آخر الأخبار
  الصفدي لـ فيليب لازاريني: غزة ما تزال تواجه كارثة إنسانية نتيجة الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي   إتصال يجمع الوزير أيمن الصفدي بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان .. وهذا ما دار بينهما   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة: زخات ثلجية خلال ساعات فجر وصباح الأربعاء   النائب رائد رباع يطالب بالسماح لسيارات الإسعاف والدفاع المدني باستخدام مسرب الباص السريع   الأردن يسير قافلة مساعدات جديدة إلى سوريا   الأردن يعزي المغرب بضحايا الفيضانات   دراسة: الفرد في الأردن يهدر 81.3 كيلوغرام غذاء سنويا   الملك ووزير الخارجية الصيني يبحثان توطيد الشراكة بين البلدين   التعليم العالي: بدء تقديم طلبات القبول الموحد للطلبة الوافدين   التنمية: صرف معونة الشتاء مع مخصصات كانون الأول الحالي   الزعبي تؤكد أهمية الثقافة المؤسسية لتحقيق التميز واستدامة الأداء   المؤسسة الاستهلاكية المدنية تعلن عن عروض ترويجية واسعة   القبض على عصابة إقليمية لتهريب مخدرات و22 تاجرًا وضبط كميات كبيرة   كما ورد من النواب .. مالية الأعيان تقر مشروع قانون الموازنة   الدقيقة 11 .. رسالة وفاء من المدرجات الأردنية لـ يزن النعيمات   حسّان يستقبل مودي في المطار   الجيش يدعو مواليد 2007 لمتابعة منصة خدمة العلم تفادياً للمساءلة   الأردنيون انفقوا 1.88 مليار دولار على السياحة الخارجية في 2025   الأشغال تعلن السير بإجراءات طرح عطاءات دراسات لمشاريع في (عمرة)   الأردن .. انقلاب على الاجواء في الساعات القادمة

الحوارات يكتب : «إسرائيل» تبيع الوهم

{clean_title}
جراءة نيوز - الدكتور منذر الحوارات يكتب ..

نشأت دولة الاحتلال محفوفة بدعم دولي غير محدود مستنداً الى مقولات تاريخية مصنعة على مقاس المشروع الصهيوني ووفق هوى صانعيه، كما حظيت بدعم القوة الأعظم ورعايتها أياً يكن مسماها، وفي فترة الانتقال بين قوة وقوة اخرى تمكنت من إدارة الفراغ بطريقة سلسة، ساعدها في ذلك محيط ضعيف غير موحد ومنقسم، وفي هذه اللحظة التاريخية أعني خلال هذا العقد والعقد القادم تواجه دولة الاحتلال انكماش الدور الأمريكي وتراجع اهتمامه بالمنطقة إما بسبب انعدام الرغبة لدى الحزبين الرئيسيين بالانخراط بمزيد من الصراعات والحروب او بسبب تراجع اهمية المنطقة وبروز تحديات في أماكن أخرى من العالم، المهم ان هذه الفترة الانتقالية شديدة الاهمية والخطورة بالنسبة (لإسرائيل) وحتى لا تسقط ضحية الفراغ من جهة ولعدم ثقتها بأن القوة القادمة ستكون حاضنة لها ولمصالحها كما القوى الأخرى، إذاً فلا بد من خطة ذات ابعاد استراتيجية تعتمد على دراسة واقعية ومتأنية تمكنها من عبور المرحلة.
 
هذه الخطة ليست وليدة اللحظة إنما بدأت منذ مدة ليست بالقصيرة تعتمد على دراسة احتياجات المنطقة في المدى المنظور والمستقبلي من خلال تحليل المعطيات والمتغيرات، فقاموا بتحليل المخاطر الامنية لكل دولة وكذلك الطاقة والنقل، والتغيرات المناخية وما سينتج عنها من جفاف وهجرة وفقر وغيرها، وأعتمد في حلولها على انها الان في اوج قوتها وتقدم للمنطقة النموذج الذي يُحتذى وبناءاً على هذا المُعطى بدأت بمفاوضات سرية مع دول عربية عديدة.
 
قوام تلك المفاوضات ان اسرائيل قادرة بما تملكه من إمكانات على إخراج تلك الدول من مأزقها القادم، فبدأت بعملية طويلة الأمد لتشبيك تلك الدول معها، وبسرعة بدأنا نشهد مشاريع أنابيب للنفط تربط الخليج العربي بدولة الاحتلال، كذلك مشاريع النقل العملاقة العابرة للبحار، كما استغلت مقولة ان الطريق الى قلب امريكا يبدأ من إسرائيل في ترويج قدرتها على تبيض صفحة العديد من الدول لدى الادارة الأمريكية فيما يخص التجاوزات لحقوق الانسان وتغييب الديمقراطية.
 
كل تلك كانت أدوات إسرائيل للدخول في المرحلة الانتقالية الهلامية الناتجة عن تغير ميزان القوى العالمي وتراجع القوة الحالية، وغايتها السيطرة على المنطقة واستخدامها كواحدة من أدواتها لمفاوضة العالم على موقعها في الإقليم، فبعد قليل سيكون بيدها المياه والطاقة وأنابيب النفط، وإمكانية التدخل في إستراتيجيات دول المنطقة الأمني وخططها تجاه أعدائها، فالباب مفتوح على صراعات عديدة بين دول المنطقة وربما تكون اسرائيل هي الحكم بين تلك الدول، وهي بذلك تكون قادرة على ترويج نفسها للعالم على انها نموذج الاستقرار القادر على ضبط المنطقة لمصلحة أي سيد جديد لها بغض النظر عن مسماه مما يجعلها دولة لا غنى عنها، في غمرة ذلك ستصبح القضية الفلسطينية طي النسيان بالنسبة للكثير من العرب وسيتحول مجرد ذكرها محاولة آثمة لتعكير صفو المنطقة، لكنها ستبقى الهاجس الرئيسي لدولة الاحتلال، أما العرب فقد يكونوا أسرى لعلاقة ابتزاز مع دولة ستجعل كل مفاتيح المنطقة بيدها وعليهم كسب ودها بتقديم التنازلات عند كل منعطف مهم.