على الرغم من نفوذ إسرائيل المالي والسياسي في الأمم المتحدة، إلا أنها تأتي دائماً مستعدةً لمثل هذه الأحداث الدولية، ولا تصوغ خطابات لغوية تبحث فيها في المعاجم عن كلمات رنانة يسعى كاتبها إلى حصد الإعجاب لا أكثر وليس حصد النتائج،فإذا أرادت إسرائيل الإستجداء إستجدت بكل كفاءة وإذا أرادت أن تفرض منطق القوة فرضته بكل كفاءة أيضاً.
وها هو نتنياهو يطل علينا بخطاب نفسي بارع يخاطب اللاوعي عند الفرد موصلاً تهديداً إيرانياً غير حقيقي إلى أذهان المجتمع الدولي ليغدو وكأنه واقع مفروض لا يفصلنا عنه إلا الوقت.
طوال معرفتي بخطابات العرب، نادراً ما استعانوا بعلماء النفس ليوصلوا ما يريدون بأسهل الطرق، فهذه الرسمة التي جاء نتياهو يحملها على بساطتها أعدها له جيش من خبراء وعلماء النفس. فهي تحمل إشارة لا وعي واضحة أن إيران ستستخدم القنبلة فور وصول تخصيب اليورانيوم إلى 90%، كما أن الخطاب أشعر العالم أن برنامج إيران النووي لا يحمل أي طابع سلمي، والسؤال هو متى ستستخدم القنبلة، وليس إن كانت سوف تصنع أم لا.
لست بصدد الدفاع عن نتياهو، ولكن خطابه كان للإنصاف من أبدع الخطب السياسية التي سمعت. إنها قوة الحرب الإعلامية الثقافية نحن أعداء إسرائيل قد نلمس التدليس والإشارات والتلاعب على الواقع في خطابات قادتها، لكن السؤال: كيف سيتلقى حلفاء إسرائيل مثل تلك الخطابات؟