لقد بات الأمر واضحا وجليَّا للقاصي والداني، بل بات الأمر واضحا وجليَّا للعالم أجمع بأن عصابة الأسد في سوريا تقوم بشن حرب إبادة، بكل ما في الكلمة من معنى، حرب إبادة دموية ضد شعب سوري أعزل، تقصفه في منازله وهو نائم هو وأطفاله، وذلك باستخدام الطائرات المقاتلة من طراز ميغ، روسية الصنع، وتستخدم ضده مروحيات حربية لترميه ببراميل مملوءة بالأطنان من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، إذ تزن القنبلة الواحدة منها ربع طن، وتكفي لتدمير عمارة من خمسة طوابق على رؤوس ساكنيا.
ولو افترضنا أن الطابق الواحد مكونا من أربع شقق فقط، فإن العمارة ذات الخمسة طوابق تكون مؤلفة من عشرين شقة، ومفترضين أن الشقة الواحدة تسكنها عائلة من خمسة أفراد، فإنه يكون في العمارة الواحدة مائة شخص على أقل تقدير، وهذه القنبلة المعبأة على شكل برميل، قادرة على خسف وتدمير هذه العمارة، والقضاء على من فيها، ماية كانوا أو أكثر، هم وزوارهم وضيوفهم من المشردين مثلهم، إن جلبهم حظهم العاثر فالتجأوا في تلك العمارة صدفة.
إنها حرب إبادة تشنها عصابة الأسد المهترئة باستخدام المقاتلات وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، ضد أناس أبرياء مدنيين، ضد شعب أعزل ثار ثورة سلمية طلبا للحرية وللتخلص من نير القمع والظلم والاستبداد. حرب إبادة تشنها عصابة الأسد بالاشتراك مع الظلمة من المرتزقة من حزب الله اللبناني ومن طرف نوري المالكي العراقي، ومن طرف ملالي قم وطهران، يشنون حرب إبادة ضد الشعب السوري الأعزل جهارا نهارا، وعلى المكشوف وبشكل معلن، وأمام أعين كل العالم النائم.
ترى ألا يخجل هؤلاء الطيارين من عصابة الأسد من أنفسهم أو من عقيدتهم، إن وُجِدت، وهم يقصفون بطائراتهم طوابير من الناس، من الشيوخ والأطفال اصطفوا أمام المخابز بانتظار رغيف الخبز؟! ألا يخشون ربهم الذي خلقهم هؤلاء الطيارين وهو يطلقون صواريخهم ضد مخابز تحاول تأمين لقمة العيش لعائلات وأطفال جوعى تقطعت بها السبل في أنحاء البلاد.؟!
فمصادر إغاثة اللاجئين السوريين تفيد بأن هناك ملايين النازحين مشردين داخل أنحاء سوريا، ومنهم من التجأ إلى الكهوف ومنهم من افترش العراء، ومنهم من التجأ إلى مدارس خَرِبَة أوهجرها العلم وغادرتها عملية التعلم، لكن طائرات الأسد وقذائفه ما فتئت تلاحقهم في كل مكان. أَوَليست هذه حرب إبادة تقشعر لها الأبدان يا ترى؟!
كما أن اللاجئين السوريين الذين فروا بجلودهم إلى دول الجوار يواجهون أيضا مصاعب شتى، وليس أقلها حر الصيف في وقت مضى وبرد الشتاء في قادم الليالي والأيام، في مناخات الصحاري الأردنية، كما هو حال مخيم الزعتري أو في المرتفعات والأراضي التركية المكشوفة على الحدود الشمالية لسوريا.
عصابة الأسد ومرتزقة حزب الله ومرتزقة المالكي ومرتزقة ملالي قم وطهران، كلهم ملعونون على مدى التاريخ من رب العرش العظيم، وكلهم ملعون من عباد الرحمن، من إنسه وجِنِّه، وذلك لأنهم يعيثون في الأرض فسادا، ويقتلون الشيوخ والنساء والأطفال، والعالم كله يراقب بصمت عجيب رهيب، وهو، أي ما يسمى بالمجتمع الدولي، لم يعد كسالف العهد حتى يدين أو يشجب أو يستنكر، ألا تبا لك أيها الضميرالعالمي، ما لم تستيقظ، حتى ولو كان استيقاظك متأخرا في أواخر هذا العام، أي بعد انتهاء الولايات المتحدة من الانتخابات الرئاسية المزمعة في السادس من نوفمبر الجاري.
أيها المجتمع الدولي، هل لديك بقايا ضمير؟ إذاً لما هو نائم سابت ولا يستيقظ على أصوات الثكالى وصرخات الأطفال الرضَّع الجياع في كل أنحاء سوريا؟! أيها المجتمع الدولي، استيقظ قبل فوات الأوان. أيتها الشعوب العربية والإسلامية والعالمية: ألا هيا فانتفضي وتظاهري غاضبة في كل عواصم ومدن وبلدات الدنيا، تظاهري غاضبة ضد عصابة الأسد وضد بقية المرتزقة الذين بدؤوا حرب إبادة لا تتوقف ضد شعب سوري مدني أعزل، وبل وتعمدوا قصفه وتشريده وقتله وتدميره ممتلكاته.
إعلامي أردني مقيم في دولة قطر
[email protected]