إنتشر في الآونة الأخيرة وفي بدايات هذا القرن أمراض عدة ومعدية منها مثلاً " جنون البقر " و " إنفلونزا الطيور" وإنفلونزا الخنازير" وكانت هذه الأمراض تأتينا من بلاد الغرب البعيدة حيث كانت ذات أبعاد إقتصادية وأعراض مرضية خطيرة جداً قد تؤدي إلى الموت والهلاك لفرد ما أو لمجموعة أفراد وبأعداد هائلة لا سيما أنها جاءت عن طريق الطيور والحيوانات والتي نفق منها الكثير نتيجة إصابتها بهذه الأمراض بالإضافة إلى تاثيرها النفسي على أبناء وشعوب مواطنيها الأصلىين وعلى أوطان وشعوب العالم بأسره .
ولدى سماعنا بهذه الأمراض وما قد تسببه من الموت والهلاك أخذت الكثير من الدول وبما فيها الأردن بالإسراع إلى أخذ الإحتياطات اللازمة والإجراءات العملية والميدانية والوقائية الضرورية ، وتوعية المواطنين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة لأخذ الحيطة والحذر خوفاً من الإصابة بها ولمنع وصول مثل هذه الأمراض الخطيرة والمعدية وقطع الطريق عليها والتي من شأنها الحيلولة من عدم إنتشارها وتحمل عبء الإصابة ونتائجها الوخيمة متبعين بذلك مبدأ "درهم وقاية خير من قنطار علاج" .
فتلك الأمراض نوعاً ما تم السيطرة عليها بمختلف الإجراءات السريعة والوقائية والتي كانت بمنتهى السهولة واليسر من خلال تعاون الجميع صفاً واحداً لمقاومة إنتشارها والحد منها في الحالات التي كان يعتقد أن هنالك تشابه فيها من ناحية الأعراض المرضية لهذه الأوبئة والأمراض .
إلا إننا كمجتمع بشري مترابط إقليمياً من خلال جامعة الدول العربية ودولياً من خلال منظمة الأمم المتحدة قد فشلنا جميعاً في إيجاد العلاج الملائم لمكافحة وإستئصال وباء قاتل ومدمر أصاب أحد أعضاء هذا المجتمع المتكامل مما أصابه بالوهن والضعف منذ ما يقارب السنتين وهو ينخر وينتشر في جسده حتى أنهك هذا الوباء الغريب والذي قد يمكننا تسميته بجنون الأسد أعصاب جميع أعضاء المجتمع الدولي وتمكن من تجميده دون تنفس أو حركة مما جعل العقول تتوقف عن التفكير بحلول تستطيع من خلالها على ردعه وإيقافه دون توغله وإنتشاره وعدم القدرة على إستئصاله من جذوره تاركة هذا العضو من جسدها يشكو متألماً يتجرع سكرات الموت ويعتصر الألم محتضراً ليموت ببطئ شديد أمام أعين الجميع دون إستطاعته وبمقدوره عمل شيء له سوى النظر فقط معترفاً بخذلانه وضعفه وعدم قدرته على تدارك خطورة هذا الوباء القاتل المدمر والذي لا يرحم صغيراً كان أم كبيراً .
ومن هنا نقول إلى الجميع إلى متى سيبقى العالم يتفرج على أنواع الدمار والخراب وأشكال إزهاق الأرواح البريئة وفنون إغتصاب العرض والشرف دون تمييز ، ألم يحن الوقت لهذا العالم بأسره بأن يتذكر إنسانيته ولأن يراجع نفسه ويقف وقفة رجل واحد أمام هذا الجنون الذي قد فاق أشكاله وأنواعه المعتادة ليقول له كفى الآن ، وقف عند حدك ، فقد تجاوزت الخطوط الحمراء لمباديء الأخلاق والإنسانية في حق شعبك وحق ابناء شعوبنا الذين تأثروا من أفعالك وفنون جرائمك بحق أبناء سوريا وطن الشمس والحرية !.
نعم ، أين هذه الجامعة وأين هذه المنظمة واللاتي أُنشئن من أجل السلم والأمن الدوليين ومن أجل حماية الشعوب البريئة من ويلات الحروب وإستبداد وجبروت طغاة الأرض ؟ أين هم جميعاً ليقولوا لهذا الأسد المتمرد والمستبد والذي أصابه هذا الفيروس اللعين بالجنون قف أيها الأسد المتكبرعن جنونك ، وأطبق فمك ، وإخفي أنيابك التي أظهرتها على إخوتنا الأحرار والأبرار! ، أما تعلم بأن الطغاة يجهلون قوة الحرية ومدى عشق أصحابها لها ؟ .
ألا تدري بأن الطغاة لا يتورعون عن إفتعال الحروب ضد هذه الحرية والمنادين لها ؟ وألم تعلم أن في قتل الأبرياء والتلذذ في سفك الدماء وإغتصاب الأحرار يزيدنا كرهاً وبغضاً لك ولأعوانك الجهلة ؟ أذهب بلا رجعة نقولها وبصراحة لك ولمن وضع يده بيدك على الشر ، فنحن قد عرفناكم جميعاً ، وشهدنا فسادكم وأفعالكم المسيئة لله ولعباده ، وعلمنا يقيناً بأننا لن نأمن جانبكم منذ الآن ، إذهب أنت ومن والاك أيها بجنونك إلى مزابل التاريخ النتنة مأوى أمثالك من الطغاة والمفسدين في أرض الله بحق عباده الأمنين ..