ومن مِنّا لا يعترف بأن شركة مناجم الفوسفات الأردنية كانت ولا زالت الأم الحنون التي رعت أبنائها الموظفين وأولت جُل الإهتمام والرعاية لهم ولعائلاتهم ولأبنائهم بما يخدم مصالحهم وأحوالهم ومساعدتهم في شتى ميادين حياتهم المعيشية والمدنية ، حيث إمتدت هذه الرعاية للمتقاعدين الذين قدموا سنوات عمرهم في خدمة هذه الأم الغالية على قلب كل أردني وكانوا متفانين بجهودهم وخبراتهم وإخلاصهم ووفائهم لها بالعمل أثناء مسيرتهم العملية في الشركة بالوقت الذي لم تنسى فيه هذه الأم الحنون لنا ولهم ذلك الوفاء ولم تنكر لهم جميل الإنتماء والإخلاص فقدمت لهم الكثير الكثير من الحقوق والمنح والمساعدات المالية والعينية لعلها تكون قد أعطت ما بوسعها لمن كان عاملاً رئيساً في تقدمها ورفعتها وإزدهارها .
وكم هو الموقف في غاية الصعوبة أن ترى هذه الأم الحنون أبناءاً لها كانوا في أحضانها آمنين سعداء تعمل من أجلهم بكل طاقاتها من أجل توفير حياة كريمة لهم ولأجلهم كانت تتحدى الصعاب لتتمكن من إحتضانهم ورعايتهم والإهتمام بهم على مدار سنوات إحتضانهم لها آخذة على عاتقها توفير أقصى حدٍ لرعايتهم وتأمين أمنهم وإستقرارهم الوظيفي رغم التحديات العالمية والمناغصات المحلية ، والتوترات الداخلية والتوكعات التي أصابتها من تلك الأمور ناهيك عن المراحل التعثرية والإحتضارية والتي قد مرت بها سابقاً ، ومع كل ذلك كانت هذه الأم الحنون تعانق السماء مرفوعة الرأس عالياً تجابه الصعاب بكل قوة وطمأنينة من أجل أبناءها الأعزاء علها تكون مثالاً للأُم الفاضلة ونموذجاً رائعاً يُحتذى به كل الأمهات لرعاية أبنائهن المخلصين .
وإننا لنأسف شديد الأسف أن نرى أبناءها الذين كانوا بارين لها وقد بان عليهم الغضب والإستهجان وقد أخذت منهم السنين العمر حتى أن أبناء من توفوا منهم طيب الله ثرى آبائهم وعلى مدار أيام متواصلة لا يزالون يقفون على قارعة الطريق وأمام ناظريها وأمام مدخلها الرئيسي وعلى مرأى من العامة منددين بأصوات عالية وبأيدٍ مرفوعة وبرؤوس شامخة ، يرفعون لافتات بمطالبهم وحقوقهم المقتنعين بمشروعيتها من وجهة نظرهم على هذه الأم وكأن الوضع هنا إما فيه عقوق للوالدين أو التنكر من قبل الأم لأبناءها .
وعند النظر في مطالب الأبناء تجاه الأم التي لم تنكر ولم تتنكر لأحد من أبناءها عليه ذلك ، نجد أن من حقها دراسة تلك المطالب حتى وإن لم يكن هناك بنداً واضحاً ينص على تلك الحقوق بوجوب تنفيذها وتلبيتها كما لو كان "بأثر رجعي" مثلاً ، فما ينفع الماء بعد أن يذبل الزهر ، ورغم أن قلب الأم على ولدها وقلب ولدها على الحجر دأبت هذه الأم الحنون بدراسة مطالب المتقاعدين بكل انفتاح على الرأي القانوني والتحليل المالي والإداري الذي تم اعدادهما من قبل المستشارين القانونيين والخبراء الماليين العاملين في الشركة لتجد لتلك المطالب باباً تستطيع من خلاله مساعدة كآفة الإخوة والزملاء السابقين في تحقيق مطالبهم ، إلا أنها لم تجد ما يثلج صدورهم في إمكانية تقبلها لتلك المطالب ، ولمدى حبها وإخلاصها لأبناءها عملت جاهدة لإرضائهم من خلال إقناعهم بإقامة دعوة قضائية أمام القضاء لتثبت لهم مدى صدقها لهم متحملة بذلك كآفة المصاريف والنفقات المترتبة على هذه الدعوة ضدها في سبيل أن لا ترى أبناءها يعانون الضيم أما ناظريها .
فلله درك أيتها الأم الحنون ، كنت ولا زلت الأم التي تعطي ولا تأخذ ، والأم التي تحنُّ ولا تغضب ، والأم التي تتحمل ألم عقوق أبناءها ولا تنكر لهم الجميل والعرفان ، والأم التي قلبها مفعم بالحب والحنان ، فلك علينا أيتها الأم الحنون نحن أبناءك أن نكون المخلصين الأوفياء لحضنك الدافئ ، والمعترفين لك بالجميل والعرفان الذي غمرتنا به أثناء إحتضانك لنا وإمتداده إلى ما بعد هذا الإحتضان خلال سنوات تقاعدنا من حضنك ليحل محلنا إخوة وزملاء لنا ليواصلوا العمل والعطاء من أجل تقدمك ورفعتك وإزدهارك ، لتبقي قادرة على التفاني بالحب والعطاء لأبناءك المخلصين ولدفع عجلة التنمية الإقتصادية في وطننا الأردن الغالي في ظل الراية الهاشمية الأبية حفظها الله ورعاها ذخراً وسنداً للأردن والأردنيين وللأمة العربية والإسلامية .
فكل إحترامنا وتقديرنا لك أيتها الأم الحنون والغالية معاهدين أنفسنا نحن أبناءك والذين ما زلنا آمنين بحضنك الدافئ أن نكون عند حُسن ظنك بنا وأن نكون أبناءك الذين لا يعصون لك أمراً يحبه الله ويرضي وجهه الكريم ، معاهدين الله ثم أنت أيتها الفاضلة بأن لا ننسى حليبك الطاهر ولن ننكر جميلك الطيب وحضنك الدافئ وسنكون لك ومن أجلك نعمل جاهدين لرقيُّك ورفعتك وإزدهارك ولن نسمح لأيٍ كان من كان بأن تدمع عيناك أو تخضع قامتك أو ينخفض رأسك أو تُدنى الذي يناطح السحاب من أجله أو بسببه فأنت أملُ مستقبلنا وغدنا المشرق وربيع حياتنا الدائم الزهر .