسجد .
وعلى صعيد اخر فكأن المتنفّذين في سلطة رام الله والذين لم يحصلوا على شيئ اضافة لما استطاع المرحوم ابو عمّار من تحصيلة من اسرائيل ودفع حياته ثمنا لذلك وبالتالي لا يستطيعون التجمّل على فلسطينيّي الضفة فاقتصادهم تدهورواحوالهم ساءت مع ايام الرئيس عبّاس بالرغم من تعلّقهم بالهويّة الفلسطينيّة وحلم الدولة التي لم ترى النور حتّى الان .
فكما ان الصهاينة لم ينجحوا بتحقيق حلمهم من الفرات للنيل بالكامل فان الفلسطينيون فقدوا معظم اراضي وطنهم لانهم كانوا يصفقون بيد واجدة وباصابع اقل من خمسة وباقي الاصابع اصابها الفسوق والخيانة .
ويعتبر الفلسطينيون ان الانكليز والامم المتحدة وجامعة الدول العربية شركاء في نكباتهم وضياع اراضيهم اضافة الى الخونة والعملاء من بني جلدتهم الذين سهّلوا لليهود التغلغل في فلسطين وباعوهم اراضي البلد .
والذي يبدوا ان مخطط انهاء القضيّة الفلسطينيّة ابتدأ التفكير به منذ حرب تشرين عام 1973 وثمّ زيارة السادات وتشتيت المنظمات الفدائية بدول مختلفة وما تبعها من اتفاقات اوسلو وكامب ديفيد وواي ريفر وغيرها من اتفاقيّات حتى خرج الفلسطينيون من ساحات العمل الاسرائيليّة واكتوا بنار السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة .
وقد اقتربت نتائج المعركة الحالية بين حماس واسرائيل بالدخول بالتهدئة بتوقّف القتال وقد اقتنعت اسرائيل انها قتلت اثنين من قادة حماس وبعض الفلسطينيين بينما اقتنعت حماس بانها اصبحت تمثل رقما صعبا في المنطقة بعد ان وصلت صواريخها الى تل ابيب والقدس وقتلت اسرائيليين وفزع من صواريخها المواطنين والمسؤولين الاسرائيليين واختبئوا في الملاجئ كما اعترف بها معظم الدول العربية وتركيا وايران من دول المنطقة الاسلامية واصبحت مصر قائدا وشعبا يلعبون دورا رئيسيّا في القضيّة الغزّيّة التي ستشكّل بنية الدولة الفلسطينيّة و تكوين الشرق الاوسط الكبير والذي يبدوا انّه سيكون جاهزا قبل انتهاء فترة حكم الرئيس اوباما الثانية نهاية عام 2016 .
وعليه سيكون هناك حكومات جديدة في المنطقة في اسرائيل والاردن وغزّة ورام الله وسوريا ومصر والعراق ولبنان كما سيكون هناك حكومات جديدة في تركيا وايران في فترة قريبة .
ان تلك السيناريوهات لن يستطيع منعها إلاّ شعب عربي يؤمن بالله مخلّصا ووكيلا وشعب فلسطيني موحّد مخلص لارضه وفي انتظار ما هو قادم ندعو الله ان يحمي الاردن ارضا وشعبا وقيادة من كل مكروه يتمناه اعدائها ويخطّطون لذلك واولهم اسرائيل والصهاينة .
ا﴿عَمَّ يَتَسَاءلُونَ / عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ / الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ / كَلَّا سَيَعْلَمُونَ / ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾صدق الله العظيم.