جراءة نيوز - رأفت القبيلات يكتب ..
إنتظرت قليلاً وتمحصتُ وتفحصتُ تعليقات ومنشورات عبر مواقع التواصل الإجتماعي وما تأول له الأحداث بعد أن أطل علينا المنظرون والفلاسفة وأصحاب المدن الفاضلة و الوردية و المهاجمين لمسلسل مدرسة الروابي الذي أشغلهم في الفترة الماضية متناسين أزمات عمان، وضيق أحوال المواطنين، وأعراض لقاحات كورونا، ورفع أسعار المشتقات النفطية .
في الحقيقة باتت الأخلاق إلكترونية فقط، وبات الهجوم و الإنكار أسلوباً حياتياً ايضاً
فنحن ننكر وجود خلل وفجوة كبيرة في حياتنا اليومية وما نشاهده عبر مواقع التواصل الاجتماعي
نحن نهرول بين رفوف الدكاكين الإعلامية كما نهرول بين رفوف الشيبس و الشوكولاته و طعام الكلاب والقطط في أغلب مواقع التسويق .
البعض يعتبر التربية في الحقيقة فقط تأمين حاجيات الأبناء ، ويطل علينا عبر صفحته الفيسبوكية يهرف و ينتقد و ينثر أخلاقياته دون أدنى معرفة بأنه لم يستطع أن يعطي أبناءه بعضاً منها..
فالمتتبع لما كان يحدث في بعض المدارس قبل كورونا يدرك بأن ( الإيماءات و بعض الحركات الغير لائقة) ضرورة ملحة في كلام و لقاءات طلبة المدارس… وايضاً أعقاب السجائر وحتى علب السجائر التي يسعى الطلبة لشراءها صباحاً، وبات البعض يستعيض عنها بالسيجارة الإلكترونية لكي لا تعلق الرائحة في ملابسه.
لماذا ننصدم مما جاء في مسلسل مدرسة الروابي
لماذا ننصدم من شباب وشابات يلهون في ترف ورغد حياة لا أخلاق فيها ، ليفعلوا ما يحلوا لهم في لحظة كنا منشغلين ومنهمكين في تفصيلات و تحليلات الواقع الإفتراضي؟!
هذه المواضيع و الملفات المتغافلين عنها ،حياة لا صواب وأخلاقيات فيها ، علاقات يشوبها الكثير من اللغط وتحويل المشاعر الإنسانية الى ( قطعان حيوانية)
بات حال بعض الأسر في تربية أبناءه كمن يرعى (كلباً أليفاً) في منزله، يأخذه للدكتور ليطمئن عليه، يسعى للبحث عن كلبة من نسلٍ معين ليضمن له تزاوجاً سليماً وسعيداً، كما ويؤمن له مكاناً مناسباً صيفاً وشتاءً
بتنا نرعى لا نربي، والأدهى من هذا كله اننا ننصدم وننكر عند كل موقف مشابه، وفوق هذا كله نطل عبر شاشات الهواتف مهاجمين ومصدومين ومرعوبين متناسين الواقع الحقيقي الذي نحن فيه.
عموماً باتت مواقع التواصل الاجتماعي بؤراً ساخنة تلفظ فايروساتها في تصرفات وأفعال أبناءنا وبناتنا ونحن نكتفي كما نفعل عادةً ننكر الحالة ونرعى بيوتنا كما نرعى حيواناتنا الأليفة