جراءة نيوز - رأفت القبيلات يكتب ..
في الآونة الأخيرة شهدت الساحة الإعلامية نشاطاً واضحاً وكثيفاً للعديد ممن يسمون ( دخلاء الإعلام)، بات من يبحث عن شهرة او غاية وصم نفسه بمسمى ( إعلامي) دون محتوى او فكرة او موضوع او رسالة.... الهدف الكثير من اللايكات التي تتناثر في فضاء الفيسبوك.
اللافت في الأمر أن بعض أبناء المهنة ( الشرعيون) يجلسون في بيوتهم بلا عمل، وبعضٌ آخر يقاتل لكشف و لنشر الحقيقة وبلا لايكات و متابعات وبلا علم بحجم جهده وتعبه ومقدار ما يبذله، والبعض الآخر بلا رواتب ( كما حدث في إحدى الصحف العريقة)، وبعضٌ آخر يسعى لنشر الهدف الأسمى لهذه المهنة في وقتٍ بات الجميع فيه صحافياً و إعلامياً وناشطاً ومؤثراً ومشهوراً.
من درس تخصص الصحافة والاعلام، بكالوريوس، وماجستير يواجهون ضغطاً نفسياً نتيجةً لما تشهده مهنة الصحافة و الإعلام التي باتت هواية وسلماً للمتسلقين و الباحثين عن الكثير من المنافع و المكاسب الشخصية.
أذكر الدكتور صخر الخصاونة في محاضرة ( التشريعات الإعلامية) حين قال:" انت كصحافي، واجبك، هدفك، أن تببحث عن الحقيقة، وتكشفها، وتدافع عنها، وتؤمن إيماناً مطلقاً بحق المواطنين في معرفتها"
ولكن اليوم.. في ظل الإشاعات و الأخبار الزائفة، بهدف زيادة عدد المتابعين والحصول على ( ترند) حسب لغة السوشل ميديا باتت الحقيقة اول ما يتم قتله، فالضوابط و الأخلاقيات باتت في مناهج علمية يتم دراستها للحصول على درجة علمية دون ممارسة حقيقية لها على أرض الواقع ( الا في بعض المواقع و الصحف الباحة عن الحقيقة والتي تمارس الصحافة الحقيقية لا صحافة الإعلان و المشاهدات).
انا مع ما صرحت به نقابة الصحفيين بالأمس وأقتبس منه
" إن أشخاصا أطلقوا على أنفسهم عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ألقاب "اعلامي أو صحفي” بقصد كسب ثقة المتلقي بالمنشورات او الفيديوهات التي ينشرونها، معظمها معلومات غير دقيقة او منقوصة او فيديوهات وصور مفبركة، القصد منها نشر الاشاعات أو اغتيال الشخصية أو تحقيق مآرب خاصة، الامر الذي يشكل إساءة للمهنة وللنقابة، بصفتها مسؤولة عن حماية المهنة ومنتسبيها في الاردن، كما انه يشكل إساءة بالغة للزميلات والزملاء أعضاء الهيئة العامة، تمس مهنيتهم ومصداقيتهم في العمل وتعرضهم للنقد في عملهم اليومي، بعد ان أختلط الحابل بالنابل."
ونأمل كعاملين في هذه المهنة، وعلى مقاعد الدراسات العليا فيها أن يتم ضبد هذه المهنة وأن نستظل في ظل نقابة وارفةٌ ظلالها.