هذا السؤال يحيرني منذ أمد بعيد وقد أثارني نقاش قبل أيام مع صديق لي يرى ان المشاركة في الحركات هي حكر على الأردنيين من أصل أردني فقط وقد رددت عليه بالجواب المناسب في حينها ، فالأسباب التي تسببت في خروج الحراكات السلمية منذ بداية العام الماضي على ما اظن هي نفس الأسباب عند كل الموطنين ، ولا يوجد سبب يمنع ابن المخيم من المشاركة فيها إلا إذا شعر انه ليس اردني وهذا مردود عليه فهو مواطن أردني له كامل الحقوق والواجبات مؤكدا على أن أبناء المخيمات جزء أصيل من نسيج المجتمع.
والمطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين واسترجاع الأموال المنهوبة وتأميم شركات الفوسفات والبوتاس وغيره مما اعلم أو لا اعلم هي مطلب كل أردني منتمي لوطنه الأردن ،كما ان رفع الأسعار والغلاء الفاحش في الأسواق يعود على المواطنين كافة من شتى الأصول والمنابت فجرة الغاز بعشرة دنانير سواء في الرابية أو في مخيم سوف .
قد يقول البعض أن للأردني من أصل فلسطيني هموم تكفيه لأجيال قادمة وانأ أقول أيضا الأردني له نفس الهموم وأولها القضية الفلسطينية ، كما أن الفلسطيني في الأردن يجب أن يكون واعيا لدوره في عملية الإصلاح في بلده الأردن.
ولكن هناك من يزعم بان أبناء المخيمات ليس لهم دور في هذا الحراك ويعتبرونه شانا أردنيا بحتا وليس لهم فيه ناقة ولا بعير ، أقول لهم واغلبهم من وجهاء وسياسيين ونواب المخيمات ويتبعهم المخاتير كفوا أيديكم عن أبناء المخيمات فليعبروا عن وجهة نظرهم فالهم واحد وهو هم الأردن بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .
وبصراحة من أهم الأسباب التي وجدتها تمنع أبناء المخيمات عن المشاركة في الحراكات هو تخويف هؤلاء الوجهاء الذين ذكرتهم سابقا من الحركة الاسلامية خوفا على مناصبهم التي اكتسبوها بالوراثة وان الحركة الاسلامية لها اجندات خاصة وللعلم فالحكومات السابق كان لها باعا طويلا في إيصال هذه الفكرة للناس ، ولكن ليكن لهم أجندات خاصة وخاصة وأنها لحماية وإصلاح الوطن
اليس من حق الحركة الاسلامية كحزب تشكيل حكومة ولكنهم أي الوجهاء وممن على شاكلتهم لا يريدون ذلك لان مصالحهم قد تتأثر فهم لا يريدون الإصلاح صدقوني انهم لا يريدون الاصلاح فالبقاء على مقاعد الوجاهة هو اهم من اصلاح الوطن الاردني
سب آخر أراه تافها بكل المقاييس وهو نظرة بعض أبناء المخيمات انهم لو شاركوا لبرز تيار أردني متطرف قد يلعب دورا في تأجيج مشاعر الأردنيين ضدهم أقول لهم هذا كلام أكل الدهر عليه وشرب وقد ولى منذ زمن بعيد
والبعض الآخر يتعلل بان ابن القرية له سندا ودعما من عشيرته وهذا خطأ فالكثير من العشائر أبنائها مختلفون حول الحراكات ، كما أن ابن المخيم له عشيرة فالخوف من ماذا لم يبقى شيء نخاف عليه سوى أردننا الغالي
للعلم الكثير من أبناء المخيمات ينضوون تحت راية بعض الحراكات ولكن كما يقول المثل ( على السكيت ) لماذا ؟؟ لم نعرفكم هكذا لقد كنتم اصحاب نضج سياسي مبكر ، فإلى متى تبقون هكذا ففلسطين التي تتعذرون بها لا نرى منكم فعلا تجاهها فها هي تقتل وتذبح في غزة وانتم متسمرون أمام التلفاز لإحصاء عدد الشهداء والجرحى، أهذه هي وظيفتكم !!!
انهضوا وشاركوا إخوانكم في الدين وفي المواطنة للقضاء على الفساد والمفسدين ولن يلومكم احد فالكأس المر الذي نشربه هو ذات الكأس ،قد يقول قائل وما دخل هذا الرجل يؤجج الناس على الخروج للحراكات ، أقول لمن يقولون ذلك ،أنا شخصيا ولدت على ارض الأردن منذ سبعة وأربعين عاما وغيري من أبناء جيلي الكثيرين فبالله عليكم كيف لا أحب تراب هذا الوطن وصلاحه ، وأزيدكم من الشعر بيت لقد عشت سبع سنوات في السعودية كنت انتظر إجازة نهاية العام على أحر من الجمر شوقا ولهفة لملامسة تراب الأردن ،فكيف بي الآن أهمش نفسي عما يجري في بلدي من أحداث وظروف صعبة فلو كنت كذلك لكنت مواطنا سلبيا ووطننا الأردن بحاجة للمواطن الايجابي الفاعل .
وأشهد الله على ما أقول
ماجد عبد العزيز غانم
[email protected]