هذه إطلالة صادقة نوجه فيها التحية المصحوبة بالإجلال والإكرام لكل شهداء الثورة الشعبية السورية، كبيرهم وصغيرهم، تحية من كل الشعوب الحرة في كل أنحاء المعمورة، نوجهها إلى الثوار السوريين البواسل، ونتقدم لهم بالتهنئة على ما قدموه، وعلى ما يزالون يقدمونه في ساح الوغى ضد عصابة الطاغية الأسد، وضد كل من لف لفها، وذلك على مدار أكثر من تسعة عشر شهرا مضت، تحية إلى الشعب السوري العريق الأبي الثائر مع إطلالة عيد الأضحى المبارك لعام 1433 هجرية الموافق 2012 ميلادية.
وأما البشرى التي نزفها للأحرار في كل أنحاء العالم، فتتمثل في التقارير التي أفادت بحصول الثوار السوريين الأشاوس على أسلحة متطورة مضادة للآليات والطائرات، وهذا ما كنا نتمناه ونرجوه من المولى عز وجل، وبغض النظر عن تضارب الأنباء بشأن مصادر تلك الأسلحة.
فخلاصة القول إن الثوار السوريين باتوا مسلحين بأسلحة متطورة حرارية محمولة، يطلقونها من الكتف وتمكنهم من اصطياد بقايا الطائرات الصدئة لعصابة الأسد، وهم بذلك يكونون قد تمكنوا من مهاجمة المطارات التي تنطلق منها تلك الطائرات اللعينة، والتي ما فتئت تقصف المدن والبلدات السورية ببراميل مملوءة بالأطنان من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، وذلك كي تدمر المنازل على رؤوس ساكنيها من المدنيين والأطفال الرضا النيام.
فلننظر إلى مدى الحقد الدفين الذي تكنه عصابات الأسد وشبيحته ومرتزقته ضد مدنيين وأطفال سوريين أبرياء، صمدوا في منازلهم رغم كيد المعتدي، وأبوا إلا أن يبقوا على عهدهم مساندين للثورة الشعبية الباسلة ضد قوى الظلم والطغيان.
طوبى لكل شهداء سوريا الشعب العريق، طوبى لكل شهداء الشعب السوري الذين ترتقي أرواحهم بالمئات في كل يوم وليلة، وتالله إنه لا يسعنا القول بحقهم سوى ترديد قول المولى تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ). آل عمران.
وأما أنت أيتها الشعوب العربية الإسلامية في كل أنحاء العالم، أما آن لك تنتفضي؟ أما آن لك أن تتحركي لنجدة الشعب السوري من محنته؟ أما آن لضمائرك أن تستيقظ من سباتها؟ ألا تحشين جزاء من الله انتقاما لتركك شعبا سوريا عربيا إسلاميا إنسانيا أعزلا يواجه أعتى قوة وجبروت في العالم وحيدا على مدار ما يقرب من عامين؟ أيها الناس: إذا ما فكرتم بتناول أضاح العيد، فتذكروا أنها ممزوجة بدماء أطفال سوريا، والتي ما فتئت عصابات الأسد وشبيحته ومرتزقته تسفكها جهارا نهارا، ظلما وجورا وعدوانا. اللهم انصر الشعب السوري على عصابات الأسد وشبيحته ومرتزقه، اللهم انصر الشعب السوري على جلاديه. آمين. آمين.