آخر الأخبار
  الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة   الملك يطلع على خطة تطوير "عمرة" .. وهذا ما شدد عليه   بعد هجوم سيدني .. "الخارجية الاردنية" تصدر بياناً وهذا ما جاء فيه!   ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات   قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن   الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال   مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط   عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة   فيتش سوليوشنز: توقعات بتواصل خفض الفائدة في الأردن خلال 2026   أبو غلوس إخوان يطلقون حملة عروض خاصة بمناسبة نهاية العام في جميع الفروع   النائب أبوهنية المحاسبة ستطال أي جهة كانت في حادثة المدافئ   السلامي: المنتخب السعودي خصم قوي ومكتمل الصفوف   أجواء باردة وأمطار في مناطق عديدة من الأردن منتصف الأسبوع

سورية.. ضاعت العناوين

{clean_title}


لا شك أن ما يجري في سورية من أحداث هذه الأيام أدى إلى غياب الحقيقة الموضوعية بشأن أزمتها، مما خلق تبايناً واختلافاً في حقيقة ما يجري على أرضها؛ فتارة ما زال المؤيدون يدافعون بشراسة عن النظام السوري ومن يدعمه من باب أنه نظام ممانعة يمثل الحصن الأخير ضد الطموحات الغربية والاسرائيلية.

وتارة أخرى نرى المعارضين ما زالوا يهاجمون النظام السوري باعتباره نظاماً قمعياً فاقداً للشرعية، ويشككون بمصداقية مواقفه تجاه إسرائيل.


المشكلة تكمن في أن تداعيات الوضع السوري ازدادت تعقيداً، ولم تعد واضحة كما كانت عليه في بداية الثورة، حيث كان هناك سوريون حقيقيون ينددون بنظام لا يحقق لهم الحرية والعدالة الاجتماعية، وجلّ مطالبهم أن يغير النظام قوانينه بما يخدم مصلحة الشعب ويحقق لهم الكرامة، أو أن يتغير النظام فتتغير القوانين.


الآن تغيرت حقيقة الثورة في سورية، فمن يقاتل ضد الجيش النظامي أجانب وليسوا سوريين، وكما ذكر في تقرير للمخابرات الألمانية وفقاً لصحيفة دي فيلت أن: 95% من المتمردين في سورية هم من الأجانب، وأغلبهم من البلدان الإفريقية وتنظيم القاعدة. ويؤكد هذا ما قاله طارق الفضلي (القيادي السابق في تنظيم القاعدة في اليمن): أن انسحاب عناصر أنصار الشريعة التابعين للتنظيم من مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين جنوب اليمن جاء بهدف المشاركة في الحرب ضد النظام السوري.


في المقابل نجد أن عناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني يقاتلون إلى جانب الجيش النظامي ضد الثوار ،تكمن المشكلة في أن كثيرين من عناصر كلا الجيشين، الحر والنظامي مغرر بهم وهم على الأغلب يعملون على تحقيق أجندات ومصالح خارجية دون إدراك لحقيقة وخطورة الوضع، ومن المؤسف أن هذه الأجندات والمصالح التي تدار وتنفذ من قبل الأغلبية في الجيشين راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والجرحى والنازحين الأبرياء.


بعد دخول أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السورية، برز في المعادلة السورية ثلاثة أطراف؛ الطرف الأول يمثل النظام السوري ومن خلفه إيران، روسيا، الصين وحزب الله وهو في جهة. على الجهة الأخرى هناك طرفان؛ الأول يمثل المعارضة السورية في الخارج وما تبقى من عناصر الجيش الحر ومن خلفهما باقي القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بالإضافة إلى بعض الدول العربية. أما الثاني فهو خليط ثوري يمثل أطيافاً من التيارات الإسلامية المختلفة على رأسها عدد كبير من عناصر القاعدة وهم من يسيطرون على هذا الخليط.


ومما لا شك فيه أن استمرار الوضع على هذا النحو في سورية هو ما تريده أميركا وحلفائها، لأن هذا يخدم حقيقة مصالحهم؛ فلا أفضل من أن يروا خصومهم (النظام السوري والقاعدة) يقتتلان وينهي بعضهما بعضاً، ويقفون متفرجين على زوال قوتين تشكلان خطراً كبيراً على مصالحهم. ومن هنا فإنه من غير المرجح أن تتدخل هذه الدول عسكرياً ضد النظام السوري وأخص بالذكر تركيا؛ فلها حساباتها الخاصة التي لا تسمح لها باللجوء إلى الحل العسكري.


وبما أن البساط بدأ ينسحب تدريجياً من تحت أقدام المعارضة السورية في الخارج ومن يمثلها في الداخل لصالح التيارات الإسلامية المتشددة، فإن القوى المناوئة للنظام السوري (وحتى روسيا والصين وإيران) تبدي مخاوفها من أن يتسلم عناصر القاعدة أو من يحملون أي أجندات إسلامية متشددة زمام السلطة في سورية، لذا فهي الآن تريد الإبقاء على زخم عسكري ثوري على الأراضي السورية مع دعم مقنن وممنهج، يجعل من المعارضة المسلحة قوة مغرية للنظام السوري كي يهاجمها بأسلحته الثقيلة، فيقضي الجيش النظامي على المعارضة، وتقضي هي عليه باستنزاف قوته وموارده.


من الواضح أن سورية باتت ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الاقليمية والدولية المتصارعة، ولا بوادر حلول سريعة بشأن الأزمة، لذلك نجد سورية الأرض وأبنائها الأبرياء هم من يدفعون الثمن الحقيقي.

عماد عياصرة - باحث ومحلل سياسي
[email protected]