القدس ، " فتحها سيدنا عمربن الخطاب ، وحررها صلاح الدين الأيوبي ، واستشهد من أجلها الرئيس ياسر عرفات ، وحمل أمانتها الرئيس محمود عباس " .
ما سبق هو النص الذي ستقوم رابطة الشباب المقدسيين / القدس بتدوينه على الرقعة التي سيقوم بحملها وفد فلسطيني كبير يضم الشخصيات الإسلامية والمسيحية والمؤسسات والقوى والفعاليات الوطنية ، بهدف تسليمها ومعها مفاتيح أمانة القدس للرئيس عباس صباح اليوم السبت الموافق للثالث عشر من الشهر الجاري ، وذلك في إحتفالية خاصة ستجري في مقر السلطة بمدينة رام الله .
وهكذا يمكن القول بدايةً وللأميتن العربية والإسلامية العوض بسلامتكم في القدس ما دام الرئيس أبو مازن هو الذي سوف يستلم مفاتيح الأمانة ، وما دامت المدينة ستكون في عهدته من يوم الإستلام فصاعدا ، ونقول للوفد شكرا لجهودكم فقد عثرتم بالفعل على الشخص المناسب لتولي هذه المهمة ، وكيف لا ، وهذا الرئيس الذي وقع عليه الإختيار كان بالأمس القريب وتحديداً في نهاية الشهر الماضي عاجزاً عن إستخدام كلمة – القدس – كاملةً في خطابه التاريخي الثاني الذي ألقاه أمام الجميعة العامة للأمم المتحدة واكتفى بالإشارة إلى القدس الشرقية لتكون عاصمة للدولة التي يحلم بها هووسلطته .
وحتى تظل الأمور في نصابها الصحيح ، فإننا نود تذكير أعضاء هذا الوفد الكبير بتساؤل مفاده هل درستم و تمعنتم جيداً هذا الإختيار ؟، إن فلسطين هي الأهم ، وهي العنوان الأكبر الذي يحتوي على جميع المسميات الأخرى وبكل معانيها وأبعادها السياسية ، والوطنية ، والدينية بطبيعة الحال ، راجين أن لا يفهم من هذا الكلام بأننا نقلل من قيمة القدس ومن مكانتها المقدسة عند العرب والمسلمين .
قديما قيل أن لكل زمان دولة ورجال ، ولكن عندما يقع الإختيار على الرئيس عباس ليكون المدافع والحامي للقدس فأن ما نتوقعه لها سيكون أسوأ بكثير مما تتعرض له الآن من مخاطر وإعتداءات ومحاولات إستباحة وهدم وتقسيم لحرمها القدسي الشريف والذي قد يحصل في أي وقت من هذا الزمن الحالي وذلك على غرار ما تعرض له الحرم الإبراهيمي الشريف أيضا .
قد لا يعجب البعض أن نقول بئس الإختيار ، ولكن ماذا عسانا نفعل ؟ وهذا الرئيس يرفض أن يكون على مستوى التحدي الذي يتعرض له الوطن الفلسطيني ومن ضمن ذلك القدس وبكل ما لها من خصوصية مقدسة ، ماذا نقول ؟ ،وهذا الرئيس يصر على مواصلة التعلق بخيوط المفاوضات التي غدت أضعف من خيوط العنكبوت.
ماذا نكتب ؟،وهذا الرئيس لا يزال واهم بتحقيق السلام الزائف مع قتلة الأنبياء والرسل ، ماذا عسانا أن ندون عن تمسكه بمؤامرة إتفاق أوسلو والذي يعتبره إنجازا تاريخيا له شخصيا وللقضية الفلسطينية ؟!،نكتب ونحن نشعر بأن دماء شعبنا النازفة هى الحبر الذي تكتب به أقلامنا ، ولذلك نتألم ألماً شديداً مع كل حرف ونقطة ولكن بلا فائدة .