آخر الأخبار
  الجيش السوري يطلق بيانا تحذيريا بشأن "الشائعات"   المومني: قواتنا المسلحة تقوم بجهد كبير في الحفاظ على أمن الحدود مع سوريا   الملك يترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي   بدء تطويق العاصمة دمشق تمهيداً للسيطرة عليها   "ادعت إحياء الموتى وعلاج العقم" .. الحكم على مواطنة في منطقة (عين الباشا) بجرم مناجاة الأرواح   سفارة الأردن بالولايات المتحدة: نرفض هذا الافتراء بشكل قاطع !   النواب يبدأ ماراثون موازنة 2025 بخطاب وزير المالية الاثنين   احذر.. تصرف شائع يزيد من استهلاك الكهرباء في منزلك   بعد انخفاض أسعار الذهب.. تعرف على أسعار الليرة الإنجليزي والرشادي السبت   توقف العمل في المصانع العاملة داخل المنطقة الحرة الأردنية السورية   اعلان من السفارة الأمريكية في الأردن   ارتفاع على سعر البندورة في السوق المركزي.. هذا سعر الكيلو !   اعلان صادر عن مديرية الامن العام   مؤشرات لمنخفض قطبي يؤثر على الاردن   إزالة النفايات الصلبة والمخلفات البيئية ببصيرا   مطالبات بتوسيع وتنويع نشاطات سياحة المغامرات في الاردن   الاردن .. 1281 قضية عرضت على قضاة تسوية النزاع بالعنف الأسري   الأردن.. اختتام مهرجان الزيتون الوطني السبت   الأردن .. وفاتان وإصابة بحريق منزل بالمفرق   انخفاض أسعار بيع الذهب في الأردن

الحوارات يكتب : «إسرائيل» تبيع الوهم

{clean_title}
جراءة نيوز - الدكتور منذر الحوارات يكتب ..

نشأت دولة الاحتلال محفوفة بدعم دولي غير محدود مستنداً الى مقولات تاريخية مصنعة على مقاس المشروع الصهيوني ووفق هوى صانعيه، كما حظيت بدعم القوة الأعظم ورعايتها أياً يكن مسماها، وفي فترة الانتقال بين قوة وقوة اخرى تمكنت من إدارة الفراغ بطريقة سلسة، ساعدها في ذلك محيط ضعيف غير موحد ومنقسم، وفي هذه اللحظة التاريخية أعني خلال هذا العقد والعقد القادم تواجه دولة الاحتلال انكماش الدور الأمريكي وتراجع اهتمامه بالمنطقة إما بسبب انعدام الرغبة لدى الحزبين الرئيسيين بالانخراط بمزيد من الصراعات والحروب او بسبب تراجع اهمية المنطقة وبروز تحديات في أماكن أخرى من العالم، المهم ان هذه الفترة الانتقالية شديدة الاهمية والخطورة بالنسبة (لإسرائيل) وحتى لا تسقط ضحية الفراغ من جهة ولعدم ثقتها بأن القوة القادمة ستكون حاضنة لها ولمصالحها كما القوى الأخرى، إذاً فلا بد من خطة ذات ابعاد استراتيجية تعتمد على دراسة واقعية ومتأنية تمكنها من عبور المرحلة.
 
هذه الخطة ليست وليدة اللحظة إنما بدأت منذ مدة ليست بالقصيرة تعتمد على دراسة احتياجات المنطقة في المدى المنظور والمستقبلي من خلال تحليل المعطيات والمتغيرات، فقاموا بتحليل المخاطر الامنية لكل دولة وكذلك الطاقة والنقل، والتغيرات المناخية وما سينتج عنها من جفاف وهجرة وفقر وغيرها، وأعتمد في حلولها على انها الان في اوج قوتها وتقدم للمنطقة النموذج الذي يُحتذى وبناءاً على هذا المُعطى بدأت بمفاوضات سرية مع دول عربية عديدة.
 
قوام تلك المفاوضات ان اسرائيل قادرة بما تملكه من إمكانات على إخراج تلك الدول من مأزقها القادم، فبدأت بعملية طويلة الأمد لتشبيك تلك الدول معها، وبسرعة بدأنا نشهد مشاريع أنابيب للنفط تربط الخليج العربي بدولة الاحتلال، كذلك مشاريع النقل العملاقة العابرة للبحار، كما استغلت مقولة ان الطريق الى قلب امريكا يبدأ من إسرائيل في ترويج قدرتها على تبيض صفحة العديد من الدول لدى الادارة الأمريكية فيما يخص التجاوزات لحقوق الانسان وتغييب الديمقراطية.
 
كل تلك كانت أدوات إسرائيل للدخول في المرحلة الانتقالية الهلامية الناتجة عن تغير ميزان القوى العالمي وتراجع القوة الحالية، وغايتها السيطرة على المنطقة واستخدامها كواحدة من أدواتها لمفاوضة العالم على موقعها في الإقليم، فبعد قليل سيكون بيدها المياه والطاقة وأنابيب النفط، وإمكانية التدخل في إستراتيجيات دول المنطقة الأمني وخططها تجاه أعدائها، فالباب مفتوح على صراعات عديدة بين دول المنطقة وربما تكون اسرائيل هي الحكم بين تلك الدول، وهي بذلك تكون قادرة على ترويج نفسها للعالم على انها نموذج الاستقرار القادر على ضبط المنطقة لمصلحة أي سيد جديد لها بغض النظر عن مسماه مما يجعلها دولة لا غنى عنها، في غمرة ذلك ستصبح القضية الفلسطينية طي النسيان بالنسبة للكثير من العرب وسيتحول مجرد ذكرها محاولة آثمة لتعكير صفو المنطقة، لكنها ستبقى الهاجس الرئيسي لدولة الاحتلال، أما العرب فقد يكونوا أسرى لعلاقة ابتزاز مع دولة ستجعل كل مفاتيح المنطقة بيدها وعليهم كسب ودها بتقديم التنازلات عند كل منعطف مهم.