آخر الأخبار
  إدخال 56 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة   العيسوي ووزراء يتفقدون مشروع قصر الملك المؤسس بمعان   الملك يتوجه إلى دبي للمشاركة في مؤتمر تغير المناخ COP28   توقعات بخسارة 20 ألف وظيفة مع نهاية العام الحالي في الأردن   أجواء لطيفة في معظم المناطق اليوم   مصادر: "حماس" مستعدة لتمديد الهدنة   الحوثيون يهددون "الاحتلال" وبضربات غير متوقعة   البيت الأبيض يعلن اصراره على دعم "الاحتلال" في حربه على غزة   للمرة الثالثة .. صقور سلاح الجو الأردني ينزلون مساعدات إغاثية وعلاجية داخل قطاع غزة   الدحدوح لزوجته الشهيدة: أنتِ وطني .. طاب يومك في يوم ميلادك   الملك: المساعدات التي تصل غزة لا تغطي الاحتياجات الإغاثية على الأرض   بيان صادر عن جيش الاحتلال بشأن "الاسرى"   15 ألف أردني مهددون بالتسريح بسبب المقاطعة... ومطالبات بحمايتهم    إرادتان ملكيتان   لهذا السبب النائب صالح العرموطي يهاجم التلفزيون الاردني .. تفاصيل   صدور ارادات ملكية - أسماء   الحكومة تعلن قرب افتتاح الطريق الخلفي للعقبة   مذكرة تفاهم بين الأردن وقيرغيزستان تخص الإعفاء عن متطلبات التأشيرة    الحكومة تمهل محال تجارية ومؤسسات في العقبة 60 يوماً لدفع مستحقات مالية للبنك المركزي   العيسوي يتفقد بحضور وزير الاشغال العامه والاسكان مشروع اعادة تأهيل وترميم قصر الملك المؤسس الملك عبدالله الأول

أجراس إنذار

{clean_title}
جراءة نيوز - بلال حسن التل

أكثر من جرس إنذار قرع خلال الأيام القليلة الماضية، منها ما حدث في اجتماع الهيئة العامة لنقابة المهندسين يوم الجمعة..
فما حدث في النقابة يقدم دليلاً واضحاً على غياب لغة الحوار وآدابه وشروطه، والأهم من ذلك أنه أكد أننا نتعلم لنفك أمية الحرف ولنجد مصدر رزق، لكننا لا نتعلم لنتثقف ولنتمدن ونتحضر، وبالتالي فإننا نحمل إلى حياتنا العامة ومنها مؤسسات المجتمع الأهلي نفس طباع وسلوكيات ومفاهيم بيئاتنا الاجتماعية ومجتمعاتنا المحلية، وبعضها منغلق ومتخلف يؤمن بلغة الذراع والصراخ والشتائم، كما يحدث في حارات الكثير من البلدات والقرى، وهذا قصور في مناهج تربيتنا، انعكس غياباً تاماً للتربية الوطنية التي تنشئ المواطن الذي نريده لبناء الدولة والمجتمع العصريين، لذلك كثرت في بلدنا الألقاب العلمية وغابت عنه أخلاق العلم والمتعلمين وسلوكهم، والأخطر من ذلك أن جامعاتنا بدلاً من أن تقود مجتمعاتها المحلية وتغيرها وتطورها، إنقادت هي لهذه المجتمعات وتأثرت بها فصارت مجرد مكنات لتخريج باحثين عن العمل يظل معظمهم عاطلين عنه مما يزيد من أسباب الاحتقان والغضب الذي يجد له متنفساً مناسباً مثل مناسبة اجتماع الهيئة العامة لنقابة المهندسين، دون أن نغفل أسبابا أخرى لما حدث منها أن في النقابة فريقين أحدهما منظم والآخر يعمل بأسلوب الفزعة وبالمناسبات، ومن الطبيعي أن يفوز الفريق المنظم وتسقط التعديلات القانونية المقترحة، وليس هذا هو الخطر الحقيقي، فما هو أخطر منه أن يتمكن أي فريق منظم يعمل على أرضنا الوطنية من إحداث تغييرات أو إسقاط مشروعات أخطر من التعديلات القانونية التي كانت مقترحة في نقابة المهندسين، وهو أمر يحتاج لمنعه إلى إعادة شد عصبنا الوطني وتنظيم صفوفنا من خلال الدولة القوية القادرة، وأول ذلك أن نتمسك بالأسس والعصبيات التي قامت عليها الدولة الأردنية ومكنتها من العيش قرنا كاملا قوية معافاة.
الجرس الثاني والأشد خطراً، هو ما جرى يوم الثلاثاء الماضي في مجلس النواب والذي جاء معيباً وغير مألوف في أعرافنا البرلمانية، وقبلها أعرافنا الاجتماعية القائمة على الاحترام والمودة، وهما صفتان غابتا يوم الثلاثاء، فلم يتم احترام قبة مجلس الأمة، كما لم يتم احترام الصغير للكبير، وغابت المودة عن الجميع، فهل سبب ذلك سوء الاختيار والأسس التي يتم على أساسها هذا الاختيار، ليصل إلى القبة بعض ممن لا يستحق ذلك، ممن لا يمتلك خبرة سياسية بل وخبرة في الحياة العامة، فإذا اجتمع ذلك مع غياب لغة الحوار وأدبه وسيطرة فكر الاقصاء مع غياب العمل العام الجماعي فسنشاهد ما شهدناه يوم الثلاثاء الماضي، مما يسيء إلى صورة الأردن وسمعته، فقد لاحظنا أنه خلال دقائق معدودات خرجت عشرات الفيديوهات المركبة حول ما جرى تحت القبة، لتزيد من غضب الأردنيين ومن احتقانهم ضد مؤسساتهم الدستورية، وهو أمر طالما حذرنا منه عندما حذرنا من حرب الجيل الرابع التي تشن على الأردن من جهات بعضها معلوم وبعضها الآخر مجهول، دون ان يستمع لنا أحد، بل للأسف فإننا نقدم للطرفين أسلحة لتستخدم ضد بلدنا، الذي آن أوان أن يعود جميع أبنائه إلى رشدهم، وأن يستمعوا إلى بعضهم ويتحاوروا حواراً جاداً منتجاً حول قضاياهم وما يواجههم من تحديات.