أجمعت دور الإفتاء الإسلامية على أن التدخين يفسد الصوم ويوجب القضاء.
وقالت دار الإفتاء المصرية إن التدخين مع كونه عادة سيئة محرمة تضر بصحة الإنسان، فهو أيضا مُفْسِدٌ للصوم موجبٌ للقضاء.
وبررت دار الإفتاء ذلك بقولها: "الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف فيصير جِرْمًا داخل جوف الإنسان بتجاوزه الحلقوم".
فإذا كان علماء المسلمين قد اتفقوا على أن التدخين يفسد الصوم، فماذا عمن يشم رائحة السجائر دون قصد، كمن يمر أمام مدخن في المنزل أو وسائل المواصلات أو الشارع، هل سيفسد صومه هو الآخر؟ أم له حكم مختلف؟
حكمه يختلف عن التدخين يقول الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر الشريف، إن على الصائم أن يبتعد قدر المستطاع من المدخنين والدخان وقت الصيام؛ لأنها قد تصيبه بتعب في الصدر وضيق في التنفس.
ويضيف سليمان، أن الصائم لو شمها غصبا عنه فلا شيء عليه، بعكس من يدخنها فإنها تفسد صومه.
لا تدخل الجوف ويوضح المفكر الإسلامي الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، إنه إذا شم الصائم دخان سجائر يدخنها غيره فلا إثم عليه ولا إفساد لصومه.
ويكشف هندي، في تصريح ، سبب اختلاف حكم المدخن عن غير المدخن بأن التدخين السلبي لا يدخل الجوف، فهو هواء مثل الهواء الملوث، عكس ما يحدث عند من يقوم بالتدخين بنفسه فيدخل الدخان إلى جوفه.
لا يفسد الصوم ويوافقهما الدكتور سامي العسالة، مدير إدارة التفتيش الديني بوزارة الأوقاف المصرية سابقًا، والذي يؤكد أن السجائر تفسد الصوم لمن يقوم بالتدخين، لكنها لا تفسد الصوم للمدخن السلبي.
ويضيف العسالة، في تصريح، أن من يشرب السجائر يشربها عن طريق الفم، ومن يستنشقها يستنشقها عن طريق الأنف، فالأخير صيامه صحيح ولا يفسد صومه.