آخر الأخبار
  الملكية الأردنية تكرم الطيارين تقديراً لعطائهم بمناسبة يوم الطيار العالمي   د. ماهر الحوراني يفتتح البيت الزراعي الذكي في عمان الأهلية   بالصور .. د.ماهرالحوراني يرعى افتتاح معرض "بريدج" للجامعات الدولية في عمان الأهلية   حفاظا على سلامة الطلبة .. إجراءات وضوابط لمنح تصاريح الرحلات المدرسية   البحث الجنائي يكشف قضية قتل منذ عام 2004   فصل مبرمج للكهرباء بالطفيلة الأربعاء   طلب قوي على الدينار الاردني   وفاتان و14 إصابة في حوادث سير على طرق المملكة   انخفاض عدد زوار المتاحف والأماكن الأثرية أكثر من النصف   طقس معتدل في أغلب المناطق اليوم   مصدران مصريان يبشران حول ما وصلت اليه محادثات وقف اطلاق النار بقطاع غزة   السعودية تفرض غرامات تصل 26 ألف دولار لمخالفي تعليمات الحج   الفراية: مشروع قاعدة بيانات الهجرة يعزز حوكمة الهجرة ويدعم التنمية الاقتصادية   بعد أيام من ثباته .. الذهب يعود للأرتفاع في الاردن   تحذير هام للراغبين بشراء الذهب في المملكة   أبو حسان يوضح حول مشروع قانون ضريبة الأبنية والأراضي!   عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يصادف الاثنين   العيسوي يلتقي وفدًا من أكاديمية القادة الدولية   شركة البوتاس العربية تعزز وجودها الاستراتيجي في أوروبا   الملك ووزير الداخلية البحريني يبحثان التطورات في المنطقة

الأبطال على أسوار القدس

{clean_title}

كتبه/ محمد عبدالجبار الزبن
ضجت الدنيا بمن فيها على اعتداءات الغطرسة الصهيونية التي طالت الأقـصى المحتل، واستباحات باحاته وساحاته، وصلوات القانتين فيه، فتحرك دفاعا عن الحقّ الأبديّ، الأشبالُ الصناديدُ الجبال، والأبطال من النساء والرجال، من أهل بيت المقدس، وقدموا الدماء والأشلاء، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم ثابت ينتظر، والأمة لا تُبدل تبَديلًا، ولا تَسمع منها نَحيبًا ولا عويلًا.
فبعد تطور احتراف مهنة التطبيل إلى التطبيع، والرقص على أشلاء القضية الفلسطينية، وتحويل الممنوع إلى فرض واجب، ودقّ الحرية العصماء التي لأجلها الشعوب تدقّ، ذابت بلاد في ماءٍ سراب بقيعة، في سبخة لا تنبت كلأ ولا تمسك ماءً. فأين بلاد العرب أوطاني؟، هل الصمتُ أطبقَها؟. أم أنها تبحث عن نفسها في أذيال الأمم؟ وهي الرأس لو رفعت رأسها.
لن أتكلم عن بطولات المقدسيين، ولا عن تضحيات المرابطين، فليس الخبر كالمعاينة، وعند باب العامود الخبر اليقين، وعلى أسوار القدس أبطال يحامون عن الحمى. ولكنني أودّ التذكير أننا لا زلنا لم نفهم الدرس المقدسي بعد، وأننا نعيش حالة الانقضاض على الواقع فلا نحن نريد إصلاحه ولا نحن الذين نرتضيه لنا إذا أفقنا من سباتنا، فدرس المسجد الأقصى هو: المعادلة التي لا تعرف الجدل، فالأقصى ليس حجارة وليس تاريخ فحسب، إنه: معادلة: "إثبات الوجود" لنا كأمة قائمة بذاتها وإرادتها.
فالدول العربية التي شتتها سايكس بيكو، جعل فلسطين مفتاح عودتها، فضاع المفتاح والعرب تركت بيت المقدس والمسجد الأقصى ظنا منها أنّ فلسطين حجارة وطين. إنه الدرس العربي يا قوم، وما يقوم به الصهاينة بين الفينة والأخرى عمل اختبار ليعرفوا مدى قربنا من القاع.
واليوم.. فأهل "الشيخ جراح" أثقلتهم الجراح. وأهل القدس على أسوارها ينتظرون استيقاظَ أمّتهم أن تغضب وأن تتحرك وأن تجلجل الأرض من تحت أقدام اليهود. لكن الأمة في كل مكان إلا في القدس.
أما نحن.. فلنا حقّ في القدس لن نتخلى عنه، وإذا عاد الأقصى يوما، سنقول لأحفادنا: لقد كنا أبطالا نذرف الدموع على شهداء القدس، وكنا نساندهم من بعيد فسهر ليلا طويلا لأجل القدس. ونشعل شمعة لنقول: كانت هنا نفوس وأنفاس تدافع عن حياض أمة غابت، فكل شيء في القدس إلا أمتي التي فقدت مفتاح عودتها فتاهت بين شواهق الناطحات، وأعماق المحيطات بحثا عن الحلّ، والحلّ تحت القبة الثُّمانية والمصلى المروانيّ، فهناك دفن الاستعمار عزة الأمة وكرامتها.