أثارت عدة فتاوى دينية لجماعات سلفية في مصر ردود فعل متباينة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من أبرز تلك الفتوى المثيرة للجدل فتوى رئيس حزب النور السلفي السابق.
وأضاف الداعية السلفي يونس مخيون في فتواه على حسابه بموقع "فيسبوك": "مشاهدة الكرة إهدار الوقت والعمر والسنين وفيها قلب للموازين وخلط للمفاهيم وصرف الناس عما ينفعهم في الدارين... كم من الساعات يضيعها الناس في مشاهدة المباريات".
وأضاف : "أنا لست ضد الرياضة إذا كانت هدف بناء الأجساد أما مشاهدة كرة القدم ففيها تضييع للوقت.. عندما تشاهد 22 لاعبا يجرون وراء كرة منفوخة. وفيها أيضا قلب للموازين، لأنك ترفع شخصا ربما هو في أسفل سافلين نتيجة لكفره او فسقه او انحرافه... أنت ترفع قدره وتجعله نجما وعلما ومشهورا وهذه مشكلة كبيرة.. وأيضا الاقتداء بشخص عدو للدين مثل ميسي وهو موال لليهود، ومثل رونالدو الذي أنجب بدون زواج... هؤلاء لا يجب أن يكونوا قدوة.. أما خلط المفاهيم فهي مسألة الولاء والبراء، فنحن كمسلمين الولاء لنا للرسول وعباده الصالحين لكن الكرة تجعل الموالاة والحب والبغض ليس على أساس الدين والعقيدة لكن على أساس الكرة... كما أن أعداء الإسلام استغلوا الكرة لصرف الأمة عن أهدافها الكبرى ومشاكلها الحقيقية".
وفي السياق ذاته رحب أنصار مخيون من الجماعات السلفية بهذه الفتوى.
وعقب إثارة الجدل في مصر بسبب فتوى الداعية المتشدد، نقل موقع إلكتروني تابع للسلفيين عن المتحدث باسم الدعوة السلفية، عبدالمنعم الشحات، قوله: لعب الكرة مباح ولكن احذروا ما يترتب على المشاهدة" مستشهدا بفتوى سابقة للداعية المصري الشهير، محمد متولي الشعراوي، قالت إن من يمارسون الرياضة هم لاعبو كرة القدم وليس الناس الذين يتابعونهم، وينبغي عدم إضاعة الوقت.
وردا على ذلك، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لمشاهدة مباريات كرة القدم، لافتة إلى أنها أحد الألعاب الرياضية وأن الرياضة شيء معتبر في الإسلام.
وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صالة التحرير"، تحدث أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خالد عمران، حول حكم مشاهدة مباريات كرة القدم، موضحا أنها "أحد الألعاب الرياضية والرياضة شيء معتبر في الإسلام، لدرجة أن النبي مارس الرياضة مع أصحابه وزوجته عائشة".
وأشار إلى أن "الكرة لها اتحاد ومعتمدة كشأن رياضي يقوي الجسد والعقل"، مؤكدا أن "كرة القدم ليست حراما وإنما بها إفادة وتسهم في التعرف على الثقافات الأخرى".
وشدد على أنه "لا يملك أحد الحكم على أحد من خلق الله مثل اللاعبين بأنهم أسفل السافلين"، مضيفا أن "من يريد النجاح في أي مجال من مجالات الحياة عليه النظر إلى قصص الناجحين وهذا لا يؤثر على تدينهم" .
الجدير بالذكر، أن حزب النور حزب سياسي مصري له مرجعية إسلامية سلفية، كان قد تأسس عقب الاحتجاجات العارمة التي وقعت في 25 يناير 2011.