أصبحت فصيلة وحيد القرن الأبيض الشمالي منقرضة فعلياً منذ نحو خمس سنوات، ولم يعد متبقياً منها على قيد الحياة سوى اثنتين من الإناث.
ويخوض فريق من العلماء سباقاً محموماً مع الزمن لإعادة هذه الفصيلة إلى الحياة مجدداً، من خلال عدد من المشروعات البحثية في إطار مبادرة دولية تعرف باسم «بيو ريسكيو».
وفي إطار المساعي المطروحة لإنقاذ وحيد القرن الأبيض الشمالي، جمع الفريق البحثي مجموعة من البويضات من إحدى الأنثيين اللتين ما زالتا على قيد الحياة، وهي تعيش في محمية «أول بيجيتا» الكينية، بغية تخصيبها بواسطة حيوانات منوية مجمدة كان قد تم استخلاصها من بعض ذكور هذه الفصيلة قبل نفوقها.
وتقول الباحثتان روث أبلتانت، وريتا سوسا، المختصتان في علوم الحيوان والطب البيطري في جامعة أنتويرب البلجيكية، إن المشكلة في هذا المسعى هي أن الأنثيين المتبقيتين من وحيد القرن الأبيض الشمالي، لم تعودا قادرتين على الإنجاب، وبالتالي كان من الضروري أن يبحث الفريق البحثي عن أم بديلة لحمل البويضات المخصبة لإتمام الحمل.
وأضافت الباحثتان أن أنسب أم بديلة في هذه الحالة كانت أنثى وحيد قرن أبيض جنوبي، غير أن هذه المهمة لم تكن سهلة من الناحية العلمية. وتجددت الآمال في نجاح التجربة في مايو الماضي، بعدما تم العثور على اثنتين من إناث وحيد القرن الأبيض الجنوبي تصلحان للقيام بدور الأم البديلة وحمل البويضات المخصبة طوال مراحل الحمل، وصولاً إلى إنجاب أول وحيد قرن أبيض شمالي يتم تخليقه داخل المختبرات العلمية.