اجمل ما يميز الاردن هو جمالية العيش المشترك والمحبة الأخوية الصادقه التي تجمع كافة ابنائه من مسلمين ومسيحيين في صورة غاية في الروعة والجمال قل نظيرها في دول العالم هذا العيش هو كالشجرة المعمرة التي انغرزت جذورها عميقا في الارض وفروعها تعانق السماء واوراقها جميلة نظرة دائمة الخضرة على مدى ايام السنه وثمارها طيبة المأكل سقيت من ماء طاهر غير ملوث فاضت به السماء على مدى مئات السنين حافظ عليها الاباء والاجداد وبذلوا لها الغالي والنفيس حتى تبقى شجرة التعايش منتصبة ونظره وفروعها ممتدة لتطوق بها اعناقنا وتجمعنا تحت ضلها كما تجمع الام الحنون ابنائها بالحنان والرحمه .
ولكن يبدو ان هناك البعض بدأت ايديهم تمتد الى تلك الشجرة شيئا" فشيئا" فتارة يلوثون مائها الذي تسقى منه وتارة اخرى يقطعون بعض فروعها تمهيدا للوصول الى جذورها ...لا يجوز النظر الى المسيحيين في الاردن بأنهم اقلية او حتى بعض العبارات التي نسمعها احيانا في بعض وسائل الاعلام بالطوائف او غيرها من المسميات التي تنتقص من حقنا وهويتنا العربية فجذورنا ممتدة الى مئات السنين فنحن عرب واردنيين ثم مسيحيين ثقافتنا عربية اسلامية واسمائنا عربية اسلامية خالد وعبدالله وعمر وعلاقتنا بجيراننا واخوتنا المسلمين علاقة حب ووئام وصدق لا رياء تقاسمنا الخبز والماء معا" وتشاركنا الافراح والاتراح معا".
لا تستطيع ولو للحظه ان تميز المسلم عن المسيحي ومن منكم يريد ان يتأكد من صدق كلامي فليذهب الى الكرك وبالتحديد الى قرية ادر او السماكية ليرى بأم عينيه مدى التلاحم والترابط والمحبة الاخوية الكبيرة التي تجمع بين العشائر المسيحية والاسلامية واتحدى ان يستطيع احد ان يميز ابن الحجازين عن ابن المعايطه او المجالي لا في الاسم او اللباس او لون البشره ،فهناك تداخل عجيب بين مكونات المجتمع الواحد وبصور غاية في الجمال والروعه وهذا ايضا ينطبق على باقي محافظات المملكة فالصورة واحدة والتلاحم والاخوة واحدة .
لا اريد ان ادخل في تفاصيل ما حدث في مدينتي العزيزه الفحيص واهلها الغاضبون وهذا حقهم المشروع الذي لا يستطيع من كان انكاره عليهم لان ما حصل لا يرضى به اي مواطن اردني على نفسه فكيف يرضونه على اهل الفحيص ويعتبرونه بطوله وتقف الدولة باجهزتها المختلفه وللاسف عاجزه عن القيام بأي خطوة جريئه من شأنها انهاء هذه المشكله باقل الخسائر وتجنيب البلد فتنه طائفية نحن بغنى عنها قد تؤدي لاسمح الله الى انهاء حالة العيش المشترك التي طالما تغنينا بها ونباهي بها العالم اجمع واسمحوا لي ان اقول لو كانت القضية معكوسه لكانت ردة الفعل الشعبي والرسمي غير تلك التي رأيناه.
لا يجوز بأي حال من الاحوال ان تقف الدوله هذا الموقف السلبي في مثل هكذا قضايا حساسه ويجب ان يكون لها الكلمه العليا والموقف الحازم حتى لا يشعر المواطن الاردني المسيحي انه لا حول له ولا قوة بكل بما يحصل بل يجب على الدوله ان توفر الامن والامان لكل مواطنيها دون تفرقه مهما كانت الظروف والحجج وان تساهم بالحفاظ على اموال واعراض الناس واليس هذا من اهم واجبات جهاز الامن العام .
ولكن يبدو انه عندما تواجه الدوله مشكله كهذه المشكله تتنكر لدورها وواجباتها وتقف موقف المتفرج وكأنها ليست صاحبة الولاية او ان الطرف الاخر ليس مواطنا اردنيا اصيلا" ، وهل تعرفون ما هو اصعب شيء في الحياة ان يشعر المواطن في لحظه من اللحظات انه اصبح عاجزا" عن صون عرضه وشرفه لما لهما من اهمية تصل الى درجة القدسية وخاصة في مجتمعنا الاردني العشائري وحساسيته المفرطه بسبب الموقف السلبي للحكومات في الدفاع عن مواطنيها وتعمد بعض دوائرها على سرعة اتمام اجراءات السير بتلك المعاملات على غير العاده حيث تتم جميع الاجراءات احيانا خلال ساعات معدوده وكأن الموظف في سباق مع الزمن.
عذرا" ولكن الجرح عميق والالم شديد والعتب كبير على قدر المحبة دعونا لا نفقد عيشنا المشترك وعلاقة الود والمحبة التي جمعتنا وستجمعنا الى الأبد دعونا ان لا نرى في الأخر الا الجار والأخ والصديق ورفيق الدرب والعمر وان لا تحل الفتنه والخصام محل الود والوئام فنصبح نادمين حيث لا ينفع الندم.