آخر الأخبار
  منخفض البحر الأحمر يؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزخات رعدية من الأمطار مساء السبت   يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته   بيان صادر عن "ميليشيا ياسر ابو شباب" حول مقتله؛ لا صحة للأنباء حول استشهاده على يد الحركة بل قُتل أثناء فضه لنزاع عشائري   وزير المياه: قطاع المياه بالأردن "ليس له مثيل عالميًا" .. و"لا يوجد أي دولة توفر خدمة المياه لمواطنيها أسبوعيًا“   بني مصطفى: التزام وطني راسخ بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة… وجمعية رعاية الطفل الخيرية نموذج تطوعي متميز في مجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة   حارس النشامى: الجماهير جعلت اللاعبين يشعرون وكأنهم في عمان   من "إدارة التنفيذ القضائي" للأردنيين .. تفاصيل   العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد بالشفاء للخلايلة والطراونة   الاردن يسترد 100 مليون دينار من خلال مكافحة الفساد   المستشار مهند الخطيب يكشف أعداد المتقديمن للبعثات والقروض للعام الجامعي 2025-2026   هذا ما ستشهده سماء المملكة غداً الجمعة   احباط محاولتي تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة بواسطة بالونات   اقتصاديون: صندوق استثمار الضمان رسخ مكانته كأحد أهم الأذرع الاستثمارية   وزير الصحة: ماضون بتنفيذ رؤى الملك لتطوير القطاع الصحي   الجمارك تحصد المركز الأول كأفضل مؤسسة حكومية على مستوى الوطن العربي   العمل: الأردن ملتزم بحماية الأطفال من أشكال الاستغلال الاقتصادي كافة   التعليم العالي ينسب بتجديد تعيين العجلوني رئيساً للبلقاء التطبيقية   المحلل السعودي عماد السالمي يحصد إشادة واسعة بعد تحليله المنصف لمباراة الأردن والإمارات   الخدمات الطبية تودع الرائد المرحوم قاسم الحراحشة   خطة لإعادة تأهيل قلعة الكرك ومقام الخضر

الجهل وكورونا والموت إختناقاً

{clean_title}
جراءة نيوز - الدكتور منذر الحوارات يكتب ..

لم تستطع البشرية على مدى عمرها أن تخمن أي أشكال الموت أكثر قسوةً من الآخر، وللهروب من الإجابة لخصوا كل الموضوع بجملة واحدة «تعددت الأسباب والموت واحد».

ذلك صحيح، لكنه أبداً لم يجٌب على التساؤل الرئيسي المتعلق بلحظة النهاية وماهية المعاناة فيها، لكن الكثير من المهتمين بهذا الأمر يجمعون بأن الاختناق هو أكثرها سوءا ومعاناةً، ففيه تستمر المعاناة مع الوعي بها حتى اللحظة الأخيرة، فماذا لو استمرت حالة الاختناق مع حالة من الوعي لمدة أسابيع؟ فأي شكل من الوجع والقهر يمكن أن يقاسيه الإنسان؟ هذا بالضبط ما يفعله فيروس كورونا، فالإصابة به تلقي داخل الرئتين بعشرات الآلاف من التكثفات تغلق التفرعات داخل الرئة على أشكالها وتجعلها غير قادرة على التقاط جرعة من الهواء، فيصاب الشخص المُبتلى بعطش شديد للأكسجين ويلهث خلفه لكن بدون جدوى، وفي النهاية تصاب الرئتان وعضلاتهما بالإجهاد والتعب فتصبحان غير قادرتين على الاستمرار، فيأتي دور الأجهزة فيختبئ وجه المريض وراء قناع يشد أزر رأسه، يحاول المسكين مقاومته لكن بلا جدوى، بعدها يسقط ضحية لحسابات الأجهزة، تالياً لذلك إما أن ينجو ويصبح رفيقاً للمعاناة لشهور لاحقة، أو يتوفاه الله وحيداً معزولاً حتى العزاء لا يستطيع الحصول عليه.

لكن، ألا يفترض أن كورونا أصبحت وراء ظهورنا بسبب توفر العديد من اللقاحات؟ ولماذا لا زلنا نعاني؟ للأسف، حينما ينتصر الجهل لا بد أن النتيجة الأكثر حتمية هي الهزيمة، نعم هُزمنا في المعركة بسببه، فثُلة قليلة من المأفونين بوهم الأنا ونرجسية أننا مركز الكون وأن العالم يُكرس جُل وقته للتآمر علينا، ساقوا من الأحاجيج والترهات التي لا ترقى إلى مستوى أن يجشم أي شخص عاقل نفسه عناء الاستماع اليها، لكنهم بها قادوا المجتمع، فشنوا حرباً شعواء على اللقاحات وعلى العلم، ولأنهم وجدوا الأرض الخصبة في أذهان مستمعيهم فغرسوا فيها أفكارهم الجاهلة والشريرة وتمكنوا فعلاً لا قولاً من جعل 65٪ من المجتمع يعزفون عن تلقي اللقاح، بينما الدولة والأطباء والإعلام والمثقفون لم يستطيعوا إقناع سوى 35٪ من الحجم الكلي للمجتمع رغم استخدام أدوات الدولة التهديدية، فأي سطوة للجهل هزمت كل أولئك وتربعت على عرش المرحلة، صحيح أن هؤلاء موجودون في كل دول العالم، لكنهم لم يسيطروا سوى على نسبة قليلة لا تُجاوز 5-10٪ وليس كما هو الحال لدينا..

كل ذلك يدفعنا للتساؤل عن أشياء كثيرة، أولها برامجنا التعليمية التي تغافلت عن هذا التواطؤ مع الجهل، عن اجهزة الدولة وأدواتها ومدى فعاليتها، عن الإجراءات التي يجب أن تتخذ..

فهؤلاء لم يخنقوا الناس بكورونا، بل أصابوا الاقتصاد والتعليم والمستقبل كله بحالة من الاختناق والعوز المزمن بالأكسجين، بل إنهم أصابوا القيم بمقتل، فظاهرة بيع شهادات اللقاح أصبحت حدثاً أردنياً بإمتياز..

فأعداد كبيرة من الناس حصلوا على شهادات مزورة للمطعوم بل ويفتخرون بذلك، ألم يحن الوقت لإتخاذ القرار؟! كم من الجنازات يجب أن نرسل إلى المقابر حتى يرضى هؤلاء؟، فكورونا لا تحلُ بقرية إلا وقلبت عاليها واطيها ولا تغادرها إلا بعد ملئها بالبيوت الحزينة المتشحة بالسواد، إذن؛ يجب التوقف عن هدر الوقت والأرواح وكذلك التوقف عن العبث بالمستقبل وحتى نوقف الموت العبثي بالجهل يجب أن يُتخذ قراراً فورياً بإلزامية التطعيم، وإلا؛ فالعواقب وخيمة.