آخر الأخبار
  الدقامسة: مطعوم كورونا ليس شرطاً للحج هذا العام وما حدث العام الماضي في موسم الحج لن يتكرر هذا العام   الدفاع المدني يخمد حريق مقهى في محافظة إربد   فلكي أردني: رؤية هلال رمضان ممكنة في 28 شباط   توضيح مهم من طقس العرب حول تساقط الثلوج نهاية الأسبوع : الفيديو قديم   تصريح حكومي حول الحد الادنى للأجور في الأردن   طقس العرب: ثلوج في معظم مناطق الأردن اعتبارًا من الخميس   ساعات الصيام في الأردن ومواقيت الصلاة   من أمانة عمان للمواطنيين .. بشأن المنخفض الجوي الحالي!   تحذير أمني حول حالة الطقس التي تشهدها المملكة!   من محافظة معان .. توجيه صادر عن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان   هام لطلبة المدارس وذويهم خلال شهر رمضان المبارك   توصية هامة بتأجيل أقساط الاردنيين لشهري شباط وآذار 2025   خلال صلاة الجمعة .. هذا ما سُرق من مصلين داخل مسجد بإربد!   جيش الاحتلال: نعد خططاً للهجوم!   توضيح حول حالة الطقس التي تشهدها المملكة   مطالبات بإعفاء رسوم "الترانزيت" بين الأردن وسورية   الجمارك توجه بالإسراع في إنجاز معاملات المواد الغذائية الرمضانية   مجلس الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقدسة   حريق في السوق المركزي بإربد والأمن يحقق   ولي العهد يؤكد دعم الأردن لجهود إعمار غزة

العمال الوافدة بين الحقوق والوجبات

{clean_title}
جراءة نيوز - محمد تيسير  يكتب .. 
ثمانية عشر عامًا هي المدة التي قضاها فتحى في مزرعة لأشجار الزيتون واللوز والكرز شمال الأردن يمتلكها أحد أبناء المنطقة، ورغم أنها مدة طويلة إلا أنها مليئة بالاستقرار والهدوء كما يقول فتحي، أختتمت تلك المدة الزمنية بعودته إلى بلده الأم بعين يملؤها الرضا والفرح بما اكتسبه.
ربما حالة فتحي (اسم مستعار) قليلة الحدوث، ومن روى لي القصة هو أحد أبناء بلده الذين يعمل حلاقًا في أحد صالونات القرية التي كانت فيها المزرعة، إذ يؤكد أن الأمر مرتبط برب العمل الذي يعمل الوافد لديه، فبعض أرباب العمل طيبون، يحفظون حقوق العامل حتى لو كان لا يمتلك تصريح عمل، ويوفرون له مسكنًا ملائمًا، ويؤمنون حاجاته الأساسية نظير عمله المتقن ورعايته العالية لممتلكات صاحب العمل.
هذا الحلاق يقدّر عاليًا تعامل صاحب العمل معه، لكنه تعامل ضمن القانون، فما يفرضه القانون يلتزم به إلا بموضوع السكن، فقد سمح له باستصلاح (السدة) الملحقة بصالون الحلاقة لتصبح غرفة نومه بشرط عدم السهر فيها من رفاقه، وأن ترتفع فاتورة الكهرباء بسبب ذلك. ذكر الحلاق هذه الأفكار في سياق مقارنته بوضع فتحي المزارع الذي أمضى ثمانية عشر عامًا في عمل واحد وعند رجل واحد.
يؤكد الحلاق أن الأمر في القرى أخف وطأة على الوافدين، إذ غالبًا ما تكون الأعمال التي تشتغل بها العمالة الوافد بعيدة نسبيًا عن الرقابة، إلا في حالات التفتيش الروتيني التي تقوم بها السلطات المختصة، أو جهات الرقابة على الصحة العامة التي تسأل عن فحوصات العاملين الطبية، لكن بالمجمل فإن بعض أصحاب العمل يخحرصون على الالتزام القانوني بما يخص العامل لأنهم غالبًا يتركون العامل أغلب الوقت وحده في مكان العمل، ويأتون لتفقده بشكل غير منتظم.
 
حالة فتحي والحلاق قد لا يمكن التعميم عليها إذ تعاني العمالة الوافدة من تحديات كثيرة تؤثر في عملها وظروف معيشتها، وتتراوح تلك المشكلات بين الوضع القانوني الذي يفرض على العامل استصدار تصريح عمل الذي تكون تكاليفه عالية، ويمر بإجراءات ومراحل تدفع العامل أحيانًا إلى عدم استخراجه مما يعرضه للاستغلال والتهديد بالترحيل، أو القبول بظروف عمل صعبة ومتدنية الأجور تصل في بعض الحالات إلى عدم دفع الأجور رغم ساعات العمل الطويلة التي يقوم بها العامل الوافد.
لا تتوقف معاناة العامل الوافد على هذا الأمر فالوضع القانوني المعقد يفرض نمطًا معينًا من المعيشة يكون في اماكن مكتظة لا تتوفر فيها بيئة صحية ويكون من الصعب تلبية الحاجات الأساسية في ظل التضخم وارتفاع الضرائب، وهذا الناحية يعاني منها العامل الوافد بالدرجة نفسها التي يعاني منها رب العمل، فتظهر المعاناة في عدم مقدرة رب العمل على توفر السكن الملائم وعدم استطاعة العامل الوافد على السكن في بيئة مناسبة.
ربما بات من الضروري التفكير بتيسير الأمور على العمالة الوافدة وفرض رقابة قانونية صارمة على بيئات العمل تحفظ حقوق الأطراف كلها، وزيادة حملات التوعية القانونية لمعرفة الحقوق والالتزامات المترتبة على العامل ورب العمل، وتعزيز شبكة حماية صحية واجتماعية لهم.