جراءة نيوز - رافت قبيلات يكتب ..
في البدءِ كُنّا نَكتبُ موسيقى النَشْوة الأولى على الحيطانِ ولا نَقرَؤُها، ثُمّ صِرّنا نَكتبُ قصائدَ حُبٍّ على مَرايا العُمرِ الجميلِ ولا نَفهمُها، ثُمَ تَلحَّفْنا بِعَباءَةِ ليلٍ طَويلٍ يُحَيِّدُ كُلَّ شَيءٍ حَولَنا، يَصْحبُنا نِصفُ قَمَرٍ تاهَ عن مَجرَّتِنا ثمَّ طلبَ حَقَّ اللجوء في عِلِّيَةِ الدارِ،بَعدَ أنْ عانَقَ مَناشير عِشّقٍ أدْمَنّا عليها قَبلَ سِنِّ الرُشدِ.
في البَدءِ كانتْ الأقدارُ وحيدَةً تحْتفلُ وَراءَ سِتار يَحتضِنُ ظَلَّها, والقناديلُ مُطفَأةٌ في الزقاقِ المَهْجورِ إلاّ من بعضِ العُشّاقِ الجُدُدِ، ثمّ جائَتنا بَعضُ الشُهُبِ المُتَمَرِّدةِ على قوانينِ الجاذبِيَّةِ كَيْ تَطلُبَ الغُفران في مِحّرابِ الليلِ الثَمِلَ بِسَوادهِ بَعدَ أنْ طَرَدَ كُلَّ النجومِ، وفجأةً ثَملتْ أيامُنا فَمَنحتْ نصفَ القمرِ جوازَ سَفرً وضَمَّتْ النجومَ إلى صَدرها بَعدَ أنْ مَزَّقتْ عَباءةَ الليلِ ثُمَّ جادَتْ عَلينا بحُرّيَةٍ سقطتْ من جُعبَتها بِمَحضِ الصُدفةِ.
تستطيعُ أنْ ترى الأملَ حتى مِن خلالِ ثقبٍ تُعامِلُهُ كشباكٍ في زاوِيةِ الأَمل إِن أَرَدت، انا ما زلتُ أرى كَوْناً يَدورُ حولَ رغيفٍ خَبزَتهُ أمّي في هذه الزاوية، وما زِلتُ أشاهِدُ نجومَ السماءِ وأداعِبها كما كنتُ أفعل مع أبي حين نفترش البيدر ليلاً لننام.
بسام عبدالحافظ سلمان اللصاصمة المولود في 01/01/1971م في إحدى قرى لواء فقوع، صرفا التي تنام على كتف لواء فقوع الأيسر عَرَفَ بها ( الدكتور) كيف يكون العزف في المراعي، وكيف يكون العزف على بيانو في شرفة مطلة على ( برج خليفة) في وسط دبي.
بسام الذي كان يَستَكينُ إلى ( توم بينغهام وكتابه سيادة القانون، و جيفري روبرتسون وكتاب لعبة العدالة، وفرج القصير في كتابه القانون الجنائي، والكِتابُ الذي يأخذُ حَيِّزاً في قلبهِ رسالة إلى طلبة القانون لنيكولاس ماكبرايد) حينَ كان في جامعة مؤته 1990-1994 هو عَينُهُ الذي إنطلق نحو جامعة ال البيت لدراسة الماجستير في القانون. وبَعدَ ان أصبح مستشاراً قانونياً في وزارةِ الخارجية حصل على شهادة الدكتوراة في القانون الخاص.
غادَرَ الدكتور بسام الأردن نحو ( الإمارات) في العام 2005م حاملاً بين يديه تَاريخاً و إرثاً عائلياً، وبينَ عينيهُ حُلُماً يرتَسِمُ فِي آخر الزِقاق،
ومع بزوغ خيوط شمس أول يوم عمل له فيها بدأ صناعة حلم جديد لا زال يعيشه حتى الساعة، في بيئة تحمل كل معاني الدعم والمساندة من قبل المسؤولين الإماراتيين في دبي المتميزين بأخلاقهم وعلمهم وكرمهم وحبهم للجالية الأردنية، حيث تشعر بأنك بين أهلك..
بسام الآن مستشار قانوني أول لدى لجنة التظلمات المركزية لموظفي دوائر حكومة دبي.. وَ يَرسُمُ آمالاً لا تَنّطَفِئ، و وَقَفاتٍ سَتَكون... بسام الذي يتغنى بصرفا كل حين.. لن يكون الا اردنياً أصيلاً ينثُرُ الحب والعدل في طرقاتِ دبي وسمائِها، وهو ابن رجلٍ نثرَ الحق في سماء الكرك.