حذرت صحيفة إسرائيلية، من الوضع الذي وصل إليه رئيس الحكومة المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، الذي يدرك خطورة وضعه السياسي والشخصي.
وأوضحت صحيفة "هآرتس” العبرية في مقال كتبه يوسي فيرتر، أن "نتنياهو اعتبر رئيس حكومة لا يكون سعيدا بالذهاب إلى الحرب، وهو من حذر من استخدام القوة، وعندما تفرض المواجهة يسعى بسرعة إلى إنهائها بدون توسيعها، وهكذا تصرف في الـ12 سنة من سنوات حكمه المتواصلة”.
وتابعت: "الآن وفي هذه اللحظة الأكثر حسما بالنسبة لمستقبله السياسي والشخصي، تتراكم دلائل تقوض النظرية المذكورة أعلاه، هذه الدلائل يجب أن تقلق أي إسرائيلي، وكبار رجال الأمن يدركون جيدا ما يحدث، ويجدون صعوبة في النوم”.
ولفتت إلى أنه "لا يوجد من يفهم جيدا أكثر من نتنياهو خطورة وضعه، فالأيام الأربعة الأولى من شهادة "إيلان يشوعا "رسخت الاتهامات ضد من أعطى الرشوة المزعومة في ملف 4000، شاؤول ألوفيتش، وشهود الملك نير حيفتس وشلومو فلبر، سيستكملون لوحة الفسيفساء في الأشهر القادمة، وبعد أن يقولوا ما لديهم فإن الصورة ستزداد وضوحا، ومن المشكوك فيه أن تصفو السماء فوق المتهم رقم واحد (نتنياهو)”.
الأحداث الأمنية
وذكرت الصحيفة أنه "في حال لم يقم في الأيام العشرين القادمة بتجسيد التفويض الذي تسلمه من الرئيس، فإن إخلاء مقر إقامته في بلفور يمكن أن يكون قاب قوسين أو أدنى، ولكن الموجود الآن على المحك بالنسبة له هو أثقل وأشد بكثير من طرده إلى الفيلا التي تبتلع ميزانيات الحكومة في قيصاريا، لأن الموجود على المحك في هذه المرة هو مصيره وحريته”.
ونوهت إلى أن "تسلسل الأحداث الأمنية أمام إيران والتسريبات التي لا تترك مجالا للشك بخصوص هوية المنفذين، تثير الشعور بأن صاحب البيت أصيب بالجنون، والأكثر دقة أنه فقد الكابح الأخير الذي ما زال يعمل لديه، وفي النظام السياسي والأمني، يجري الآن حوار مكشوف؛ هل نتنياهو يريد إشعال حرب مع إيران أو مع حزب الله كي يشكل حكومة طوارئ؟”.
وبينت أنه "في السنة الماضية أدخلنا في إغلاق محكم وشديد القسوة بوجود عدد قليل من المصابين فقط، وبمساعدة كورونا خلق أجواء مروعة جلبت له الجنرال بيني غانتس، وفي هذه المرة لا توجد كورونا، لكن دائما ستكون لديه إيران”.
تشكيل الحكومة
وأشارت إلى أن التسريب لصحيفة "نيويورك تايمز”، الذي "نسب إلى إسرائيل العملية في المنشأة النووية في نطنز، كان يمكن أن يأتي فقط من مصدر واحد، وهو مصدر له ما يكفي من الصلاحية كي تقوم الصحيفة المهمة بالنقل عنه، ولديه ما يكفي من الشجاعة كي لا يخاف من تداعيات تحقيق محتملة، وربما هو يائس ومعرض للخطر بما فيه الكفاية بسبب الأمور التي فسرت أعلاه، ووزير الأمن غانتس الذي يطالب بإجراء تحقيق، يعرف أن هذا التحقيق لن يثمر أي شيء، لأن المتهم الرئيسي محصن”.
ورأت أن "غانتس لن يسارع إلى مساعدته في هذه المرة، وبالتأكيد مائير لبيد وجدعون ساعر وأفيغدور ليبرمان، أما ميراف ميخائيلي ونيتسان هوروفيتس اللذان أدهشتهما فكرة التوصية بنفتالي بينيت، فسيفعلان هذا بارتياح وهما يشاهدان كم هو البديل خطير”.
وأفادت "هآرتس”، بأن "نتنياهو يشخص الآن إلى بينيت وسموتريتش، فرئيس "يمينا” بينيت أعلن أن قائمته لن تشكل أي عائق، وفي نفس الوقت عاد ووعد بمنع "كارثة انتخابات خامسة”، بداية الجملة التي قالها بينيت استهدفت أنه لا يشكل مشكلة، فليتفضل نتنياهو ويحضر 54 مقعدا، و”يمينا” سيكمل له الـ 61 مقعدا”.
أما الشطر الثاني من حديث بينيت، أنه "إذا فشل المرشح، يوجد أمامي خيار في الطرف الثاني، وسأضطر إلى قبول حكم الحركة وحكم معسكر التغيير، وأصبح رئيسا للحكومة، وإذا لم يكن مناص، فهذا ما سيحدث”.