في تصريح لرئيس سابق للجنة نيابية حول تقاعد رؤساء الحكومات ووزرائهم حيث قال إن 1500 متقاعد بمعدل راتب 3000 دينار شهريا يكلّف الدولة اربعة ملايين ونصف المليون دينار اي يكلف الميزانية الاردنية المنهكة اربعة وخمسين مليونا اي ان كل مواطن اردني مهما كان عمره يوم او ستون عاما اقل او اكبر يدفع تسعة دنانير فهل هي ضريبة يدفعها الصغير والكبير والمُقمّط بالسرير لاصحاب الدولة والمعالي لكي يوفّر لهم رغد العيش بينما الشعب يعاني ولا يستطيع توفير لقمة العيش والحليب لاطفاله هذا غير ما يدفعه المواطن لسداد الغلو في رواتب الأمناء والمدراء العامّون والمستشارون وامثالهم !!!!!!!!
هل هذا هو عدل السماء ام اوامر الاقوياء ام لعنة الآباء ام هو سطر في موت الشرفاء ام هي طريقة لفرض شريعة الغاب بين افراد المجتمع الواحد ام هي طريق لإحياء طبقة النبلاء وما تحويه من عبيد واسياد تمشي في طريق الحرير بينما العبيد لهم الحاويات وفتات المقامرين على كرامته ووجوده .
دولة الرئيس يقول بما معناه انه بات حل واحد وهو رفع الدعم خاصة عن الوقود وذلك برفع الاسعار اليس من الاولى رفع النفقات الباهظة من على رؤوس الاردنيين والتي تصب في جيوب الوزراء وكبار المسؤولين حسب القوانين والتعليمات والتشريعات السارية وكذلك تلك التي تصبُّ في جيوب الفاسدين الذين ما زالوا يأكلون الاخضر واليابس اضافة لأكل حقوق الاردنيون المغلوب على امرهم هل حل رفع الاسعار عل.
المواطن المسكين بات هو الحل الامثل الذي تستطيع الحكومة عليه اوليس لديها حلولا غير جيب المواطن او المساعدات الخارجية والمنح الدولية هل هي الادارة الحديثة لادارة الحكومات والازمات والنفقات والموازنات التي تُحل فقط بالديون والمديونيّات فنحن لسنا اليونان ولا البرتغال ولا إسبانيا كما اننا لسنا الموزمبيق ولا الصومال ولا موريتانيا .
نحن الاردن بقيادة هاشمية شريفة تريد العدالة والمساواة لجميع الاردنيون لا فرق بين احد وآخر إلاّ بما يُقدّم من اخلاص وعمل صادق وجهد للوطن والمواطنين فما بال الحكومات تتجنّى على المواطنين بقرارات وتعليمات لا يستطيع تحمّلها والتكيّف معها .
وحجّة الحكومات انها تعلم الضغوط المحلية والاقليمية والدولية التي يواجهها الاردن ونحن لا نعلم لاننا في كوكب اخر تحت الارض ونحن كذلك نعلم الظروف التي نمر بها من فقر وسوء تخطيط وتخبّط في القرارات ونقول بان الحكومة لا تعلم لانها في كوكب اخر فوق السحاب كيف لا إذا كان الوزير يأخذ كل شهر ما يقارب من خمسة الاف دولار اكثر مما يأخذه .
رئيس دولة في جهة ما فما الذي يجعله يشعر بجوع الشعب قد يرد احدهم ويقول ليس كل شيئ فلوس واقول نعم كل شيئ فلوس فلو جرّب وزير قبل ان يغوص في النعم وكان فقيرا ومرض طفل له فهل يستطيع معالجته ولو في مستشفيات الحكومة بغير فلوس بينما وهو وزير مستعد لمعالجته خارج البلد مهما بلغت التكاليف وعلى حصاب الحكومة .
والمواطن الذي لايستطيع معالجة اطفاله في مستشفيات الدولة اليس هذا مثلا بأنّ الفلوس هي كل شيئ في حال غياب العدالة والمساواة والاخلاص والانتماء للبلد ولولا إعفاءات الديوان ومكرمات جلالة الملك في طبابة المجتمع لقضى اناس كثيرون من المرض والجوع والبرد فماذا فعلت الحكومات غير التفكير في تشليح المواطن وتجويعه برفع اسعار المواد التي لا يستطيع شرائها بالسعر الحالي.
وهذا يذكرني بشريك لي قديما اثبت المحكّم بيننا انه يبقى لي في ذمّة شريكي مبالغ من المال وعندما طالبته عن طريق صديق قال له بدل ان يطالبني بما له يجب عليه ان يطالب بالديون شبه المعدومة التي لنا بذمّة الزباين ولم يدفع ما عليه حتى الان وها هي حكوماتنا العتيدة تعمل على نفس المبدأ وهو ان على المواطنين ان يتعلموا الجوع والترشيد في الاكل والشرب والكلام قبل ان يطالبوا بعدم رفع الدعم والاسعار وإعادة الفلوس من الفاسدين .
انا لا اتكلّم عن هذه الحكومة فحتّى الان لم ناكل من خيرها كما لم نكتوي بنارها والمستقبل هو الاجدر بتعريفنا ما هي مع كل الاحترام والتقدير لرئيسها بتاريخه الوطني المشهود له ...حمى الله الاردن وطنا وشعبا وقيادة من كلّ مكروه .