آخر الأخبار
  محادثات أردنية صينية موسعة في عمّان   الأمانة تعلن الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض   عمان الأهلية تُوقّع اتفاقية تعاون مع شركة (Codemint) لتطوير مخرجات التعلم   الأميرة سمية بنت الحسن تكرّم عمّان الأهلية لتميّزها في دعم الريادة والابتكار   الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة 20 دينارا للأسرة   مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة   إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم   نظام معدل للأبنية والمدن: تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف   الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار   ارتفاع أسعار الذهب محليا   منخفض جوي مساء اليوم وطقس بارد وماطر   فيضانات مفاجئة في آسفي المغربية تخلف 7 قتلى و20 مصابا   المواصفات والمقاييس: المدافئ المرتبطة بحوادث الاختناق مخصصة للاستعمال الخارجي فقط   الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة

هلْ يُصلِحُ النُسورُ ما أفسَدَ الطرَاوِنَةُ؟!

{clean_title}


لقدْ وقعَ الاختيارُ على شخصِ عبدِ اللهِ نسور لرئاسةِ الحكومةِ ،ليخلفَ فايزَ الطراونةَ الذي أغرقَ البلادَ والعبادَ بسياساتِه المتخبطةِ ؛والتي لمْ يجْنِ الشعبُ الأردنِيُّ مِن ورائِها إلا البؤسَ والفقرَ والتشتتَ والحرمانَ ومصادرةَ حريةِ الفكرِ والتعبيرِ وزجِّ العديدِ مِن شبابِ الحراكِ في السجونِ ؛في إهانةٍ فاضحةٍ لجميعِ مَن يتجرأُ على المعارضةِ .
وقدْ استبشرَ كثيرٌ مِن الناسِ باختيارِ النائبِ الدكتور عبد الله نسور لقيادةِ مسيرةِ الحكومةِ الأردنيةِ في فترةٍ حسَّاسةٍ ؛هي مفترقُ طرقٍ تاريخِيٍّ بكلِّ المقاييسِ ،وذلكَ بالنظرِ إلى مواقفهِ تحتَ قبةِ البرلمانِ ،مالكِ العلامةِ المسجلةِ (111) ،ورأى الشعبُ الأردنيُّ في النسورِالمخلِّص الذي بإمكانِهِ انتشالَ الأردنِّ مِن حالةِ االغليانِ الذي يعيشهُ والفسادِ الذي يعانِيهِ ؛متجاهلِين الفروقَ الموضوعيةَ الكبيرةَ بينَ المَوْقِعَين :السابقِ والجديدِ.
فالنائبُ الكفءُ في أيِّ دولةٍ محترمةٍ ،هو مَن ينهضُ بأعباءِ منصِبهِ بكثيرٍ مِن الصدقِ والأمانةِ ،ويبقى على عهدِهِ بذلِك ،ولكنْ أنَّا ذلكَ لرئيسِ وزراءٍ تخرَّجَ مِن برلمانٍ مارسَ اغتصابَ مشروعيةِ الحكمِ مِن الشعبِ ،وادَّعى تمثيلَه زورًا وبهتانًا !! .
لا أعتقدُ أنَّ لديهِ الكثيرَ ممَّا يُمكنُه فِعلُهُ لكي ينجحَ في ما أخفقَ فيهِ سَلَفُهُ ؛بلْ جميعَ الذين تقلَّدوا هذا الموقعَ الذي لا يُحْسَد عليه صاحبُه .
لقدْ أخذَتْ الحكوماتُ على عاتِقِها أنْ لا تتفقَ إلَّا على التنكيلِ بشعبِها ؛وتكميمِ أفواهِهِم . ولذلكَ كانَ العُقمُ هو السِمَةُ التي تدمغُ قراراتِ هذهِ الحكوماتِ ،وباتتْ هذهِ القراراتُ المثلُ الأعلى على الشكليةِ والبؤسِ .
ولعلَّ المرحلةَ الراهِنةَ من عُمُرِِ هذهِ الحكومةِ هي الأشدُّ سوءاً في سجلٍّ حافلٍ بالسوءِ جملةً وتفصيلاً ؛حيثُ تعيشُ في أسوأ حالاتِها إزاءَ شعبٍ يعيشُ تحتَ مِطرقةِ الفسادِ ،والفقرِ والغلاءِ ووضعٍ سياسيٍّ بئيسٍ .
وهذا يثيرُ تساؤلاً لدى العديدِ مِن أبناءِ الشعبِ ،هلْ حقًا الحكوماتُ الأردنيَّةُ تمثلُ الشعبَ ؟أمْ أنَّها لا تمثلُ إلَّا نفسَها ؟واقعُ الحالِ يقولُ :إنَّها لا تمثلُ إلا نفسَها ،حيثُ جلست على دست الحُكمِ ،وتملَّكت رقابَ الشعبِ رغمًا عنهُ ،وجاءَت إلى لسلطةِ بالتوارثِ عن آباءٍ اغتصبوا إرادةَ الشعبِ .
نحنُ بحاجةٍ إلى حكومةٍ منسجمةٍ مع تطلعاتِ شعبِها ،وقادرةٍ على تلبيةِ احتياجاتِهم، فتركِّزُ على متطلباتِ الشعبِ ،في التنسيقِ الجادِّ للسياسةِ الخارجيَّةِ الخرقاءِ والاقتصاديةِ الهوجاءِ والثقافيةِ الجهلاء ،بدلَ البطشِ بِهم والإسرافِ في عداوتِهم ،وصفعِهم كلَّ يومٍ بقراراتٍ جهنميَّةٍ ،فهلْ سَيُردِدُ عبد الله نسور ،ولكنْ بعدَ فواتِ الأوانِ ما قاله الشاعرُ العربِيُّ قديماً :
عَجـُــوزٌ تمنَّتْ أنْ تكُــونَ صَبيَّـةً وقدْ يَبُسَ الجنبانِ واحدودبَ الظهرُ
وراحتْ إلى العَطَّارِ تُصلِحُ شأنَها وهلْ يُصلِحُ العَطَّارُ ما أفسدَ الدَّهــرُ
[email protected]