الاردن على العهد
بقلم
اللواء م الدكتور مشهور العبادي
ان الاردن لا يزال على العهد والوعد من القضية الفلسطينية فهي قضية الاردن الأولى والمركزية في سياق العمل السياسي والدبلوماسي في كل المحافل الدولية والتاكيد على أن لا سلام دون حل عادل وشامل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحماية الشعب الفلسطيني من اعتداءات الكيان المحتل ، ودعم صمود الأهل في الضفة والقطاع على ترابهم الوطني بكل الطرق والوسائل ، جهود أردنية حقيقية على مر التاريخ لا ينكرها الا جاحد ٠
لقد تعرض الاردن للعديد من المخاطر والتحديات فيما مضى ووصلت بعضها إلى التهديد المباشر للمصالح الاردنية ، ومحاولات زعزعة أمنه واستقراره ، حيث أن حدود هذا الوطن شاسعة وتعيش في إقليم متوتر انعكس على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بشكل مباشر وأحدث مخاطر جسيمةداخل الوطن ومؤسساته، الأمر الذي دعا إلى اتخاذ خطوات وقرارات غير مسبوقة لحماية الوطن ومقدراته وحماية المواطنين وتحصين الجبهه الداخلية بما تمليه المرحلة التي يدور رحاها في هذا العالم الذي يقوم على التحالفات والمصالح واحداث الفوضى في بؤر قابلة للانفجار باي لحظه٠
ندرك ما يحصل الان في فلسطين وغزة تحديدا واقسم اننا نتألم كثيرا لما يجري من مجازر شملت البشر والشجر والحجر وكافة مرافق القطاع ومؤسساته٠
وهنا اقول ان الاردن يقوم بما يمليه حق الدم وحق الجيرة وضمن قدراته في التخفيف من أعباء الصراع القائم بإرسال المساعدات اللازمة من مستشفيات وطواقم طبية متخصصة وإنشاء مراكز علاجية في مختلف محافظات فلسطين وقطاع غزة إضافة إلى تسيير شاحنات إغاثة بعدد كبير جدا واسقاط مساعدات بالمظلات تقدر باكثر من ١١٠ عملية إنزال جوي خصوصا في شمال غزة ووسطها ولا يزال هذا العمل جاري وسيستمر بجهود ملكية دؤوبة وحكومية وجهد كبير من القطاع الخاص ونقول لهم كل الشكر والامتنان للجميع ونطلب المزيد ان شاءالله حتى تستقر الامور ٠
وهنا علينا ان ندرك بالإضافة للجهد السياسي والدبلوماسي المبذول من جلالة الملك والحكومة الاردنية هناك جهود كبيرة جدا تبذلها القوات المسلحة الاردنية بتوجيهات ملكية سامية وبإشراف مباشر من عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي في ادامة عمل المستشفيات وقوافل الإغاثة قافلة تلو الأخرى وبشكل دائم وإرسال كافة التخصصات والمستلزمات الطبية المختلفة وزيادة عدد هذه المستشفيات والمراكز الطبية في عموم فلسطين الحبيبة وغزة تحديدا٠
والمطلوب الان مزيدا من الجهد السياسي والدبلوماسي وبشكل جاد وحازم وهذا مطلوب من كل الامة العربية والإسلامية ان تتحمل مسؤولياتها في إيقاف الحرب وتقديم مزيدا من الدعم اللوجستي لقطاع غزة هاشم الجريح وانهاء هذه المعاناه ٠
ان التظاهر والتعبير عن الرأي داخل الاردن حدده الدستور على ان لا يخرج عن إطار القانون و النظام واحداث الفوضى والخنوع للمزايدين على الوطن ورموزه ٠
نحن نعيش في بلد احتضن موجات متتالية من طالبي اللجوء من شتى الاصول والمنابت من اشقائنا فتقاسمنا الغذاء والدواء والهواء وكل متطلبات العيش الكريم ولا يزال بالرغم من وضعنا الاقتصادي الصعب ٠
وعليه فقد عانى الاردن ولا يزال يعاني من الظلم ونكران الجميل وقد وصل الأمر إلى اتهام بعض رموزه بالتواطؤ والخذلان وأحيانا تعدى ذلك ٠ نحن في هذا البلد وكما قال رموزه بأنه للجميع ولهم حق التعبير وإبداء الرأي دون الإساءة والتحقير التي تصدر من هنا وهناك ٠
اخواني حافظوا عل هذا الوطن ومكتسباته وعدم العبث بمقدراته وعلينا احترام اجهزتنا الامنية المختلفة وقواتنا المسلحة الباسلة الساهره على امننا وحدودنا وعدم اضاعة وقتهم لمتابعة قضايا اكثر أهمية في محيطنا الملتهب وانتم اعلم بها وهنا اخاطب الاهل والاخوة والحكماء الكرام في بلدي الاردن العزيز ٠ ولنتعلم ولا نشمت بأحد ما جرى في العراق وسوريا واليمن وليبيا ٠٠٠الخ ٠ علينا أن لا ننساق خلف النفاق السياسي والغوغائية وتدمير الأوطان واقول الحذر الحذر فكل شى في مهب الريح اذا لم ننتبه جيدا وعدم اعطاء الفرصة للمتربصين والمحرضين على افتعال أزمة داخل الوطن من الممكن أن تفقدنا بوصلة الثبات والدفاع عن حقوق الأمة جمعاء٠
وبالنهاية ستبقى الاردن وفلسطين في قلوبنا وعيوننا وعلينا بذل مزيد من الحكمةوالعقلانية والتروي ووضع الأمور في نصابها بلا مزايده ٠
حمى الله فلسطين وشعبها الطيب الشجاع ورحم الله شهداء الأمة الأبرار اللذين هم عند ربهم أحياء يرزقون
حمى الله الاردن العظيم بلد الشهامة والرجولة وحمى شعبنا الطيب وقيادتنا الحكيمة بقيادة جلالة الملك لمواقفة الصلبه والشجاعة اتجاه قضايا الأمة المختلفة وولي عهده الأمين اللهم امين
اللواء م الدكتور
مشهور العبادي