سبب تعظيم يوم الإثنين من كل أسبوع، عنه قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن سبب تعظيم يوم الإثنين من كل أسبوع ، إن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل العوالم وهو يختار منها ما يريد له التعظيم والإجلال ، وقد جعل من بين الأزمان أزمانا مباركة .
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن سبب تعظيم يوم الإثنين من كل أسبوع، أنه ورد عنه صلى الله عليه وسلم : «سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ، قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ»، كما ورد عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين والخميس، فسألته؟ فقال: "إن الأعمال تعرض يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"، صحيح : فتح الباري (4 / 278)، منوهًا بأنه يعتقد المؤمن أن للزمان والمكان والأشخاص والأشياء حرمة، وهو يراعيها في تعامله معها.
وأضاف أن المؤمن يدرك أن الله جعل من بين الأزمان أزمانا مباركة وأعلى قدرها، كما جعل من بين الأماكن أماكن مباركة، ومن بين الأحوال أحوالا مباركة، وجعل من بين الأشخاص أشخاصا مباركة، وجعل من بين الأشياء أشياء مباركة، وذلك لأن الله سبحانه هو خالق كل هذه العوالم وهو يختار منها ما يريد له التعظيم والإجلال.
واستشهد بما قال تعالى : ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ الآية 68 من سورة القصص ، منوهًا بأن من تعظيم المؤمن للأزمان التي اختارها ربنا وباركها، تراه يعظم الأشهر الحرم وشهر رمضان من السنة، وذلك لقول الله تعالى : ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ الآية 36 من سورة التوبة.
وتابع: فكان التأكيد على حرمة ظلم النفس في هذه الأشهر خاصة بيان لعظيم قدرها عند خالقها سبحانه ومن ثم عظمها المؤمن، ووتراه يعظم شهر رمضان، وذلك لقول ربنا سبحانه وتعالى : ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ الآية 185 من سورة البقرة .
وأشار إلى أن من الأيام تراه يعظم يوم الجمعة من كل أسبوع، قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ الآية 9 من سورة الجمعة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة» [رواه مسلم في صحيحه].
ولفت إلى أنه كذلك يعظم يوم عرفة، وعاشوراء من السنة وسئل صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم عرفة، فقال : يكفر السنة الماضية، والباقية. قال : وسئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال : يكفر السنة الماضية» [رواه مسلم في صحيحه].